Saturday, August 4, 2007

قصة حياة يوسف معاطي

قصة حياة يوسف معاطي

أولا قبل ما انزل قصة الكاتب الساخر يوسف معاطي بتوجه بالشكر نيابة عنكم وعن نفسي
لحبيبه قلبي واختي وانتيمتي ايمان ( قطر الندي ) ورغم ان مليون
شكر ميكفوهاش .. لكن دي اقل حاجة بنقدمها ليها
بعد اما كتبت لنا قصة حياة يوسف معاطي
اللى اكيد ناس كتير وانا منهم
كانوا محرومين من القصة دي
ربنا يخليكي لينا يا ايمو وميحرمناش منك ابدا
********
انا عارف انكم زي مشتاقين نعرف قصة حياته
وانا مش هطول عليكم
وياللا نبدأ

يقف يوسف معاطى على قمة الادب الكوميدى والكتابه الساخرة منفردا..اضاء المسرح المصرى

بمسرحياته الكوميدية التى فجرت الضحك فى قلوب الناس,بعد أن شققتها الهموم والبطاله وجازر النازية فى فلسطين

هذا الكاتب الساخر لا يحب الضحك الغبــــــــي

وقد تلخص حلمه فى شيئين .. لقاء عادل امام , والكتابة فى الاهرام

يسافريوسف معاطي الى الجذور ويتحدث عن ينابيعه الأولى وفجرحياته:

ولدت فى السويس25 اغسطس سنه 1963 واتاح لى ذلك ان اشهد فى طفولتى المبكرة اثار حرب يونيو1967,حين اندلعت الحرب تركنا السويس وهاجرنا الى بورسعيد والهجرة كانت عنصرا اساسيا فى تشكيل وجدانى.

اذكر اننى وعمرى 14سنوات كان بيتنا فى منطقه المثلث وقد وعيت كل ماجرى حولى ورايت الحيرة فى عيون ابى وامى واخوتى وهم يفكرون فى الهجرة والمدهش اننى كنت اتدخل برأيى فى الحوارفكانوا يضحكون على افكارى الغريبة

ذهبنا الى بيت عمتى وبيت خالى فى بورسعيد ولم أكن سعيدا اننى اعيش فى بيت غير بيتى.

أبى كان موظفا فى المطافىء وكان مثقفا يستهين بثقافته ويتحدث بسخرية عن نفسه وكان يكافئنى علىتميزى باهدائى كتاب وليس لعبة

كنا اصحاب وكنت اجرأ اخوتى عليه فكانت الأسرة تستخدمنى فى ابلاغه الاشياء التى كانوا يخافون مواجهته بها

بعد النكسة استضافتنى أمال فهمى فى برنامجها الشهير (على الناصية) وعمرى خمس سنوات,لإلقاء قصيدة كتبتها ونشرت إحدى الصحف عنى ريبورتاجا عنوانه :طفل معجزة فى السادسه من عمره ونشروا قصائدى التى كتبتها فى ذلك الوقت.

أبى لم يشهد فترة نجاحى وشهرتى لكننى فى احيان كثيرة حين أصعد على المسرح لتحية الجمهور

ارى وجهه بين الناس واحس بوجوده معهم.

لم اعش طفولة جميله جميلة فى النادى والحدائق ولكننى عشت طفولة مليئة بالخوف من اصوات الطائرات ودوي المدافع عرفت ان هناك عدوا اسمه اسرائيل أجبرنى على الهجرة وعمرى 4سنوات كانت الدانات الفارغة هى اللعب التى ألهو بها ورأيت امى تطعم جرحي الحرب فى منزلنا

حدثنى اكثر عن العلاقه العائلية التى كنت جزءا من نسيجها؟

اعتبر اننى عرفت امى متأخرجدا فقد كنت عميلا لأبى وامى كانت امرأة بيضاء طيبة تطهى لنا الطعام وتغسل الملابس

لم اعرف حقيقة معدن امى الا لحظه وفاة ابى ,كان ابى قد اشتد عليه المرض وذهب فى غيبوبة وفجأة سمعته ينادينى فذهبت

مسرعا اليه وكنت انا مضحكه الاول وكوميديانه المفضل فمد يده ليعبث بشاربى عام 1985 ثم قال لى:

خلى بالك من ماما ,وفارق الحياة فورا.

