Friday, June 29, 2007

ما أجهلنا

كتب يوسف معاطي

ما أجهلنا


استوقفني فجأة في الطريق وباغتني بسؤال‏..‏ معاك فلوس؟‏!‏ مالك‏!!‏ لماذا تنزعج هكذا من السؤال؟‏!‏ أنا لن آخذ فلوسك‏..‏ أنا عاوز أشوفهم بس وح أرجعهم لك‏..‏ أنا أعلم أن عملية إخراج الفلوس من المحفظة عملية صعبة‏..‏ شكلك كده بتحب الفلوس قد عينك‏..‏ كلنا نحبها يا سيدي وكلنا لا يريد أن يفرط فيها‏..‏ ومع ذلك اذا كنت فعلا تحبها كما تقول هل تستطيع أن تصفها لي‏..‏ علاوة تندهش‏..‏ صف لي المرسوم علي ظاهر الجنيه وأنا أعطيك مثله مائة مرة‏..‏ نظرت نحوه وبلعت ريقي‏..‏ وأخذت أحاول أن أجهد ذهني في التذكر‏..‏ معقولة‏!!‏ لا تعرف شكل الجنيه الذي تدعي أنك تحبه كل هذا الحب ألم تحاول أن تتأمله لحظة‏!!‏ ألم تر الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري مرسومين علي ظهر الجنيه‏!!‏ الملك رمسيس الثاني الذي حارب الحيثيين وانتصر عليهم ثم عقد معاهدة سلام معهم وعاش سعيدا وأنجب مائة واحد عشر ولدا‏..‏ رمسيس الثاني صاحب التماثيل الضخمة والمعابد الاسطورية‏..‏ ملك مصر في الاسرة العشرين من الدولة الحديثة‏..‏ هكذا تعطي الجنيه للسايس وهو يركن لك العربية ولا أنت ولا هو تعرفان من ذلك المرسوم علي ظهر الجنيه‏!!‏ ضاعت عليك الجائزة‏..‏ كنت ستأخذ مائة جنيه لو عرفت الحل‏..‏انما‏..‏ سأعطيك فرصة أخري‏..‏

هل شاهدت الملك المرسوم علي ظهر الورقة بخمسة جنيه‏.‏ لو عرفت ستأخذ خمسمائة‏..‏ لا‏..‏ لا تقل أنك لا تعرفه‏..‏ تحتمس الثالث‏..‏ اكبر محارب بين ملوك الفراعنة‏..‏ حكم مصر وحده‏54‏ سنة كانت عمته حتشبسوت قد أصبحت ملكة للبلاد بعد وفاة أبيه واخترعت حكاية كده‏..‏ ان الالة رع يعني كان متجوز أمها وأنجبها وهي أحق بالحكم لانها بنت اله رع‏..‏ وحكمت البلاد كامرأة ولكنها كانت تضع الدقن المستعارة لكي تقنع المصريين انها‏(‏ ست آه‏)‏ انما راجل‏..‏ وقضي عليها تحتمس الثالث الذي بلغت مصر في عهده ذروة مجدها وصارت امبراطورية ضخمة تمتد من الفرات شمالا الي نبتا في الصومال جنوبا وكان الملك تحتمس يخرج من مصر في الصيف ويعود اليها في الشتاء‏.‏

وكانت الغنائم التي يحصل عليها تفوق الخيال‏..‏ كل هذا مرسوما علي الخمسة جنيه التي أعطيتموها لبائع الآيس كريم فأخذها وأخذتم الآيس كريم والشيكولاتة ساحت راحت مطرح ما راحت ولم ينظر ايكما الي الملك تحتمس الثالث علي ظاهر الورقة‏!‏

ما أجهلنا يا أخي‏..‏ مقلا‏..‏ وبدأت أشعر بالخجل وبدأ العرق يتصبب علي جبهتي‏..‏ ولكن أخينا لا يزال ينهال عليا بالاسئلة‏..‏ عموما سأعطيك آخر فرصة‏..‏ قل لي‏.‏ ما المرسوم علي ظاهر الورقة أم عشرة جنيه؟ هذا أيضا لا تعرفه لا‏..‏ سوري‏..‏ دي تبأه كارثة بكل المقاييس‏..‏ خفرع يا عم الحاج‏..‏ خفرع‏!!‏ قل انك لا تعرف خفرع كمان؟‏!‏ هكذا أضعت ألف جنيه‏..‏ عموما اسمع‏..‏ معك ورقة بمائة جنيه‏..‏ وريهاني‏..‏ أعطيته الورقة أم مائة جنيه فقلبها وأشار نحو الملك المرسوم علي ظهرها وقال‏..‏ اتري من هذا؟ إنه أبو الهول‏..‏ هل تعلم كيف بنوه أجدادك الفراعنة‏..‏ كان مكانه محجر يقطع منه العمال الاحجار اللازمة لبناء الهرم الثاني‏..‏

وبعد أن أخذوا أحسن وأطيب الاحجار بقيت كتلة كبيرة من الحجر من نوع غير جيد فرأوا أن منظرها يفسد شكل الهرم الثاني فقرروا أن ينحتوها هكذا في مكانها علي صورة أسد ورأس إنسان هو خفرع نفسه تأمله يا عزيزي‏..‏ أنه ينظر نحو الشرق عظيم في هيئته مرتديا الرداء الملكي‏..‏ لا يا جماعة‏..‏ نحن في غيبوبة‏..‏ ان تاريخنا مرسوم علي أوراقنا المالية ولكننا للأسف لا نلتفت اليه‏..‏ معك ورقة من الجديدة؟‏!‏ أم ميتين جنيه؟‏!‏ آه‏..‏ وريني كده شايف فيه المرسوم ده‏..‏ ده يا سيدي تمثال الكاتب المصري الجالس القرفصاء أخيرا تذكروه وعرفوا قيمته ووضعوه علي الفلوس‏..‏ انما بعد ايه‏..‏ هذا الكاتب النهاردة يساوي ثلاثة تعريفه علشان يحطوه علي ورقة بميتين جنيه؟‏!‏ وفجأة نظر في ساعته وصرخ يا نهار اسود يبدو أنه تذكر موعدا مهما وركض مسرعا وتركني وأنا أتأمل حديثه الممتع‏..‏ فعلا‏..‏ ما أجهلنا‏..‏ هكذا أنا كالحمار يحمل اسفارا أعزائي‏..‏ انصحكم أن تتأملوا النقود جيدا‏..‏ فأمثال أخينا هذا منتشرون هذه الايام يستوقفونك فجأة ويسألونك تلك الاسئلة المفاجئة‏..‏ المشكلة الآن أنه أخذ الثلاثمائة جنيه بتوعي ابن النصابة‏..‏ أخذ أبو الهول والكاتب المصري وترك لي ورقة بجنيه فئة رمسيس الثاني ونفرتاري يا دوب ثمن الميكروباص اللي ح يرجعني البيت‏!!‏

بالشبه

كتب يوسف معاطي

بالشبه

..‏ كنت أستطيع أن أفهم مايستعصي فهمه من التعبيرات العربية الغريبة بالنسبة لي‏..‏ فإذا قال لي أحدهم إشي لونك‏!!‏ أو شخبارك‏!!‏ كنت أقوم بعملية تمصير فوري للكلمة إيش مثلا‏..‏ يمكن أن تكون أيه‏..‏ أيه لونك؟‏!‏ يمكن هنا أن نترجمها‏..‏ عامل إيه‏..‏ وشخبارك تبأه ايه الأخبار‏!!‏ وإذا كنا في تونس مثلا‏..‏ وقال لي أحدهم‏..‏ يعيشك‏..‏ أستطيع أن أمصرها الي‏..‏ الله يخليك‏..‏ وحينما سألني أحدهم في تونس برضه‏..‏ أنت معرس‏!!‏ لم أندهش‏..‏ رددت الكلمة فورا إلي المصدر‏..‏ وفهمت انه يسألني‏..‏ أنت متزوج‏!!‏ وقلت عن طيب خاطر‏..‏ معرس طبعا‏..‏ وحتي في تركيا‏..‏ برغم أنني لا أعرف اللغة التركية‏..‏ استطعت أن أفهم‏..‏ وأن أتكلم مع أصدقائي هناك بكل سلاسة‏..‏

طالما أن لهجتنا المصرية لاتخلو برضه من تمام‏..‏ أفندم‏..‏ مضبوط‏..‏ تاكميم البيس‏(‏ يعني طقم ملابس‏)‏ تاكسيت‏..(‏ تقسيط طبعا مش عاوزة فكاكة‏)‏ ولهجتنا المصرية لهجة جامعة شاملة‏..‏ يفهمها كل الأشقاء العرب وكثيرا مايتكلمون بها خصوصا في مصر أو مع المصريين‏..‏ ولاشك أن الاستعمار كان هو السبب المباشر في هذا الاختلاف في اللهجات‏,‏ والذي أدي إلي اختلاف في المواقف والآراءوأوصلنا الي حالة عامة من سوء الفهم وسوء التفاهم‏..‏ ورغم كل شئ‏..‏ ظلت العامية المصرية‏..‏ لهجة بها كثير من الجماليات وهي الأقدر علي التأثير في الأغاني والأفلام والمسرحيات‏..‏