لماذا اختارنى انا وانا اصغر اخوتى ليقول لى ذلك؟

لا ادرى فاخذت امى فى احضانى وهى تبكى احسست انها لم تعد امى فقط..صارت حبيبتى وابنتى وصديقتى

صارت كل شيىء بالنسبة الى فعملت لها برنامج (الست دى امى) وعملت لها كتابا كنت انفذ وصيه ابى

اذا وجدت فى برنامج حياتى اليومى راحه اهرول اليها كي اراها سمعت ابى يقول لعمى الذى جلس يعاتبه لانه لم يترك لنا مالا ولا عقارا قال له :انا عندى 4 عمارات واشار علينا ثم التفت نحوى وقال له يوسف دا عمارة كبيرة جدا

كان يمتلك قدرا كبيرا من الاحساس بما سأحقق دون ان يرى الشواهد التى حققتها

انا لم اتكلم عن ابى وهذه هى المرة الاولى التىاتحدث فيها عنه لقد تماسكت شهرا كاملا بعد موته ثم انفجرت بعد ذلك فى بكاء مرير عليه ظللت ابكيه بكاء متواصلا من العاشرة مساءا حتى العاشرة صباحا

الشيىء الاخر الذى اثر فى وجدانى اننى فقدت اختا عمرها 24سنه كانت خفيفه الظل وشديده الحب لى نتخانق ثم تقول لى

عند خروجى من البيت البس فانله داخليه عشان هتاخد برد..بعد موتها كلفتنى الاسرة بابلاغ ابى بالنبأ الحزين قلت له اعلم انك ستتماسك لكن انا خايف على امى من الانهيار فتماسك وصمد

ذات مرة راني اقرأ روايه الذباب لسارتر فقال لى :اليس هذا هو الكاتب الوجودى الملحد؟ ثم اضاف

اقرأه.. لكن حذار من اعتناق افكاره او غيره,احرص على اعتناق افكارك انت.

ماذا عن هواياتك المبكرة فى تلك المرحلة؟

هوايتى المبكرة كانت القراءة كنت قارئا نهما كان عم حمام بائع الجرائد والمجلات يمر فى العاشرة على البيت كنت انتظره من الثامنة صباحا

كنت احرص على الا تترك بصمتى علامة ورقه المجله او الكتاب لان عم حمام سيستردها منى بعد قراءتها لبيعها لشخص اخر

وكان يحصل منى على مبلغ زهيد مقابل استعارتى لما اقرأ

كان دماغى هو مكتبتى كنت اقول : انا ماصدقت اتولدت ,عايز الحق اقرأ كل حاجه

الحب الاول

المرأة فى حياتك كيف تفتح وعيك على فتاه احلامك؟

اول قصه حب فى حياتى كانت وانا فى المرحله الابتدائيه احببت زميله لى ولم افصح لها عن حبى كان بيتها يقع فى منطقه بعيده عن بيتى فكنت امشى وراءها صامتا حتى تدخل بيتها ثم اعود الى بيتى

وقد احس ابى اننى اتاخربعد خروجى فسالنى عن السبب لكننى لم اصارحه الا ان سافرت هذه الفتاه مع اهلها الى احدى دول الخليج

وبقيت محطما عاطفيا بسبب بعدها عنى وقد تمنيت ان يخبرها اى انسان انى احبها فطلبت من صديق لى ان يحدثها فى امر حبى فذهب اليها واخبرها انه هو الذى يحبها

المدهش فى الامر اننى لم اشعر بالغيرة واتفقنا ان يحبها هو ثلاثه ايام وانا ثلاثه ايام فى الاسبوع وهكذا اقتسمنا المشى وراءها طوال ايام الاسبوع كانت مشاعر طفوليه جميله.

فى المرحلة الاعداديه كنت حريصا على التفوق فى الدراسه وقد بكيت فى احدى السنوات لانى حصلت على مجموع96% ولم احصل على 100%

فى المرحلة الثانويه احببت فتاه اكبر مني وكتبت عنها اشعارا كثيرة لكنى لم اعترف لها ايضا وقد تزوجت هذه الفتاه من ثرى عربى وحضرت فرحها لم تكن هناك تجربه حب حقيقى كانت تجارب شبه الحب.

اود ان اشير الى ان كل تجربه عاطفيه مررت بها كانت تجربه مستحيله وكاننى كنت اختار التجارب المستحيلة حتى لا تتم.

بـــــــــذرة شـــــــــاعر

هل مارست السياسه خلال سنوات الدرسه بالجامعه؟

مارستها وانا فى ابتدائى قبل حرب اكتوبر73

وكتبت قصيده اعلنت فيها رغبتى فى ان احارب لكن مشكلتى كانت كيف احارب؟

ومن اين احصل على بندقية استخدمها فى الحرب؟

لم تكن مخيلتى تعى سوى ان البنادق موجوده فى اقسام الشرطة فجمعت حشدا من اصحابى وانا فى سنة ثالثه ابتدائى

وتوجهنا الى قسم الشرطة ..دخلت على الضابط وقلت له : احنا عايزين نحارب .. فضحك من كلامى فقلت له بجدية :

لا. انا مبهزرش . احنا عايزين بنادق من للى فى القسم علشان نحارب.فقال لى: انت مابتعرفش تضرب بندقية قلت له:

هانتعلم... كان الضابط سعيدا بنا .

فى الجامعة .. كانت السياسة ممنوعة وانا دخلت الجامعة سنة 1980 كلية الالسن ومعهد الفنون المسرحية فى وقت واحد

ولأنى لم اكن خريج مدارس أجنبية فقد كنت احفظ القاموس . ولم تكن هناك فرصة للعمل السياسى لكنى كنت اقول شعرا فيه سياسة

وايامها كتبت قصيدة عن مصر , اقول فيها :

وماشى فى حواريكى

ومشتاق لك وانا فيكى

بدور فى عيون الناس

بدور بين قلوبهم لأجل الاقيكى

ومش عارف ..

بتوه فى رحلتى ليكي

واحد ماشى فى مصر يدور على مصر!

السياسة بالنسبة لك كانت وطنا ؟

كانت وطنا .. خصوصا اننى اعرف قيمة ان تترك وطنك وتهاجر.قيمة ان ترحل المعنى كان خطيرا جدا

وحتى فترة قريبة جدا لم اكن اؤمن بالسلام طوال سنوات الجامعة كنت رافضا لها .

لان الذين قبلوا افكار كامب ديفيد لم يهاجروا ولم تصم اذانهم اصوات الدانات

بدأت بهد ذلك حين كبرت انظر بشكل مختلف لهذه الامور.

كيف بدأ يوسف معاطى حياته العملية؟

كيف عاش اربع سنوات من الاحباط والفشل فى الالتحاق بعمل لانه لايمتلك الواسطه التى تجعله مذيعا او مرشدا سياحيا ثم كيف فتحت له الابواب المغلقه دفعة واحده فظل عاما كلاملا يخطف لحظات نومه على مقعد السيارة او بجوار تمثال فى متحف او داخل

مسرح الهوسابير.حين كانت مسرحيتى الاولى "حب فى التخشيبة"

وانطلق قطار النجاح بيوسف معاطى وسط هجوم الحاقدين عليه :فكتب مسرحياته "الجميلة والوحشين" وبهلول فى اسطنبول " و"لأ..لأ.بلاش كده" و "راجل انتيكة" و"عسل البنات و"بودى جارد"

وكتب افلامه الكوميديه "ياتحب ياتقب, والواد محروس بتاع الوزير , والانثى والدبور ,حنحب ونقب.

وكتب وقدم برامجه الشهيرة السنيد والكاميرا الخفية والست دى امى.

يتحدث يوسف معاطى عن حياته فيما بعد التخرج من الجامعه:

حين تخرجت من الجامعة كنت اجيد ثلاث لغات وانا حين ادرس لغة لابد ان اعرفها جيدا

لم تكن لدى نقود لاشترى الكتب فكنت اذهب للمكتبة لانسخها بخط يدى كنت انسخ روايات شكسبير لانى عاجز عن شرائها بالمال

لدرجة اننى حين درست اللغة الانجليزيه والفرنسية فى كلية الالسن التحقت بالمعهد الثقافى الايطالى لدراسة اللغة الايطالية

فكانت كل كلمة انجليزية اتعلمها اهرول لمعرفتها باللغة الفرنسية ثم اذهب للقاموس الايطالى لاعرفها.

عرضت علي وظائف ولم اجد نفسي فيها رغم ان مستقبلها المادى كان رائعا.

قالول لى :

ستعمل فى ريسبشن فى مركب سياحي وقفت يوما واحدا فى الريسبشن وحدث ان رانى زميل يعمل مرشدا سياحيا صافحنى بحرارة, وسألنى عن سبب وجودى فى هذا المكان ولما علم اننى اعمل موظفا بالريسبشن ,بدأ يعاملنى بتعال جرح كرامتي

فحملت حقيبتى وتوجهت الى مدير المركب الالمانى الجنسية وقلت له اننى ساترك العمل فاخذ يناقشنى

ثم قال لى احد المصريين الذين حضروا المناقشة: حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب

وقرر مدير المركب اعفائى من الريسبشن وجعلنى اعمل بان امده بافكارى فقط ! وامر بان تكون مهتمى ان افكر فى كيفية تنظيم

الحفلات التى تقام للسياح على المركب واقوم بتقديمها من خلال الميكروفون ونجحت فى هذه المهمه لاننى قدمت اشكالا مسرحية وكوميدية للسياح خلال هذه الحفلات , كانت لحظة اكتشافى لنفسى ولمواهبى , لانى كنت اعمل ما احب.