وفجأة‏..‏ قومنا من النوم الصبح ياعم الحاج فإذا بالناس يتكلمون بطريقة عجيبة‏..‏ قالوا شبابية‏..‏ الشفاة تتحرك بسرعة شديدة ويدلقون الكلام من أفواههم دلقا‏..‏ وبصرف النظر عن الألفاظ التي أضيفت الي قاموس العامية مثل روش وطحن وبيئة وأحلق ونفض‏..‏ إلي آخره‏..‏ ولكن المصيبة في استخدام بعض الألفاظ التي كنا نستخدمها في أغراض عكسية‏..‏ مثلا يعني‏..‏ كلمة‏..‏ فظيع هذه‏..‏ أنا علي ما أذكر كانت تعني شيئا سيئا جدا‏..‏ وفظيعا لايطاق‏..‏ أما أن تقول لي إحداهن‏..‏ بصراحة كاظم الساهر فظيع‏..‏ وهي تعني أنها معجبة به‏..‏ فهذا شئ لا أفهمه‏..‏

ثم تقول عمل أغنية جامدة قوي‏..‏ وأندهش أكثر‏..‏ جامدة‏!!‏ الجمود شئ سئ أيضا‏!!‏ ثم تقول‏..‏ الكلام حلو موت‏!!‏ يانها أسود‏..‏ وهل الموت حلو؟‏!‏ وهكذا بدأت المعاني تنزلق من علي الكلام وصارت الألفا القبيحة تعني الجمال‏..‏ فهذا مطرب صايع صايع أي أنه متمكن من أدواته وهذه مطربة سافلة‏..‏ سافلة‏...‏ أي أنها عصرية جدا وهذا ملحن كافر وهذا مخرج عربجي وهذا مكان معفن طحن‏..‏ أي أنه مكان ستايل وروش وهذه تقول لي بسعادة‏(‏ مش عارف ليه‏)‏ أنا أصلي كده مهيسة علطول‏..‏ الآنسة فخورة بعدم التركيز والمخ الضايع‏!!‏

وأخري تقول لي‏..‏ كنا بناكل تشاينيز فود إنما أيه قلة أدب‏..‏ انزعج وأسألها وحش للدرجة دي‏..‏ ترد باستغراب‏..‏ وحش إيه‏..‏ بقولك قلة أدب‏..‏ يجنن يعني‏..‏

وحضرته يقول لي‏..‏ أما شفت فيلم إمبارح‏..‏ ابن كلاب‏..‏ فأسأله بسذاجة ولماذا لم يعجبك‏..‏ ينظر لي مندهشا ويقول لي‏..‏ بقولك ابن كلاااااب‏..‏ وطلع الفيلم عاجبه‏..‏ تصوروا‏..‏ ألا توجد طريقة يعبر بها عن إعجابه سوي أن الفيلم ابن كلاب‏..‏ وهكذا يا أعزائي‏..‏ صرت أفهم اللهجة الخليجية والليبية وحتي المغربية بسهولة شديدة‏..‏ بالشبه كده‏..‏ بينما صرت عاجزا عن فهم لهجتنا المصرية الجديدة‏..‏ ولذا فأنني أرجوكم إذا أردتم أن تعبروا عن إعجابكم بكاتب هذا المقال مثلا‏..‏ إذا حصل هذا‏..‏ فبلاش ندخل الأب والأم في الإعجاب‏..

Tuesday, June 26, 2007

تيك كير .. ها

تيك كير .. ها

ألا تلاحظوا معي أن الكلام العاطفي والتعبيرات الرومانسية قد زادت الي حد كبير هذه الايام‏..‏ لقد وصلت الي درجة الرطرطة‏..‏ روحي‏..‏ حبيب قلبي‏..‏ نورعيني واحشني ياقمر‏..‏ بأموت فيك‏..‏ باعبدك‏..‏ كل هذا الكلام الجميل لم يكن في قاموسنا اليومي قبل ذلك‏..‏ العجيب ان ذلك الافراط المبالغ فيه في استخدام تعبيرات الحب يأتي في وقت انتهي فيه الحب تماما‏,‏ ولم يعد بين الناس سوي مشاعر الكراهية والحقد والحسد فهل نحاول تعويض ذلك الحب الذي فقدناه بمجرد الكلام عنه فقط‏..‏

ولقد اخترعت لنا ثورة الاتصالات وسائل جديدة في التعبير عن الحب في شكل مسدجات ورنات فتحول الخطاب العاطفي الي عبارات زائفة خالية من المشاعر الحقيقية‏.‏ وعندك مثلا حينما بدأوا يقولون في نهاية المكالمة التليفونية‏..‏ ياللاباي‏..‏ وكأن محدثتي لا تقوي علي فراقي‏..‏ مش قادرة اسيبك انما ياللاباي‏..‏ ثم ظهرت بعد ذلك موضة جديدة‏..‏ وهي ان نقول في نهاية المكالمة برضه سي يو والترجمة الحرفية الي ان نلتقي‏..‏ وكأننا لن نستطيع الحياة الي ان نلتقي‏..‏ ثم ظهرت بعد ذلك قفلة جديدة للمكالمات نقولها بتأثر مهما كانت هيافة الموضوع الذي نتحدث فيه لا إله إلا الله‏,‏ وطبعا يجب ان ارد محمد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام‏..‏

ولكن ما موقعها هنا في المعني‏..‏ ان ذكر الله والرسول شيء جميل في اي وقت طبعا‏..‏ ولكن ياأخواني انا مش مسافر استراليا‏..‏ ولا رايح اعمل عملية جراحية‏..‏ دي بتكلمني‏19‏ مرة في اليوم ونقول لي كده‏!!‏ وخذوا هذه‏..‏ جديدة برضة‏..‏ في نهاية المكالمة بعد السلام وياللاباي وسي يو وخلافه‏..‏ فجأة وقبل ان أهبد السماعة في وشها تقول لي تيك كير‏..‏ هه‏!!‏ مامعني هذا‏..‏ هل هي تكلمني وانا اتسلق جبال الهملايا وخايفة احسن اقع علي جدور رقبتي ؟‏!‏ أم أنني ذاهب في مأمورية للقبض علي جماعة من الارهابيين‏.‏ يعني ايه‏..‏ تيك كير‏!!‏ خللي بالك من نفسك‏..‏ كده في المطلق‏!!‏ من غير اي مناسبة عاوزاني أتيك كير ؟‏!!‏

وظاهرة أخري لفتت انتباهي‏..‏ حينما تتصل بي احداهن فأقول ألو‏..‏ فإذا بها مخضوضة علطول‏..‏ مالك‏!!‏ صوتك مش عاجبني‏..‏ طمنني عليك‏..‏ وأنا لم اقل سوي ألو‏..‏ فأقسم لها اني كويس جدا ومفيش اي حاجة‏..‏ ولكنها تتشكك في كلامي حيث تظنني انني اخفي عليها المصيبة اللي انا واقع فيها‏..‏ فتصرخ مذعورة‏..‏ بليز قول لي‏..‏ ما تخبيش عليا حاجة‏..‏ اية القصة يااخواننا والنعمة ما فيه اي حاجة ولكني اضطر ان اجاري مشاعرها‏..‏ فما دامت هي مخضوضة فيجب ان يكون عندي ما يستوجب الخضة‏..‏ أمال اسيبها تتخص كده علي الفاضي‏..‏ فأرد قائلا‏...‏ مفيش بس عندي شوية انفلونزا‏..‏ فتصرخ مذعورة اكثر‏(‏ مع اني كنت باطمنها‏)‏ وماروحتش لدكتور لحد دلوقت إنت لازم تعمل تشيك آب‏!!‏ لا‏..‏ لا‏..‏ علام تصرخ الولية دي‏!!‏ انا بقول لها عندي انفلونزا عادي يعني‏..‏ مش انفلونزا الطيور‏..‏

وهكذا صرت أري كل من حولي عشاقا غارقين في حب بعضهم بعضا‏..‏ كل الكلام حلو‏..‏.‏ كل اللقاءات حارة‏..‏ حتي اننا لم نكتف بعيد حب واحد في السنة عندنا اثنان والاثنان واحد في فبراير وواحد في نوفمبر‏..‏ أمال نودي الحب اللي عندنا ده كله فين‏..‏ وفي الافراح تجد المعازيم يرقصون ويجاملون العروس والعريس في بهجة وسرور‏..‏ ولكن ما ان تقترب من اي ترابيزة حتي تجدهم يتهامسون فيما بينهم عن قلة الطعام ورداءة نوعياته‏..‏ وأخلاقيات العروس والعريس‏..‏ وما ان تدخل عزاء او تجد المعزين يبكون من فرط التأثير‏..‏ وما ان تقترب من أحدهم حتي تجده يهمس للجالس بجواره‏..‏ سمعت آخر نكتة‏..‏ ويفطسان من الضحك وقد اخفي كل منهما فمه بيده وفي الكافيهات لا اري غير عشاق هائمين‏..‏ ونظرات وتسبيل‏..‏ يارب‏..‏ شوية كراهية بأه‏..‏ الحب مالي البعد‏..‏ اعزائي‏..‏ احبكم جدا‏..‏ قارئا وقارئا وقارئة قارئة‏..‏ ولا تتصوروا كم العذاب الذي اعانيه طول الاسبوع الي ان نلتقي‏..‏ ياللاباي‏..‏ سي يو الاسبوع اللا جاي‏..‏ و‏...‏ تيك كير‏..‏ تيك كير‏

Sunday, June 24, 2007

معاطي شو

معاطي شو

جميع حلقات معاطي شو
للكاتب المميز والمذيع اللامع جدا
استاذ يوسف معاطي
الحلقات زي ما استاذ يوسف معودنا كوميدية جدا
والحلقات تأليف وتقديم يوسف معاطي
هندسة صوتيه هشام جلال
اخراج ضحي سعودي

لتحميل الحلقات اضغط على اسم الحلقة

الفشر والاستعبال عند النساء والرجال

عدي دي

آكلى لحوم البشر

سيبك الفلوس غيرتك

الكنباوي

عد صوابعك يا عزيزي 1

عد صوابعك يا عزيزي 2

احلام سعاتك اوامر

اكله اوبرالى 1

اكلة اوبرالى 2

اوعي ايدك دي

ناموس ناموس وتحيا مصر

حطي كالونيا

عليا وعلى أعضائي 1

على وعلى اعضائي 2

على بابا والاربعين الف حرامي

امتي تفتكر حبيبتك

مع نفسك

عملنا بيها ايه؟

ياما الاسد ع الباب

خليك معايا

خارج نطاق الخدمه

بوكس فى وشها ولا بوسة فى خدها

على رجل واحدة

كواليس الناس

متلعبش فى حاجة

وان شاء الله الحلقات هتعجبكم جدا جدا

الفانوس السحري

الفانوس السحري

كل العفاريت التي طلعت من المصابيح في أفلامنا‏..‏ سواء لاسماعيل ياسين أو لفريد الأطرش أتوا لأسباب مادية‏..‏ البطل فقير وغلبان‏..‏ وعفركوش هو الذي سينفخ له نفخة‏.‏ فتمطر الحجرة بآلاف الجنيهات علي بطلنا‏..‏ الذي يتحول في غمضة عين الي واحد مش عارف يودي الفلوس فين‏..‏ ولقد فكرت في أن أعيد كتابه فيلم الفانوس السحري في القرن الحادي والعشرين‏..‏ ولكنني وجدت أن عفركوش صار ليس مناسبا للعصر‏..‏

كما أنه لن يستطيع أن يجلب كل هذه الملايين لبطلنا في غمضة عين‏..‏ فالعفاريت حالتها صارت تصعب علي الكافر في بلدنا‏..‏ ولذا فأنا أعمل تغييرا دراميا طفيفا حينما يدعك بطلنا المصباح ويطلع له العفريت‏..‏ فيقول له البطل‏:‏ عاوز كام مليار جنيه دلوقت حالا هنا سيقول له العفريت‏:‏ اشتغل في الحديد واتفرج علي العز اللي ح تشوفه‏..‏ بس بشرط يامستافا انك تصرف كل الفلوس دي في ثلاث سنين بس قوولت إييه؟‏!‏

هنا يقول البطل‏:‏ وأصرف أبوهم كمان هي شغلانة افتح لي كام قناة فضائية ح يخلصوا علي الي ورايا واللي قدامي في ثلاثة أشهر مش ثلاث سنين‏,‏ طيب وأنت كعفريت دورك ايه في القصة دي ياعفركوش انا مش بادعك المصباح عشان يطلع لي خبير اقتصادي‏..‏ هنا يضحك العفريت ضحكته الشهيرة‏..(‏ أنا مش عارف العفاريت بيضحكوا بالطريقة دي ليه بس‏!!)‏ ويقول لي‏:‏ جمد قلبك وفوت في الحديد وأنا اللي ح عفرتلك الأسعار ياموستافا‏..‏

هنا ينظر بطلنا نحو عفريته بيأس واحباط‏..‏ ويقول له‏:‏ طيب ياعفركوش شوف لنا أي لقمة ناكلها زي اللي جيبتهم لاسماعيل ياسين في الفيلم‏..‏ فيرد عفركوش‏:‏ حاضر ياموستافا تاكل ايه‏!!‏ لاحظوا أن اسمي ليس مصطفي ومع ذلك فهو يناديني بموستافا دي عمال علي بطال‏..‏ ماعلينا‏)‏ أنا عاوز فرخة محمرة ياعفركوش‏..‏ هنا يبكي عفركوش ويقول‏..‏ وانفلونزا الفراخ ياموستافا‏..‏ انت مش خايف علي نفسك‏..‏

اقول له بنفاد صبر‏:‏ طيب حتة لحمة ياعفركوش فيرد عفركوش في أسي‏:‏ وجنون البقر ياموستافا‏!!‏ طيب أعمل فيه ايه العفريت ده بأه؟‏!‏ طيب اسمع ياعفركوش أنا عاوز طبق ملوخية أرديحي‏..‏ ورغيفين عيش هنا جلس عفركوش في ارهاق علي الكرسي أمامي‏..‏ وقال لي‏..‏ إنت طلباتك كلها صعبة كده ياموستافا‏..‏ لسه ح أروح اليابان عشان أجيب لك الملوخية‏!!‏ قلت له‏:‏ وايه اللي يوديك اليابان‏..‏ هوه أنا طالب ملوخية سونيك‏..‏

قال عفركوش‏.‏ انت مش دريان بالدنيا ياموستافا مش اليابان خلاص سجلت الملوخية باسمها‏..‏ وبأت من الزراعات الياباني يعني قبل ماتزرعوها عندكوا لازم تاخدوا اذن من اليابان ياموستافا‏..‏ هنا صرخت فيه الملوخية بأت يابانية‏..‏ ازاي‏..‏ دي عندنا من أيام الحاكم بأمر الله يعني من أيام الدولة الفاطمية قال عفركوش‏:‏ ما هو الحاكم بأمر الله‏..‏ كان أصله ياباني ياموستافا‏,‏ قلت له طيب هات لي رغيفين عيش‏..‏ عيش حاف ياعفركوش‏..‏ فآكل عيش حاف‏..‏ وبس‏,‏ ماهي دي آخرتها عامل لي عفريت وطالع لي من المصباح‏..‏ وواخد قر عليك من الدنيا كلها‏..‏

قال عفركوش‏:‏ عاوز العيش امتي يامصطفي؟‏!‏ صرخت فيه امتي ايه انت مش عفريت‏..‏ انفخ لك نفخة ألاقي الرغيفين بأوا في بقي ـ قال عفركوش‏..‏ ده انا عشان أجيب لك الرغيفين دول ح أقف ثلاث ساعات في طابور العيش يامصطفي‏..‏ ارحمني‏..‏ جلست بجواره أتأمله‏..‏ ثم رق له قلبي‏(‏ للعفريت‏)‏ وقلت له‏:‏ أنت ايه اللي حصلك بس ياعفركوش‏..‏ لاعارف تعمل حاجة ولاتجيب حاجة‏..‏ حتي اسمي ماانتش عارفه‏..‏ انت عفريت نيولوك ولا ايه؟ فين العفاريت بتاعة زمان‏..‏ اللي كان لها شنة ورنة العفريت اللي كان لما يقول كلمة لازم ينفذها‏..‏ ياأخي دي كيتي الرقاصة لما بأت عفريتة وطلعت لاسماعيل ياسين كان ليها منظر عنك ايه الفشل اللي أنت فيه ده‏..‏

قال عفركوش‏:‏ معلش ياموستافا‏..(‏ لاحظوا أنه مش فاشل وبس‏..‏ ده مابيسجلش كمان أنا مش لسه قايل له إني ماأسميش مصطفي‏)‏ احنا زمان كعفاريت كنا لما بنطلع لبني آدم‏..‏ كان بيخاف مننا ويغمي عليه ـ دلوقت‏..‏ بأينا احنا اللي بنخاف من البني آدمين اللي بيطلعولنا‏..‏ امسك الشيك ده‏.‏ آخر حاجة معايا‏..‏ روح اصرفه من أي بنك‏..‏ انا بحبك ياموستافا‏..‏ واعطاني الشيك‏..‏ بس عشان انت طيب ياموستا فا ودخل المصباح‏..‏ واختفي تماما من أمامي‏..‏ كتر خيره‏..‏ وهو عمل اللي في مقدرته نظرت الي الشيك والمبلغ مش وحش‏..‏ ولكن‏..‏ ادفعوا لأمر مصطفي وشاطب الأمر ابن الجنيه‏.

Saturday, June 23, 2007

سمي .. وكل

سمي .. وكل

اعترض الناس وثاروا لأنّ دقيق العيش ـ الخبز ـ مخلوط بعلف الحيوانات !! وهو اعتراض طبقي
لا يخلو من نزعة آدميّة نرجسيّة تلك ( الألاطة ) الإنسانيّة التي تصوّر للإنسان أنّه أفضل من الحيوان ..
وهاجت الصحافة وانطلقت الأقلام في دفاع مستميت عن حقّ المواطن في أن يأكل خبزاً خالياً
من العلف .. بينما لم يسجّل قلم كلمة اعتراض واحدة عن رفض الحيوانات أن تأكل علفاً مخلوطاً
بالخبز الآدمي !! وقد قال لي أحد المدافعين عن الصفقة .. وإيه يعني .. هو العلف ده مش بتاكله
البهايم ؟! قلت له مظبوط .. فعاد وقال لي .. واحنا مش بعد كده بناكل البهايم دي ؟! قلت مظبوط ..
فقال .. إيه بأه اللي مزعّلنا ؟! وبعدين هو العلف وحش ؟! يا ريت
يا أخي يعلفونا .. ده الجيل كلّه طالع هفتان وممقوت .. خللي ـ اترك ـ العيال تاكل وترعرع كده ..
وهو البرسيم يعني يفرق إيه عن الجرجير والجعضيض والفجل أهي كلّها ( خوضرة ) إنّما احنا
يعني عشان شفنا البهايم بتاكل برسيم عملنا فيها بأه ـ تصنّعنا ـ بني آدمين ( إنفين ) وما ناكلش
من اللي بتاكله البهايم .. يا راجل أنا قعدت في لندن آكل ( بلوبيف ) سنة كاملة .. وفي الآخر
طلع أكل كلاب .... ـ يقسم ـ يا صاحبي ما دوقت أطعم ولا ألذّ من كده هيّه حتّة نفسيّة ( مسألة
نفسيّة ) والله .. مش مسألة أكل دوقت بذمّتك شوربة الضفادع ؟!
قلت في تقزّز .. يع .. أنا مش ناقص قرف .. ابتسم في سخرية وقال لي مش بقولّك مسألة نفسيّة..
أنا قلت لك الضفادع من هنا .. ومخّك راح للترعة في البلد .. والطين .. والمستنقعات .. إنّما الضفدعة
لمّا تلاقيها في الطبق قدّامك عاملة زيّ الاستاكوزة وطِعمة بشكل!! وجنبها طماطماية متقطّعة
على شكل نجمة .. وجنبها شويّة ( ألابندا ) كده تخلّي ريقك يجري مش ح تقول كده رغيف العلف ،
اللي مش عاجبك ده دخل فرن مظبوط .. وحطّ عليه شويّة سمسم .. و( سنّة فانيليا ) ..
وكل وادعيلي .. أصلك ح تقعد تفتّش في كلّ حاجة مش ح تاكل .. حتّة لحمة محطوطة ـ موضوعة ـ
قدّامك في الطبق .. حدّ عارف دي جايه منين .. سمّي وكل .. أنا مش ح أجيبلك شهادة منشأ
بأه .. وتاريخ حياة حتّة اللحمة عشان تاكل .. ما هم ظبطوا تسع رؤوس لحمير مرميّة ـ ملقاة ـ
في مقلب زبالة .. حدّ عارف الجتت ـ الأجسام ـ راحت فين .. قالوا الأسود أكلوها .. والأسود اعترفت
والموضوع خلص .. ما سألتش نفسك كده .. مش يمكن الأسود دي اعترفت تحت ضغط .. آه ..
همّا عشان أسود فاكرينهم ـ معتقدهم ـ يقدروا يحجّروا مع الحكومة !! ده .. فيه أسد قعد يزأر ويقول
لأه ـ لا ـ أنا ما كلتش لحمة حمير .. اللبؤه بتاعته ادّيتله ـ أعطته ـ زغدة بعيد عنّك .. وقالت له اسكت
يابن ال... خلّينا عايشين في القفص كده جنب الحيط انت فاكر نفسك في الغابة .. هيه مسألة نفسيّة ..
انت مثلاً فكّرت تأكل حشرات ؟! اعملّي فيها قرفان بأه وهترجّع ـ تتقيّأ ـ .. انت عارف إنّ الحشرات دي
من أنظف المخلوقات ؟ أيوه زيّ ما بقولّك ..ما بتتغذاش 1% على النباتات ولعلمك حتّى الحشرات
المفترسة أنضف من الفراخ اللي انت فرحان قوي وانت بتاكلها دي .. والحشرات دي بأه من أهمّ
الأصناف اللي بياكلوها في ( ساندوتشات ) نمل بالزبدة .. حكاية .. واللا حرامي الحلّة مشوي ..
الله .. نحل أحمر وروح اتفرّج في السوق هناك تلاقي طوابير بالضرب .. وتلقى بأه الناس عمّالة
تفاصل ـ تجادل البائع في الثمن ـ والبيّاعين عاملين أكياس مليانة نمل أحمر .. يأخذ الزبون الكيس من هنا
وينزل أكل في النمل وهو حيّ وكلّه فيتامينات .. واللا النمل الأبيض في أفريقيا .. النملاية
تلاقيها قدّ الحمّصاية وطعمه زيّ اللبن المركّز .. بس وانت بتاكل له طريقة .. لأنّ النملاية لو اتزحلقت ـ سقطت ـ
من بقّك ـ فمك ـ وانت بتاكلها بتقرص جامد .. وفي المكسيك يعصروا النمل ده ويقدّموه في الأفراح زيّ الشربات ..
ده أنا حضرت فرح مكسيكي شربت فيه نمل لمّا اتعميت .. في أمريكا الجنوبيّة بأه يموّتوا الجراد
.. يتشوي ويتملّح .. ابعت لك برطمان أحلى مَزّة تاكلها في حياتك .. ولعلمك بأه ..
من مئات السنين والبشر بياكلوا الحشرات .. والأطبّاء سمحوا بيها عملاً بمبدأ ( الضرورات تبيح المحظورات )
وبعديم ما انت بتاكل تعابين ـ ثعابين ـ السمك وتقول عليها ( قراميط ) .. إنّها راحت واللا جت هيّ تعابين ..
الخنافس بأه .. هنا لم أستطع أن أصبر .. قلت له أرجوك .. أغلق هذا الموضوع .. انا آسف سآكل عيش مخلوط
بالعلف خلاص يا سيدي أنا لا أعترض .. هنا ابتسم في راحة وقال .. أنا بس جيت أقولّك عشان ما تخدش ـ لكي
لا تأخذ ـ الموضوع على أعصابكثمّ أشار للجرسون وقال .. اتنين تبن وواحد برسيم لو سمحت .. ثمّ عاد لي
وقال .. سمّي وكل يا أبو حجّاج ـ كنية ـ خير ربّنا كتير مش أحسن ما ناكل بعض !!

Friday, June 22, 2007

متجيب بوسة

متجيب بوسة

في أيام باردة مثل هذه الأيام‏..‏ كان جدي الأول جالسا في الكوخ من بتاع مليون سنة كده‏..‏ وأمامه غزالة شهية تنضج فوق النار‏..‏ وهو يتابعها بعينين نهمتين‏..‏ أما خلف جدي فكانت تجلس امرأة شهية برضه تنتظر في استسلام منابها من الوليمة‏..‏ كيف تمكن جدي من اصطياد هذه الغزالة‏..‏ وتلك المرأة بالمرة‏..‏ سأحكي لكم‏..‏

الحكاية أن هذه المرأة كانت مع رجل آخر لايقل وحشية عن جدي‏..‏ وكانت الغزالة هي مهرها ذلك قبل أن يهبط جدي كالصاعقة علي الرجل ويديله واحدة علي دماغه فيخر صريعا‏..‏ ثم يسحب الغزالة من قرونها والمرأة من شعرها ويتجه بهما إلي الكوخ‏..‏ الذي هو بالمناسبة مش بتاع جدي برضه‏..‏ نضجت الغزالة وبدأ جدي يقطع لحمها بأظافره ويلتهم في تلذذ قطع اللحم بأنانية واضحة لاشك فيها‏..‏ مما استفز المرأة كثيرا‏..‏ ولم تتمالك نفسها وراحت ضارباه علي قفاه‏!!‏ حتة قفا‏!!‏

لم ينزعج جدي أو يعترض حيث إن الضرب علي القفا في هذه الحقبة الزمنية كان شيئا عاديا اقرب إلي المناغشة منه إلي الإهانة واستمر يأكل ببرود كأن شيئا لم يحدث‏..‏ مما أثار المرأة أكثر‏..‏ وحتة قفه علي وشة‏!!‏ إتفوووه‏..‏ ولم يتحرك جدي‏..‏ فالبصقة في هذه الحقبة الزمنية كانت تعد شيئا لطيفا لايستوجب أي انفعال‏..‏ هنا قالت المرأة‏..‏ مابدهاش بأه‏..‏ وانقضت بيدها علي الغزالة وهبشت لها هبرة محترمة‏..‏ ووضعتها بين اسنانها‏..‏ هنا بأه‏..‏ ثارت ثائرة جدي‏..‏ وصوته جاب آخر الدنيا فأن تأكل معه امرأة في تلك الحقبة الزمنية كانت اهانة لاتغتفر وقفز محاولا الامساك بالمرأة التي انفلتت بمهارة من بين يديه وجرت وقطعة اللحم في فمها‏..‏ وهو يركض وراءها في عصبية‏..‏ حاجة قلة قيمة الكلاب ماتعملش كده يااخواننا‏..‏ إلي أن أمسك بها وهي تقاومه وتدفعه بعيدا‏..‏

ثم مد بوزه لكي يستخلص قطعة اللحم من فمها‏..‏ وأخذ يشدها بأسنانه‏..‏ وهي ممسكة عليها بأسنانها‏..‏ إلي أن شعر جدي بمتعة غريبة لم يكن يشعر بها قبل الآن‏..‏ وهكذا يا اعزائي‏..‏ كانت أول قبلة في التاريخ‏..‏

لا أعلم لماذا أتذكر هذه الحادثة كلما رأيت اثنين من الزعماء السياسيين يقبلان بعضهما بعضا‏..‏ واتخيل قطعة اللحم بين فميهما وهما يشدان فيها ويتصارعان عليها‏..‏ شفت كوندوليزا رايس وهي بتبوس اولمرت‏!!‏

والآن‏..‏ صارت عادة التقبيل بدون مناسبة ظاهرة عجيبة تفشت في مجتمعنا‏..‏ هل لاحظت ذلك‏!!‏ ثلاث فتيات كن جالسات أمامي في الكافتيريا‏..‏ ثم أتت الرابعة التي كانت معهن بالأمس القريب‏..‏ وما أن شاهدنها‏..‏ حتي صرخن‏..‏ ياااه‏..‏ ازيك ياماهي ويبدأ مسلسل التقبيل بحرارة مزيفة‏..‏ وكأن ماهي لسه جاية من الحجاز‏..‏ وتأتي ميرفت‏..‏ لأ‏..‏ لأ‏..‏ مش معقول‏..‏ واحشاني ياجبانة‏..‏ وتدور ميرفت عليهن ليقبلنها جميعا‏..‏ رغم أن ميرفت كانت قاعدة معاهم‏..‏ وراحت الحمام‏..‏ ورجعت‏!!‏

والشباب أيضا صاروا حينما يلتقون‏..‏ يفتحوا الأذرع وهات ياقبلات‏..‏ كل نصف ساعة‏..‏ أحضان وقبلات لانهاية لها‏..‏ إن عمرنا يضيع في تقبيل بعضنا بعضا‏..‏ وأنا شخصيا‏..‏ دعوني أعترف لكم‏..‏ لقد أحصيت عدد القبلات التي اضطررت إليها في يوم واحد‏..‏ فزادت عن الخمسمائة‏..‏ وكلها مع اصدقاء أراهم يوميا ولايوحشونني اطلاقا‏..‏ بل بالعكس‏..‏ زهقان منهم‏..‏ لماذا نقبل بعضنا عمال علي بطال يا أخواننا؟‏!‏

الحب مش مقطع بعضه لهذه الدرجة‏!!‏ وصار البعض يتفنن في اختراع قبلات جديدة‏..‏ فهذا بعد قبلتي الخد‏..‏ يخطف له قبلة من الكتف ده وقبلة من الكتف الآخر‏..‏ والبعض بعد قبلتي الخد‏..‏ يعدل رأسي ثم يقبلني من جبهتي‏..‏ وبعضهم لايقبل إلا أربع قبلات‏..‏ بما يوازي قبلتين علي كل خد وهي مسألة تلوح الرقبة فعلا‏..‏ الأغرب‏..‏ أن التقبيل لم يعد بين الأصدقاء فقط‏..‏ فهذا يأتي لي ومعه صديق أراه لأول مرة‏..‏ اسلم عليه‏..‏ فيمد بوزه هو الآخر ليقبلني‏..‏ ماذا فعلت له حتي يقبلني‏!!‏

الأسبوع اللي فات كنت لابس الطقم الأبيض ركنت سيارتي ونزلت وأتي السايس نحوي فاتحا ذراعيه فينك يابيه وحشتنا وانقض عليا وهات يابوس‏..‏ المشكلة أنها مسألة محرجة أن تصد أحدهم أو تمنعه من تقبيلك‏..‏ سيظن أنها تناكة منك أو غرورا‏..‏ وأنا لا أعرف ماذا أفعل‏!!‏ بالأمس طرق الباب عندنا في البيت‏..‏ فتحت الباب فوجدت رجلا يبتسم لي‏..‏ ويمد يده‏..‏ مددت يدي‏..‏ فأخذني في حضنه وقبلني عنوة‏..‏ بادلته القبلة بقبلة‏..‏ ثم وقفنا وكل منا ينظر نحو الآخر‏..‏ خلاص بوسنا وحضنا‏..‏ من أنت‏..‏ قال‏..‏ أنا بس جاي عشان الكشف علي عداد الغاز‏!!!!

Tuesday, June 19, 2007

افرح .. ارقص .. غني

افرح .. ارقص .. غني


باختصار نحن فاشلون في التعبير عن السعادة بينما احقاقا للحق نحن جميعا عباقرة في التعبير عن الكآبة والحزن والمشاكل ولذلك فحياتنا وحوارنا اليومي ماهو الا شكوى من الاضطهاد او بكاء على الاطلال او ازمة مالانستطيع الخلاص منها .
فالراحة احساس نعيشه فقط ولانعبر عنه بل اننا نخشى التعبير عنه مخافة الحسد بينما الالم ياعيني عليه ..يكسبنا مقدرة فذه على البوح ..
مالك ياسيدي ..يتنهد في اسى ويقول ..انا خلاص زهقت من العيشة واللي عايشينها ..انا ماكانليش الجوازة دي ..مراتي دي تموت وتنكد عليا ..مزاج عندها ..عندك امبارح ..عارف عاملالي ايه ..اساله ايه ..يقول في غيظ :قلقاس ..اهو انت صاحبي مش مراتي وعارف رأيي في القلقاس ..انا شفته على الترابيزة اتجننت رحت واخد الطبق ومطوحه من البلكونة ..يقع على مين اساله على مين ..يرد على دماغ صاحب البيت ..وانت عارف صاحب البيت راجل كشر وبيتلكك ورأسه وألف سيف يوديني القسم ..أسأله مين .يرد :المقدم عبد النبي وانت عارف ان كان فيه كلاش بيني وبينه ..وماصدق جات له لحد عنده ..وراح عامل محضر مضطبوط ..بغل ..وظل صاحبنا هكذا يشكو من الدنيا كلها ويحمل زوجته المسئولية الكاملة عن الكآبة التي يعيشها ونسى صاحبنا انه في فترات العسل والوئام والود مع زوجته صانعة القلقاس ..لم يذكرها امامنا اساسا فحينما كانت تعمل له الفاصوليا التي يحبها وتودعه بقبلة عند الباب لينزل من بيته وهوفي قمة السعادة لم يغلط يوما ويقول لنا انا مبسوط قوي انا سعيد مع مراتي وحينما كان يأتي وهو صاحب البيت الكشر الى القهوة ويلعبان الدومينو معا وهما يقهقهان لم يكن يعبر عن فرحته به كجار وصاحب بيت مثالي ..واللمقدم عبد النبي في ايام الصفاء والحب ..كانت قعدة صاحبنا المفضلة عنده في القسم ولكننا لانستطيع ان نقبض على السعادة ونمسكها بايدينا كما نفعل مع الكآبة فانت حينما تنزل الى البانيو مستسلما لحمام دافئ جميل في استرخاء خرافي رائع لاتتكلم ..تتكلم فقط اذا المية انقطعت او البلاعة انسدت ..هنا تصرخ وتشكو ..وصوتك يجيب آخر الدنيا ..
يجلس في وهن ويبدأ القعدة بجمله كلاسيكية مش عارف يااخي الصداع ماسكني ح يموتني ..وقبل ان اعرض خدماتي يسبقني ويقول لي واضعا كفه في وجهي اخذت اخذت كل حاجه مش عاوز يحل عني ..لأ وايه الحته دي ..يمسك بجنبه ..ثم يمسك يدي ويضعها على جنبه ..ايوااه ..هنا نغزة مش عاوزة تسيبني ..ثم يسد علىّ كل الطرق ..شربت نعناع ..وجنزبيل ..ماخليتش ..اذا هو يعرض علىّ مشكله مستحيلة الحل ..لماذا يعرضها اساسا ..هل مثلا لانه يريدني ان اشاركه احساسه بالالم ..ماشي ..ولكنه لماذا يعرض عليا هذه الشركة حينما كانت صحته زي البمب ..؟لماذا لم يمسك يدي ويضعها على قلبه الا زي الحديد ويقولي ..قلبي زي الفل سامع ،ثم يضعها على معدته ويقول في سعادة شايف معدة تهضم الزلط ..انا ميه ميه .لااحد يفعل ذلك بالطبع ..لان الاخوة السعداء يغلقون سعادتهم على انفسهم حتى لايتعرضوا للوم الاخوة المكتئبين ..ايه ياسيدي يعني رايق ومفرفش ولا على بالك ..شكلك صغرت عشرين سنه ..شوف مزقطط ازاي ؟وشه ح يفلق من الانبساط هنا يدافع السعيد عن نفسه بسرعه قائلا ..داه من بره بس والله الواحد جواه بلاوي بس مابيحبش يتكلم ..انت عارف انا عليّ شيكات بكام ..بلاش امبارح باقيس السكر طلع تلتمية وحاجه ..ده انا في دوخة ..هكذا انتصرت الكآبة على السعادة التي حاولت في لحظة طيش ان تعبر عن نفسها قالها توفيق الحكيم نفسه ..لو كانت قصتي سعيدة لما كتبتها .
ان الذكريات الحزينة هي الاولى بالتسجيل وعليه فاننا نفسد لحظات السعادة نفسها باجترار اللحظات الاليمة وقف في غرفة العمليات ليتلقى مولودته الاولى ..بنت زي القمر ..زغاريد ..وفرحة اخذها في حضنه و..بكى ..ليه ياكئيب ..بتعيط ليه دلوقتي ..يرد اصلي افتكرت امي ..كان نفسها تشوف خلفي .. :confused:
واخر ذهب ليرى نتيجة آخر العام ..ناجح ..جيد جدا ..فينهار في البكاء ..مالك ياغم؟ افتكرت تعبي طول السنه وكدت اجن ..
متى نفرح اذا ..؟! وكيف تعبر عن سعادتنا صدقوني انها مشكلة ، الكلاب حلت المشكله فهي حينما تسعد تهز ذيلها والحمير ايضا حلتها ..ترفس رفسه طفولية بريئه ثم تنهق في سرور وتمزغ نفسها في الارض نريد ان نجد صيغه ادميه للتعبير عن الفرحه ..قال لي صديقي في سعادة ..انت معك حق ملعون ابو النكد ياراجل ..اي ..ورفسني حته رفسه !!!
اعزائي ..في بداية القرن الماضي كانت مشكلة العلماء هي الوصول الى السعادة ووصلوا اعتقد ان مهمتنا نحن هي كيفية التعبير عنها ..نفسي ابص من البلكونه الاقي واحد ماشي اعرف انه سعيد احس انه سعيد ..لابد وان تكون له مشية معينه ويهز رأسه ويتمايل ويلاعب حواجبه يغمز بعينه ..يفعل كل هذا ومحدش يفهمه غلط ..الا يفعلها الطفل البرئ في سنواته الاولى فلماذا نكبتها حين نكبر ..ثانية واحده ..طرق على الباب ..افتحه ..ياللروعه هذا هو الرجل الذي انتظره ..شاب وسيم مبتسم جدا كل عضله في جسمه تقولها انا سعيد ..اهلا وسهلا ..ده انا ..يرد السلام ببهجه اكثر ويقول انا سعيد ..يرقص قلبي من الفرحة وانا اسعد انه يعترف بها من اول كلمة يكررها هنا تتغير ملامحه ويصرخ ..انا سعيد من مصلحة الضرائب ..وعاوزينك بقولك عاوزينك ..هنا ابتسم من روعه المفاجأه ..اخيرا افتكرتوني ..ده زعلان منكو زعل انا محضر لكو الفلوس من زمان ياللا بينا ..انزل معاه في سعادة لاني ذاهب الى اجمل مشوار في حياتي ..سأدفع الضرائب من اجل ان يرصفوا الشوارع ويحسنوا الخدمات للناس ..ياسلام على السعادة لامطبات ولاعوادم سيارات حياة سعيدة ياللا ياللا ياسعيد ..

Saturday, June 16, 2007

الغلط فين

الغلط فين

كاد أن يقتلني‏!!‏ والله العظيم كاد أن يخلصكم بحركة طائشة من مقالي الاسبوعي هذا حينما انحرف بسيارته فجأة ودون أي سبب واضح وقفز بها فوق الرصيف الذي كنت لا أزال اعتقد أنه مخصص للمشاة‏..‏ ولا أعلم حتي الآن كيف قفزت أنا أيضا بمهارة عجيبة فاتحا سبرنت غريب وقد لبستني روح ابوتريكة مبتعدا بحلاوة الروح عن السيارة الطائشة تلك المسافة الصغيرة جدا التي انقذتني من أن يكتب اسمي في سجل الوفيات‏..‏ محافظا علي بقائي معكم محتفظا برقمي القومي‏..‏ كيف حدث هذا؟‏!‏ ولماذا حدث؟‏!‏ وماذا سيحدث بعد جريمة شروع في قتل تتم علي قارعة الطريق أمام عدد لا بأس به من الشهود؟‏!‏ كل هذه الاسئلة انسكبت من عيني متمثلة في نظرة وعيد أو لوم أو اعتراض سددتها بكل قوة نحو قائد السيارة المجنون والذي كانت التهمة ثابتة عليه تماما وكل القرائن ضده‏..‏ خصوصا وان هناك نقطة استراتيجية مهمة وهي أن صاحبنا كان يقود السيارة في عكس اتجاه الطريق‏..‏ كان رأسي قد ارتطم بالعمود حينما حاولت أن أهرب من السيارة المتجهة نحوي بكل قوة كان الارتطام بالعمود قويا حتي أنني قلقت علي مستوي كتاباتي في المرحلة القادمة‏..‏

مما يجدر بالنقاد أن يقسموا حياتي الأدبية إلي مرحلتين‏..‏ مرحلة ما قبل العامود‏..‏

ومرحلة ما بعد‏!!‏ لم أقل لكم ماذا كان رد فعل قاتلي نحو تلك النظرة التي سددتها نحوه بعد فعلته الشنعاء‏..‏ الحقيقة انه سدد نحوي هو الآخر نظرة أخري‏..‏ ولكن نظرته أغاظتني أكثر من فعلته حيث كانت نظرته تعني‏..‏ والله‏!!‏ فيه أيه ياعم الحاج‏!!‏ انت ح تستموت فيها‏!!‏ والله العظيم أنا لا اتجني عليه‏..‏ هذاما كانت تحمله نظرته من معني‏..‏ وأنا أفهم في النظرات جيدا‏..‏ وكان يجب أن تتوقف تلك العلاقة الصامتة بيننا المتمثلة في تسديد النظرات ونفتح صوتنا بآه‏..‏ قلت له‏..‏ ينفع كده يعني ماشي غلط وفي العكسي وكنت ح تموتني‏!!‏ هل فيما قلته يا أعزائي أي إهانة بالنسبة لشخصه المحترم‏..‏ أنا كنت أقر ما حدث هذا كل شيء‏..‏ كنت أحكي له الحادث باختصار فما الذي يجعله يفتح الباب وينزل مسرعا وكأنني شتمته ثم يفتح جعورته ويصرخ‏..‏ نعم يابا‏!!‏ عاوز ايه‏..‏ آه ماشي غلط‏..‏ أنت ح تحاسبني‏..‏ وبعدين انا لمستك‏!!‏ لو عاوز تتخانق أنا معاك للصبح‏..‏ وريني بأه ح تعمل ايه‏..‏

ثم خلع الجاكيت والقي به في السيارة استعدادا للمعركة‏..‏ تدخل أولاد الحلال في الشارع‏..‏ يهدئونه‏..‏ يهدئونه هو‏!!‏ خلاص يا كابتن‏..‏ معلشي يا كابتن‏..‏ حصل خير‏..‏ كانت محاولاتهم لتهدئة تزيدمن عصبيته وجنونه وهو يحاول بكل قوة أن ينفلت منهم لكي يضربني‏..‏ وكانت جملا من نوعية‏..‏ طيب أنا ماشي غلط بأه وحياة أهلك‏..‏ وح أوريك ح اعمل ايه‏..‏ ووقف الشارع كله تماما‏..‏ السيارات من خلفه كانت تئن‏..‏ والبعض يقول يا أخوانا عندنا مصالح‏!!‏ كنت مصرا علي أن أعمل محضرا‏..‏ يا جماعة ده ماشي غلط‏!!‏ همس لي أحدهم‏..‏ يا عم هو يعني لوحده اللي ماشي غلط‏..‏ ما كل حاجة حوالينا ماشية غلط‏..‏ ح تمسك في دي‏!!‏ لم تزحزحني تلك النظرة الفلسفية وتجعلني اتنازل عن أن اعمل له محضرا‏..‏ مادام ماشي غلط لازم يتحاسب‏..‏ ولو سكتنا علي الغلط البلد ح تضيع‏..‏ همس لي رجل آخر‏..‏ ياعم محضر ايه مش ح تاخد لا حق ولا باطل‏..‏ ومش ح ينوبك غير العطلة أنت شايف عربيته ارقامها عاملة ازاي‏..‏ اربع أرقام متجوزين‏3100‏ يجيب نمرة زي دي يبأه واصل ياعم الحاج‏..‏ ما تضيعش وقتك‏..‏ نصف ساعة كاملة مرت ونحن في هذا الموقف‏..‏ بدأ بعض قائدي السيارات يحاولون التخلص من هذه الوقفة‏..‏ فيلفون ويديرون سياراتهم ويعودون‏..‏ كانوا جميعا يمشون غلط‏.‏

قال لي سليمان عبدالفتاح حسنين شفت يا ابوحجاج‏..‏ أهوه‏..‏ كله ماشي غلط‏..‏ بالمناسبة‏..‏ سليمان عبدالفتاح حسنين هو ذلك الرجل الذي همس لي في بداية المشهد أن أفوت الموضوع وقد صار صديقا عزيزا بعد أن طالت وقفتنا‏..‏ انتهي المشهد‏..‏ وعادت السيولة المرورية ولم يتبق من المشهد سوي اصداء لصراخ قائد السيارة في وجهي‏..‏ وبذاءاته وتعليقات الواقفين‏..‏ وجبهتي التي كانت متورمة بعض الشيء بسبب ارتطام رأسي بالعمود اللي كان واقف غلط‏..‏ ثم نصائح‏(‏ سولوم‏)‏ سليمان عبدالفتاح لي‏..‏ والتي تؤكد أنني لا أفهم الدنيا جيدا‏..‏ وأنني محبكها بعض الشيء‏..‏ وأنني‏..‏ أنا‏..‏ اللي ماشي غلط‏.‏

ملحوظة‏:‏
شيء آخر قد حدث وكان ينبغي أن اطلعكم عليه‏..‏ إذ أنني اكتشفت بعد أن غادرت المكان انني فقدت حافظة نقودي‏..‏ وعذرا‏..‏ يارب سامحني‏..‏ أنا أشك في أن الذي نشلني هو سولوم‏!!!‏

Friday, June 15, 2007

قول .. عدس

قول .. عدس

في كتاب مجمع الأمثال (للميداني) أمثال عربية رائعة .. تلخص معاني كبيرة ثمّ حكاية كلّ مثل ..
ولماذا صار مثلاً .. والأمثال هي رغبة في الإيجاز والتلخيص كما أنّها طريقة تفحم بها من يجادلك ..
ابني على كتفي وأروح أدوّر عليه !! خلاص .. هكذا يحسم الموضوع ،
زغرتي ياللي مانتيش غرمانة .. هكذا .. أنت لا رد لك .. إلا بمثل طبعاً .. والأمثال مليئة بالتناقضات
ولا نهاية لها .. ولو فتحنا في الأمثال لن نخلص .. والأمثال صارت خير معين الآن لكتّاب المسلسلات
التيليفزيونيّة وكتّاب الأدب الساخر .. كما نسمعها كثيراً أيضاً في جلسات مجلس الشعب ..
ورواية الأمثال هي طريقة خبيثة لإضفاء على راويها خبرة عميقة وفلسفة وحكمة ومعرفة ولأنّ كتاب
تيمور باشا في الأمثال .. موجود .. ولأنّ الأمثال سهلة الحفظ .. فقد تحوّل كلّ من حولي فجأة إلى
خالتي بمبة بدون أيّ مناسبة ..
كنت أحكي لصديق موضوع ما معقّد جداً .. وله أبعاد ومنحنيات كثيرة أريد أن آخذ رأيه ولكنّه فجأة أوقفني
وقال لي .. بس .. بس .. بس !! اللي تعرف ديّته اقتله !! ما معنى هذا .. يا سيدي اسمع قال في
نفاد صبر .. ما أنا جبتلك من الآخر .. اللي ينكسف من بنت عمّه ما يجيبش منها عيال .. ولم يكن
للموضوع أيّ علا قة ببنت عمّي .. ولا عيالها !! يا عمّ اسمعني .. أريد أن أكمل لك الحكاية ..
قال لي اسمع اللي أنا بقولّك عليه .. خالتي وخالتك واتفرّقوا الخالات .. ولمّا وجدت أنّه سيدخل
خالتي في الموضوع وأنا لا أريد للموضو ع أن يكبر فقد رددت عليه قائلاً .. ما تخدش رأي العبيط
ولو في موضوع بسيط .. فقال لي مندهشاً .. ما هذا .. قلت له مثل .. قال لي أنا لم أسمع
مثلاً هكذا .. فقلت له .. ما أنا اللي عامله .
ألا تلاحظوا معي أنّ هناك حالة تصل إاى الظاهرة في مجتمعنا وهي أنّ كلّ من حولنا صاروا يعرفون كلّ شيء ..
ويفهمون كلّ شيء .. إنّ تباهي الإنسان بذكائه ومعرفته الواسعة شيء جميل .. ولكن أن يصبح كلّ من تقابله
( أبو العرّف ) فهذه مسألة مرهقة جداً ، في مباريات كرة القدم مثلاً .. لا تكاد المباراة تبدأ .. إلا ويتحوّل كلّ من يتفرّج
إلى خبير في كرة القدم ـ يضع الخطة ويتحكّم في سير المباراة تماماً .. ولا يشاهد أحدهم
فيلماً سنسمائيّاً إلا ويتحوّل بقدرة قادر إلى ناقد سينيمائي ومخرج ومؤلّف ومنتج أيضاً ..
وكلّ من تقابله يعطيك انطباعاً أنّه يغرف أسراراً خطيرة وقد همس لي أحدهم ذات مرّة ..
حيشيلوا الوزير الفلاني في يونيه اللي جاي .. قلت له .. ازّاي .. قال اسمع اللي بقولّك عليه
ده كلام جاي من فوق قوي .. خلّيها في سرّك .. ثمّ أتحفني بمثل كالعادة .. أصل العيار اللي ما يصيبش يدوش ..
والميّة ما بتطلعش في العالي .. والعين ما بتعلاش عن الحاجب كلّ هذا وهو يهمز لي بخطورة ..
وأنا لا أعلم علاقة اعفاء الوزير من منصبه بالعيار اللي بيدوش والميّة والحواجب .. المهمّ ..
إنّ ما قاله لي هذا كان متذ عشر سنوات وحتّى الآن لم يعف الوزير من منصبه .
ولقد بحثت في أصول كثير من الأمثال فوجدت أن ّ الناس زمان كانت فاضية ولا تشاهد القنوات الفضائيّة
وأنّ أحداثاً تافهة مرّت بحياتهم تحوّلت إلى أمثال ومواعظ وعبر .. تناقلها الناس بعد ذلك دون أيّ معرفة ..
وعلى رأي المثل الذي لم أعرف قصّته وسأجنّ إذا لم أعرفها .. ( اللي ما يعرفش يقول عدس ) آه يا أعزّائي ..
ولماذا عدس بالذات .. فإذا كان لا يعرف فلماذا يقول عدس ؟ وإذا عمل الناس بهذا المثل .. لصارت لغتنا اليوميّة كلّها
عدس في عدس ..
لماذا غزت أمريكا العراق ؟ قول عدس .. لماذا فاجأنا العقيد القذّافي بقراره المفاجيء؟ نقول عدس .. لماذا اعتدى
الفلسطينين على أحمد ماهر ؟ برضه عدس .. لماذا تدهور اقتصادنا هكذا فجأة ؟ شوربة عدس طبعاً ..
ولماذا انتشر الفساد والرشاوي في الأيّام الأخيرة ؟ فتّة عدس بالتأكيد ..
أعزّائي .. جميل جداً أن نعترف بأنّنا لا نعرف .. ويقول المثل عذراً لم أستطع أن أتخلّص من هذه العادة بعد ـ
( من قال لا أعلم فقد أفتى ) وإذا كانت مضايقاك قوي أن تقول لا أعلم عشان منظرك .. قول عدس ..
افعل مثل أهل مالطة وهم يتفانون في خدمة السائح .. ويروى أنّ سائحاً إنجليزيّاً سأل أحدهم
يوماً عن موعد القطار التالي .. فأجابه بأنّه لا يعرف .. ومضى الإنجليزيّ في طريقه ولكنّه ما لبث
أن سمع صوت الرجل الذي سأله وهو يعدو خلفه وهو يلهث من التعب .. يا أستاذ .. يا مستر ..
لو سمحت .. فتوقّع الإنجليزيّ أنّه سيخبره بالموعد .. وفعلاً .. صاح به الرجل .. سيّدي .. عذراً ..
بعد أن تركتني سألت صديقاً لي عن موعد القطار .. فقال له الرجل الإنجليزيّ ، أشكرك وما موعده ..
فقال الرجل .. لقد قال لي صديقي أنّه لا يعرف أيضاً .. !!!!!

Thursday, June 14, 2007

نظام عبد الدايم

نظام عبد الدايم

نظام عبدالدايم‏..‏ رجل مهيب عظيم الجاه والسلطان‏,‏ ظل لآلاف السنين محتفظا بتلك المكانة العالية الخطيرة‏,‏ لا يتحدث عنه الناس إلا همسا إذا كان لهم رأي يخالف رأيه‏,‏ ويسعي الكثيرون للتقرب إليه‏,‏ والسيد نظام عبدالدايم أحيانا قليل الصبر‏,‏ ضيق الصدر‏,‏ والتعامل معه غالبا ما يكون محفوفا بالمخاطر‏,‏ لذا فقد آليت علي نفسي أن أحتفظ بتلك المسافة الآمنة بيني وبين السيد نظام‏,‏ وبحكم عملي كنت أحيانا ألتقي بالسيد نظام فأكتفي بابتسامة رقيقة‏,‏ وتحية خجولة‏,‏ صباح الخير يانظام‏..‏ ازيك دلوقت‏..‏ مش الأحوال تمام‏..‏ وبس‏..‏ مفيش أكثر من كده‏..‏ يانحلة لا تقرصيني ولا عاوز عسلك‏!!‏

مما جعل كتاب النظام يصفونني أحيانا علي أنني من كتاب المعارضة بينما تبرأ مني المعارضون وصنفوني كاتبا للسيد نظام‏,‏ إلي أن قرر السيد نظام عبدالدايم فجأة أن يطلق حرية التعبير بلا حدود وبلا سقف‏,‏ في سابقة تعد الأولي من نوعها من أيام الملك مينا موحد القطرين الذي ظهر لأول مرة علي لوحة نارمر وهو يجرجر المعارضين من شعورهم ويمسح بهم البلاط‏,‏ وصارت المعارضة هي الموضة‏,‏ بل صارت أشبه بالمزاد العلني‏,‏ واكتسب المعارضون الجدد نجومية خاصة كل حسب حدته ودرجة هجومه واختياره لألفاظه في شتيمة نظام عبدالدايم‏

بل لقد صارت المسألة مربحة أيضا حتي إنني حضرت جلسة لأحد رجال الأعمال قال فيها أحدهم له‏:‏ ما تيجي نعمل مشروع جريدة معارضة ياباشا‏,‏ بيقولوا مكسبها حلو‏,‏ وصار المعارضون نجوما علي الفضائيات ينتظرهم المشاهدون أكثر مما ينتظرون نجوم السينما‏,‏ حتي إن فتاة رقيقة كانت تشاهد بجواري أحد المعارضين علي الشاشة وهو يحلف بالطلاق إن مفيش حاجة عدلة في البلد دي‏,‏ قالت لي‏:‏ نفسي يا أبيه أتجوز واحد معارض‏!!‏

عدت إلي بيتي وأنا في قمة الحيرة‏,‏ ماذا أفعل؟‏!‏ هل سأظل هكذا أكتب أشياء لا يحتفي بها السيد نظام عبدالدايم‏,‏ ولا حتي تتبناها جرائد المعارضة‏,‏ وقررت أن أفعلها أخبط مقالة من إياهم ترج البلد‏,‏ وتاني يوم أكون في قناة الجزيرة بأزعق‏,‏ وعموما هما بيدفعوا‏300‏ دولار في الحلقة‏,‏ مش وحشين‏,‏ ولكن فيم سأكتب؟‏!‏

أخذت أقلب في جرائد المعارضة وأفليها‏,‏ إني ألاقي موضوع ما كتبش فيه‏!!‏ لقد أغلقوا في وجهي كل الأبواب‏,‏ كلمت أحد المعارضين أصدقائي وطلبت اللقاء في المقهي‏,‏ استقبل صديقي المعارض بحفاوة كبيرة من الجالسين‏,‏ جلس في ثقة وسعادة وقال‏:‏ أهو الناس دوله ياجو هما اللي بيدوني الطاقة عشان أقدر أواصل المسيرة‏,‏ همست له بود‏:‏ عقبالي ياسيدي‏..‏ قال‏:‏ المسألة سهلة خالص‏,‏ قول اللي جواك وما يهمكش حد‏,‏ دخل السائق وهمس في أذنه‏,‏ ما تنساش ميعاد البرنامج يا أستاذ‏,‏ قال المعارض‏:‏ حاضر‏..‏ حاضر‏..‏ بس قول لهم يحضروا الظرف قبل ما اطلع ع الهوا‏

سألته في فضول‏:‏ أه المقال اللي كنت كاتبه الأسبوع اللي فات ده‏!!‏ ده يودي في ستين داهية‏..‏ أومأ برأسه مبتسما وقال‏:‏ أيوه‏..‏ أيوه‏..‏ ده قلب الدنيا‏..‏ ده أنا ح أعمله سلسلة‏..‏ شوف يابوحجاج المعارض هو الإنسان اللي ممكن يدخل السجن عشان خاطر أفكاره‏..‏ قلت له‏:‏ وانت دخلت السجن؟ قال‏:‏ أهوه‏..‏ بحاول‏..‏ قلت له‏:‏ طيب يا أخي ما تاخدوني معاكم مش في السجن‏,‏ في الجرنال‏,‏ قال‏:‏ معلش ياجو مفيش مساحة للنشر‏..‏ انت عارف الضغط علينا في الجرنال‏..‏ وتركني مسرعا ليلحق بموعد الهواء‏..‏

وسمعته وهو يقول في بداية البرنامج‏:‏ إن جريدته مستعدة لنشر جميع الآراء‏..‏ فأغلقت التليفزيون وكفرت بالمعارضة‏..‏ قررت أن أكون كاتب النظام‏..‏ وأخذت أقلب في الجرائد القومية إني ألاقي موضوع ما كتبوش فيه‏..‏ إنهم يمدحون كل شيء‏..‏ لقد أغلقوا في وجهي كل الأبواب هم أيضا‏..‏ وكلمت أحد المنافقين من أصدقائي‏..‏ وطلبت اللقاء‏..‏ كان آتيا من برنامج حكومي شهير علي الهواء‏..‏ وكان خلفه سائقه‏..‏ وحارسه‏..‏ وعرضت نفسي مرة أخري‏..‏ يا أخي ما تاخدوني معاكو‏..‏ ابتسم رجل النظام من سذاجة عرضي المباشر وقال‏:‏ شوف ياجو‏..‏ المسألة مش بالسهولة دي‏..‏

كاتب النظام لازم يتربي في حضن النظام طول عمره عشان النظام يثق فيه ويديله المكانة دي‏..‏ وانت ما تأخذنيش متربي في الشارع‏..‏ انت اتأخرت قوي‏..‏ كنت فين منذ أيام الانتخابات‏..‏ ما تخافش‏..‏ محدش فوق بيكرهك‏..‏ إنما كان محدش يعرفك‏..‏ انت فاهمني‏!!‏ وبعدين انت كنت بتعمل ايه امبارح مع صديقك المعارض؟‏!‏ اندهشت‏!!‏ كيف عرف؟‏!‏ لقد كان لقاؤنا سريا وخاطفا‏..‏ مين اللي قال لك‏..‏ ابتسم كاتب النظام وقال لي‏..‏ هوه اللي قال لي‏..‏ ماهو كان معايا في البرنامج بتاع الجزيرة‏!!‏

بدون اهداء

بدون اهداء
فأنت لاتستحق الاهداء
بدون شكر
فأنت لا تستحق الشكر
بدون كلام
فأنت لا تستحق الكلام
بدون ابتسامة
فأنت لا تستحق ابتسامة
لأنك اكبر من الاهداء
واكبر من الشكر
واكبر من الكلام
واكبر من الابتسامة
فأنت يوسف معاطي