وخلال هذه الفتره تعلمت اللغة الهيروغليفية من جدران المعابد, وقرأت كل ما كتب عن الحضارة الفرعونية

ونفعنى ذلك فى كتاباتى الصحفية كنت اطمح للعمل مرشدا سياحيا وكنت امتلك حوالي 1500صورة لاثار مصر.

ووصل بى الامر اننى لو رايت رايت بابا اثريا لقلت لك على الفور ان هذا باب جامع كذا وتاريخه كذا

ولو رايت طوبة من جسم تمثال لقلت هذه من تمثال امنحتب الثالث مثلا.

عندئذ تركت عملى وعدت الى القاهرة لاتعمق فى رؤية اثار المتحف المصرى كنت اذهب يوميا من التاسعة صباحا الى الرابعة عصرا لاقف امام تمثال لادرس ملامحه وتاريخه وقد رسبت 4 مرات فى اختبارات المرشد السياحي لانى بلا واسطه

كانت حياتى هى ان اذاكر طوال الليل حتى الثامنة صباحا ثم اتوجه الى الغورية وجوامع شارع المعزوالحاكم بامر الله

كنت ادرسها كما لو كنت سامتحن فيها ماجستير ثم اتوجه بعد ذلك الى المتحف المصرى ثم الى سقاره حتى الرابعه عصرا

فاعود الى البيت منهمكا لانام ثم اصحو لابدأ رحلتى مرة اخرى ,سنة كاملة على هذا الوضع ثم ادخل الامتحان لأرسب

والسنة التى تليها هكذا 4 سنوات , وقدمت للعمل كمذيع فى التليفزيون ثلاث سنوات وفى كل مرة ارسب فى الامتحان لأنى بلا واسطة كل عام ارسب فى امتحان المرشد السياحى وارسب فى امتحان المذيع دون أن أيأس

وذات يوم قالت لى زميلة : ان هناك فرصة لسفرى للعمل فى بلد عربى كمترجم وانا كان هدفى ان انجح فى بلدى

كم تمنيت ان احمد زويل او ان مجدى يعقوب او فاروق الباز نجحوا فى مصر, رفضت السفر رغم ظروفى المادية الصعبة وفوجئت بنجاحى فى الارشاد السياحى ونجاحى فى التليفزيون فى وقت واحد.

كيف اكتشفت موهبتك ككاتب مسرحي؟

فى احد الايام كنت امشى فى الشارع فالتقيت باميرسيدهم شقيق جورج سيدهم كان يعلم اننى اخرجت فى الجامعة خمس مسرحيات

قال لى : انه يعد لمسرحيه فقلت له دعنى اخرجها لك فوافق وقال لى : اكتب انت فكرة الرواية ونبحث عن شخص يكتبها.

فعملت فكرة, وكان قد قدم سبعه افكار ل نيللى وحين قدم فكرتى لها قالت له: انا عايزة اعمل الفكرة دى . فاتصل بى وقال : فكرتك فازت .. سالته : من سيكتبها؟ قال لى : اكتبها انت .. قلت له انا اريد ان اخرج , قال : اكتبها اولا ثم نفكر فى الاخراج , وبعد كتابة الرواية فوجئت به يسند الاخراج ل سمير سيف

هكذا كتبت روايه "حب فى التخشيبة" التى لم تمثلها نيللى وحلت محلها دلال عبدالعزيز لكنى اظل مدينا لنيللى بدخولي عالم الكتابة المسرحية

كنت ابدأ يومي صباحا كمرشد سياحي حتى الرابعه عصرا , ثم اسافر الى الاسماعيلية لاقرأ النشرة الانجليزية فى القناة الرابعه باعتبارى مذيعا فيها , ثم اعود لى القاهرة لأتوجه مباشرة الى مسرح الهوسابير,لأحضر بروفات "حب فى التخشيبة" حتى الرابعة فجرأ وهكذا بقيت عاما كاملا لا أنام الا على كرسي لا اعرف طعم الفراش

الانسان المصرى يستطيع تحقيق المستحيل, لو كانت بداخله ارادة حقيقية.

No comments: