Saturday, September 8, 2007

كوابيسكو

بقلم يوسف معاطي
كوابيسكو


ما الذي أتي بي إلي هنا؟‏!‏ وحدي واقفا فوق برج القاهرة أتفرج علي مصر من هذا الارتفاع الشاهق‏!!‏ كيف لمن هو مثلي مريض بفوبيا الأماكن العالية أن يخاطر هكذا؟‏!‏ انني حتي لا أجرؤ أن أنظر إلي تحت‏..‏ ياساتر يارب‏!!‏

لماذا يشيد البشر هذه المباني الشاهقة؟‏!‏ لو كنت في مركز التجارة يوم‏11‏ سبتمبر لاخذت الطائرة المرتطمة بالمبني بالحضن‏...‏ ولما جرؤت ان أقفز كما فعل البعض‏,‏ بدأت أدوخ فعلا‏..‏ سقط قلمي فجأة من جيب القميص منتحرا من فوق البرج‏.‏

في ستين داهية‏..‏ يعني كان ح يقول آيه ولا حيكتب أيه‏!!‏ ماهذا‏!!‏ هل السور الحديدي الذي أستند عليه بكلتا ذراعي يهتز؟‏!‏ أم أنها مجرد تهيؤات‏!!‏ كيف حدث هذا السور ينكسر وأنا‏..‏ أسقط من فوق البرج‏.‏ لم استطع أن اتشبث بأي شئ‏..‏ أهوي بكل سرعة نحو الأرض‏..‏ الجاذبية الارضية تشفطني بكل قوة إلي أسفل‏..‏ يارب انقذني‏..‏ وأنتم ايها الواقفون أسفل البرج‏.‏

أفعلوا شيئا‏..‏ افردوا ملاءة‏..‏وانتظروني بها لا وقت للتفكير أرجوكم‏..‏ ان سرعة نزولي شديدة‏..‏ لقد بلغت منتصف المسافة في اقل من خمس ثوان‏..‏ وأنتم تنظرون نحوي بدهشة كالاصنام ياناس‏..‏ رجل يسقط من فوق البرج‏..‏ تصرفوا أرجوكم‏..‏ لقد اقتربت جدا‏..‏ جدا ولكن‏..‏ أيعقل هذا‏!‏ أنا أسقط من فوق البرج؟‏!‏ كيف‏..‏ لابد وأنني أحلم‏!‏ فعلا أنا أحلم‏..‏ هذا لايصلح إلا أن يكون حلما‏..‏ الله‏!‏

ما أروع هذا فعلا انه فقط مجرد حلم‏..‏ إذن لاخوف من سقوطي‏..‏ لابد وأنني الآن نائم علي سريري وساستيقظ بالتأكيد كثيرا مايحدث لي ذلك‏..‏ وطبعا يحدث لكم ان تشعر اثناء الحلم أنك تحلم‏..‏ حدث ذلك حينما كانت عصابة تطاردني وكانوا يطلقون النار علي وأنا أجري مرعوبا ثم تسمرت قدماي في الأرض وأنا أصرخ‏..‏ والعصابة تقترب والشرر في عيونهم سيفتكون بي‏!‏ إلي ان ادركت ـ في الحلم ـ انني أحلم‏..‏

فابتسمت والتفت نحو العصابة بكل ثقة‏...‏ وأفقت من نومي‏..‏ ومرة غرقت في رمال ناعمة في الصحراء‏..‏ وأخذت أغوص وأغرق حتي كادت الرمال تغطي وجهي وأختنق ثم أدركت انني أحلم فكان لغرقي في الرمال طعم رائع‏...‏ ما أروع تلك الكوابيس حينما نكتشف في حينها انها مجرد أحلام‏..‏ لنفيق بعدها علي الواقع الجميل وهو اننا لانزال في البيت في حجرة النوم‏..‏

ألستم معي في أن الكوابيس التي تأتي لنا أفضل من الأحلام الجميلة‏..‏ فقط دربوا اللاوعي عندكم علي ان يعرف في اللحظة المناسبة ان مايحدث الآن هو كابوس سينتهي بسرعة لتعود الحياة هادئة جميلة مستقرة‏..‏ أما الاحلام الجميلة فصدقوني هي من أسوأ ما نمر به في حياتنا وأعطيكم مثلا حيا يوم السبت الماضي‏..‏

كنت جالسا مع السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية‏..‏ كان متفائلا جدا وبشوشا قال لي أخيرا وقعنا اتفاقية السوق العربية المشتركة‏..‏ حالة رائعة من الوئام والاتحاد والحب تسود المنطقة العربية‏..‏ ثم ابتسم ابتسامة رائعة وقال لي بود‏..‏ وحكاية العراق كمان خلصت ياسيدي‏..‏ وحماس وفتح قعدوا مع بعض وحلوا كل مشاكلهم‏..‏

لم استطع ان اتمالك مشاعري من الفرحة أخذت أرقص‏..‏ وأصفق في سعادة‏.‏ وللأسف أفقت من حلمي علي الواقع المرير‏..‏ لماذا لا يدرك الانسان وهو يحلم حلما جميلا أنه مجرد حلم؟‏!‏ لماذا نفيق من أحلامنا الجميلة علي الاحباط والاكتئاب؟‏!‏ بالأمس القريب جاءني أحد المنتجين وأخرج من حقيبته مائة ألف جنيه‏..‏ رصهم أمامي ثم ابتسم وقال امسك دول‏..‏ قلت له بتوع أيه دول‏..‏

أجاب دول مش أجرك دول مكافأة مني تقديرا لعبقريتك‏..‏ لم أصدق نفسي‏..‏ أخذت اعدهم فاذا بهم مائة وخمسين الفا قلت‏..‏ له‏..‏ هناك خطأ في الحساب‏..‏ الفلوس دي زيادة قال عليه النعمة ماترجعهم ياسيدي‏..‏ الالوف عند بعضها‏..‏ كانت لحظة من أسعد اللحظات التي مررت بها في عمري كله‏..‏ لم يقطعها سوي أنني صحوت من نومي فجأة لأقرأ في الجرائد خبر هروب المنتج من البلاد‏..‏

وقد أكل علي أكثر من نصف أجري وذهبت إلي الساحل هاربا من أحلامي‏..‏ تمددت علي الشاطيء كان الكل نائمين‏,‏ لا أعرف كيف يأتي الناس إلي البحر وينامون؟‏!‏ انا لا أستطيع ان أغمض جفني أمام البحر‏..‏ اننا لا نصيف فقط بأجسادنا‏..‏ وانما بأعيننا ايضا وفجأة خرجت من البحر جنية من الجنيات اللاتي لايظهرن إلا في الاساطير عذرا لاتقلقوا فقد أتاني نفس الهاجس الذي اتاكم الآن‏..‏ لا لم اكن نائما‏..‏

قرصت نفسي قرصة وضربت خدي ضربتين‏..‏ واذا انا في كامل يقظتي كانت ترتدي ذلك المايوه الذهبي الذي تناغم مع شعرها الذهبي المجنون فجعل المشهد لايليق به‏..‏ أن يكون واقعا وانما لابد أن يكون حلما ولكنه لحسن الحظ واقع رائع لا أريد أن أصف لكم مقاييس جسمها‏..‏ انما تكفي كلمة قنبلة لتفي بالمعني‏..‏ وفجأة اقتربت مني القنبلة وكم تمنيت أن تنزع الفتيل وسألتني بدلال‏..‏ لماذا تنظر نحوي هكذا؟‏!‏

قلت لها وهل يجرؤ مخلوق ألا ينظر نحوك هكذا؟‏!‏ ابتسمت في ثقة وقالت‏..‏ ماذا تريد مني؟‏!‏ كان السؤال مفاجئا أشبه بعطشان في الصحراء وجد أمامه مصنع أيس كريم ويسأله أحدهم عاوز مانجه ولا فانيليا‏!!‏ لاحظت هي ارتباكي ضربتني بيدها الطريه علي كتفي وقالت اهدأ المسألة بسيطة انا فتاة أحلامك‏!!‏ صرخت فيها مذعورا يعني أيه‏..‏ يعني انا دلوقت بحلم؟‏!‏ وأفقت للأسف الشديد علي كرة ترتطم بجبهتي وابنتي تقفز فوقي جارية مع صديقتها وهما تلعبان وزوجتنا جالسة بجواري آه‏....‏ ما أبشع الأحلام وما أروع الكوابيس‏..‏ يا أعزائي‏.

Saturday, August 18, 2007

إجاباتي النموذجية

بقلم يوسف معاطي

إجاباتي النموذجية


لا أعرف حتي الآن سر تفوقي ونبوغي في هذه المادة بالذات‏,‏ خصوصا في مرحلتي الابتدائية والإعدادية‏..‏ والمادة كان اسمها المواد الاجتماعية وهي تجمع بين التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية وكنت دائما ما أحصل فيها علي الدرجات النهائية حيث كانت إجاباتي غالبا من تلك النوعية التي يطلق عليها إجابات نموذجية عندك مثلا القمح المصري‏..‏ ما أن أجده في ورقة الأسئلة حتي أدش الإجابة النموذجية فورا‏..‏ وهي أن القمح المصري من أجود أنواع القمح في العالم وأن روما في عز مجدها كانت تعتمد عليه في غذاء شعبها‏.‏ تخيل سيادتك لو كتبت هذه الإجابة الآن سأحصل علي صفر علطول‏..‏ فكلنا سمعنا عن القمح المسرطن‏..‏ وقد رد أحد المسئولين مدافعا عن ذلك قائلا‏:‏ بطلوا بأه اشاعات وافتراءات‏..‏ لا ياسيدي القمح مش مسرطن ما تخوفوش الناس‏..‏ الحكاية كلها إن القمح بيجيب شوية تسمم عادي خالص وعشان المواطن يموت لا سمح الله عاوزله أربع خمس سنين‏..‏ وكان دائما ما يتكرر سؤال في الامتحانات بخصوص القطن المصري‏.‏ وما أن ألمح كلمة القطن في ورقة الأسئلة حتي ألسع الإجابة فورا وهي أن القطن المصري يعتبر من أجود أنواع القطن في العالم وهو يتميز بأنه طويل التيلة‏..‏ المشكلة أنني حتي كتابة هذه السطور لا أعرف معني طويل التيلة هذه‏..‏ ولكني كنت أشعر دائما أن طويل التيلة بالتأكيد حاجة كويسة وأنها بالتأكيد أفضل بكثير من قصير التيلة‏..‏ وكتبنا ذلك ياسيدي في ورقة الإجابة وانتقلنا إلي الصف الأول الإعدادي‏..‏ الحمد لله أنهم لا يراجعون أوراق الإجابة بأثر رجعي‏..‏ وإلا وجدت نفسي الآن في ثالثة ابتدائي‏..‏ أما إذا كان السؤال عن الثروة السمكية‏..‏ اعتقد أن جيلي يذكر الإجابة جيدا‏..‏ وهي أن بلدنا يجتمع فيه جميع أنواع الكائنات البرية‏..‏ بحيرات وأنهار ومحيطات تحيط ببلادنا وتقطعها‏..‏ ومع ذلك أصبحنا يا أخي نستورد الأسماك المجمدة من الخارج‏!!‏ لقد اكتشفت بعد أكثر من ثلاثين سنة أن كل إجاباتي في المواد الاجتماعية والتي حصلت فيها علي الدرجات النهائية كانت كلها أخطاء فادحة عندك مثلا الأهرامات المصرية عجيبة العجائب في الدنيا لم تعد كذلك تصوروا‏!!‏

كم مرة كتبت ذلك في ورقة الإجابة وحصلت علي الدرجة؟‏!‏ ثم إذا تكلمنا عن المياه نكتب في ورقة الإجابة أن مصر هبة النيل وأن ماء النيل العذب لا يوجد أحلي ولا أوفر منه في الدنيا كلها‏..‏ لو كتبنا ذلك الآن لصارت نكتة‏..‏ ولانريد أن نتكلم عن تلوث مياه النيل فهذه مسألة اجبت عليها في ثانية إعدادي وقلت إن مياه النيل هي أصفي مياه في العالم وأخذنا الدرجة برضه وانتقلنا للصف الثالث‏..‏ وبالنسبة لسؤال أطول أنهار العالم كنا نجيب عليه بسهولة فنهر النيل هو أطول نهر في العالم‏..‏ كنا نكتب ذلك بكل إيمان وثقة‏..‏ أطول‏..‏ أكبر‏..‏ أضخم‏..‏ وهاهم يعلنون الآن أن نهر الأمازون طلع أطول من نهر النيل‏..‏ لقد نقلني هذا السؤال إلي الصف الأول الثانوي بجدارة‏..‏ أما فيما يختص بالمناخ‏..‏ فالإجابة محفوظة‏..‏ حار جاف صيفا معتدل ممطر شتاء وها قد صار المناخ في بلدنا زائير تنزانيا صيفا الاسكيمو سيبيريا شتاء‏..‏ أما في مادة التربية الوطنية فكنت الأول بلا منازع‏..‏ كنت أكتب بطلاقة عن الوحدة العربية والتاريخ المشترك واللغة المشتركة والحاجات دي‏..‏ ولكن ماذا حدث؟‏!‏ هل كل ما كتبت في أوراق الإجابة كان غلط؟ وكيف نجحت إذن وتخرجت في الجامعة؟‏!‏ وما أغرب
هذا‏!‏ كل شيء تغير من حولي‏..‏ رغم أن نظرية فيثاغورث لسة شغالة ما اتغيرتش وقانون أرشميدس ونيوتن وحتي النسبية لاينشتين لم تتغير ولقد سألت أحد الأصدقاء هامسا بقولك إيه يابوحميد بالنسبة لإخوات كان لسه بيرفعوا المبتدأ وينصبوا الخبر ولا النظام بأه إيه دلوقت؟‏!‏ أجاب أبوحميد‏..‏ واللهي أنا أديلي فترة ماسمعتش عنهم حاجة ياجو‏..‏ ولقد رأيت فيما يري النائم‏..‏ أنهم يراجعون أوراق إجاباتي من أولي ابتدائي لغاية ما خلصت الجامعة وكان قرارهم أنني لا يجب أن أعيد السنة‏..‏ وإنما يجب أن أعيد ثلاثين سنة‏.


Thursday, August 16, 2007

إفرد وشك

بقلم يوسف معاطي
إفرد وشك
لا اعلم لماذا يحدث لى ذلك ؟! فى الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات السعيده ما أن ادخل المكان الملئ بالبهجة والسرور .. بعيد عنكوا .. قلبي ينقبض قبضة أعوذ بالله .. وترتسم على وجهي تكشيرة فظيعة وتبدو عليه ملامح الحزن والأسي .. مما يجعلني مطالبا دائما بالاجابة على ذلك السؤال المقيت .. مالك؟! مالك؟! فيه حاجة .. لأ بجد .. قول والواقع مفيش حاجة .. إنما هي سحنتي كده .. مما جعل بعض الخبثاء يهمسون بأشياء ليس لها ادني علاقة بالحقيقة فبعضهم يقول .. أصله كان بيجب العروسة وقلبته واتجوزت غيره .. وآخر يقول .. أصله كان بيحب الرقاصة وسابته وشافت مصلحتها .. وأحاول قدر استطاعتي أن ابدد هذه التكشيرة التي لزقت فى خلقتي كالوطواط دون أى سبب يذكر فلا استطيع .. إذن أنا مكتئب .. إنما من ايه بس ؟! ان اغاني الأفراح وأعياد الميلاد تصيبني باكتئاب حاد ولم اعرف سبب ذلك حتي كتابة هذه السطور .. وقد تعود الاصدقاء - على ما يبدو - على كآبتي فى أفراحهم فأجلس مطرقا حزينا صامتا .. ولا انطق طول الفرح سوي بكلمه واحدة .. أظل اكررها .. لأ مفيش .. طالما ان كل ما يمر بي يتوقف عندي ويسألني مالك .. فيه حاجة؟! مالك ؟! وربما تهون المسألة عند هذا الحد فهو فى النهاية فرح يأكل فيه الناس ويشربون وربما لا يلتفت معظمهم لكئيب مثلى ! انما الطامة الكبري - خليكوا معايا - أنني سبحان الله اذا دخلت عزاء أو مأتما أحاول ان ارسم على وجهي ملامح الجد والوقار والنكد ولكن الشيطان الله يلعنه .. يجلعني اسخسخ على روحي من الضحك !! وده منظر برضه ؟! امسك نفسك بأه واصدقائي الله يلعنهم يساهمون فى ذبك فهذا يغمز لى من تحت نظارته .. وهذا يخرج لى لسانه .. يارب فوت الليلادي على خير .. لن أضحك وعلام اضحك؟ّ يا اخي خلي عندك دم أقول ذلك لنفسي ان محاولتي لكبت الضحك ومنع نفسي من الابتسام تجعل الضحكة وكأنها واقفة فى زوري ياخبر اسود .. ستطلع .. أحول الضحكة الى كحة .. وأضع المنديل على فمي .. يظنني أحدهم ابكي من التأثر ..يربت على كتفي .. شد حيلك .. ياعم ابعد عني انا مش ناقصك !! وقررت من يومها أن اتحكم فى عضلات وجهي فلا داعي ان اغمهم وأصيبهم باكتئاب فى الأفراح .. ولا داعي لأن تجعلني فشتي العايمة فى المأتم مسخرة أمام الجميع .. وقفت امام المرآة .. وقلت لنفسي ياللا .. أحب اشوف سعاده وانبساط وروقان .. وفتحت فمي .. وبانت اسناني .. ثم ابتسمت عيناي .. كويس .. حلو ده .. ده مش وحش .. أشوف ده تاني .. وش الأفراح .. وريني كده وش المياتم .. اغلقت فمي .. وعقدت جبهتي .. وأغرورقت عيناي .. مش وش .. أشوف ده تاني .. وش أفراح .. وش مياتم .. ورا بعض .. عشان أخلص العزاء واطلع على الفرح علطول وافقت على صوت ابنتي وهي تصفق فى سعاده ضاحكة بابي واقف قدام المراية وعمال يضحك ويكشر .. الله .. ده بابا ده بيعمل حاجات .. ردت عليها زوجتي بشخطة .. بنت قلت لك ميت مرة ماتقليدش بابي .. ثم دخلت عليا وقالت أظن ما يصحش اللى انت بتعمله قدام البنت ؟! ولما لم اكن انوي ان ادب خناقة معاها .. اديتها وش أفراح وقلت باسما .. وفيها ايه يا حبيبتي مانتى بتقفي قدام المراية ثلاث سنين تحطي ماكياج .. أنا رايح فرح وبأجرب وشي قبل ما أنزل .. فثارت أعصابها أكثر وقالت لى .. هو احنا ناقصيين جنان ربنا يشفي .. قلت لنفسي ماذا تقصد زوجتي ؟! هل تقصد أنني مجنون ؟! وهل تحاول أن تفهم ابنتي أن اباها - المحترم - فى الطراوة؟! لأ .. أنا لن اقلبل ذلك .. الست دي ماينفعش معاها وش أفراح .. رحت مديلها و مياتم .. انتهي برزعة باب تاريخية وأنا اردد جملتي الشهيرة وديني مانا قاعد فى البيت .. تلك هي المرأة فى كل العصور .. ألم تقل كليوباترا لوصيفتها شارميان حين أخبرتها ان انطونيو بالباب .. شوفيه عامل ايه ؟! لو كان مبسوط قوليله ان انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشي وزهقانة ومخنوقه .. واذا كان متضايق قوليلع اني بارقص والفرحه مش سايعاني .. المهم ذهبنا الى العزاء وعملنا الواجب بوسش مياتم معتبر - جعلني نجم العزاء بلا منافس .. جلستي الوقورة الحزينة جعلت الجميع يعتقد انني قريب المرحوم برغم اني عمري ما شفته .. وخلعت بأه على الفرح .. ركبت وش الافراح .. وأشعت جوا من البهجة فى الفرح لدرجة أن المعازيم كانوا بيباركولى أنا .. وصرت مطلوبا الآن كنمرة أساسية فى معظم أفراح أصدقائي .. وأخيرا غلمت ان ادارة الجوازات البريطانية قررت منع الابتسام فى الصور التي تلصق على جوازات السفر وذكر المسئولون فى ادارة الجوازات ان الصورة يجب أن تظهر صاحبها وهو ينظر الى عدسة الكاميرا دون اى تعبيرات على وجهه وأن يكون فمه مغلقا .. ولما كانت هذه المعايير الدولية التي اتفق عليها فقد صار اخوكم فى مشكلة حقيقية .. فانا فاشخ ضبي فى صورة الباسبور وضارب وش افراح عالى قوي .. فاذا اضفنا الى ذلك .. ان الجنسية مصري عربي .. فلكم ان تتخيلوا المرمطة التي سأتمرمطها فى المطارات .. وهو يحلقون فى صورتي .. الاخ عربي .. ومبتسم كمان ؟! نهارك اسود .. ولذلك أنصحكم يا اخوتي .. ان تغيروا صور الجوازات حسب المعايير الدولية .. وليكن الوش فى الباسبور كما تريده بريطانيا و أميريكا .. وش مياتم !!

Sunday, August 12, 2007

بختك يابو بخيت

بقلم يوسف معاطي
بختك يابو بخيت


لقد فعلت ذلك طول العام الماضي .. لا اعلم لماذا فعلت ذلك ربما بدافع من الحماقة أو من الفراغ أو من التفاهة أو ربما لأثبت لنفسي شيئا أنا لا أحتاج فيه الي اثبات وهذا ((الذلك)) الذى فعلته رغم العناء الكبير الذي بذلته فيه لم يؤد الى نتيجه مختلفة عا كت متأكدا منه ... يالفضول القراء .. تريدون طبعا ان تعرفوا ذلك (( الذلك )) الذى فعلته رغم انني أشرت بوضوح انه لم يؤد الى شئ .. تعلمون طبعا اننا جكيعا حريصون على أن نقرأ البخت وما تتنبأ به الابراج كل يوم ولا تنكرون بالتأكيد أننا نتأثر بما نقرأ حتي لو كنا نردد دائما .. ياعم ده كلام فاضى .. ثم تسعد جدا حين تقرأ يادتك أن مالا فى الطريق إليك أو أن مفجأة سارة ستحدث بك اليوم أو لقاء عاطفى مع الحب القديم .
والذى فعلته انني خصصت أجنده من اجندات 2004 التي يمنحنا إياها البعض مع كارت لطيف مكتوب عليه كل سنة وانت طيب لكي ادون فيها يوميا ماهو مكتوب فى الأبراج فى الجرائد الأربعه والتي تخصني انا تحديدا .. برج العذراء
ولقد نقلت بختي من الجرائد بأمانة تامة دون أن أضيف من عندياتي أى اضافات اتمناها .. ولقد حدث كثيرا أن عيني راحت على كام بخت كده مكتوبيين للجوزاء وللأسد .. ولكني استغفرت الله فى آخر لحظة وتمنيت لأصحابها أن ينالوا ماهو مكتوب لهم .. قانعا ببختي الذى أرادته لى جرائدنا القومية ولم اهتم بأن أدون بختي المكتوب فى بعض الجرائد المستقلة أو المجلات العابرة .. فأنا رجل اكتب فى صحف الحكومة ولا أقرأ الا صحف الحكومة وهذا طبعا من بختي .
وفى مراجعة بسيطة لبختي فى العام المنصرم وجد أن هذه الجملة تكررت 17 مرة .. (( مال وفير فى الطريق إليك )) !! طبعا انتم تتوقعون الآن ان هذا ما يحدث .. لا لقد حدث فعلا .. فتلك هي عدد المرات التي ميلت فيها على حبايبي طالبا سلفة .. ولم يردني أى منهم خائبا .. وانتهز هذه الفرصة لأهنئهم بالعام الجديد , ولقد تكررت جملة أخري نحو 9 مرات .. (( صديق يقف الى جانبك فى محنة )) .. وهذا أيضا حدث فعلا حينما كان يضج الدائنون ويفيض بهم ويطالبونني بما استدنته منهم كان يظهر دائما ذلك الصديق الشهم الذيشيل الليلة ويدفع لهم محولا الديون عليه هو مما جعلني أقرأ فى بختي بعدها .. ( اليوم تفقد صديقا عزيزا ) وانى لانتهز الفرصة مرة أخري وأقول له .. وهو عارف نفسه اللى عند أبو حجاج عمره ما يروح وفرجه قريب وقد تأرجح بختي فى خلال العام كما تأرجحت مشاعري وحياتي ..ولكني كنت أتقبل ذلك بكل رضا ودون أى اعتراض .. فذات مرة قال لى البخت (( تستحق ما حدث لك .. لإنك اناني ))
ولكن (( أقول لنفسي ماذا فعلت ؟! اناني ازاي ؟! ده انا اللى فى جيبي كله لغيري.. ومرة بعد 18 ساعة عمل متواصل بلا نوم يطالعني البخت قائلا .. (( اترك الكسل واتجه الى الحياة )) .. روحت مطبق يومين صاحي .. ويوم أن حصلت على جائزة فى الكتابة وأنا فى قمة سعادتي كان البخت ينصحني بأن أخرج من دائرة الاحزان وان ماحدث لن يتكرر ان شاء الله .. أما البخت الذى تكرر كثيرا ولم يحدث أبدا .. (( تزداد دقات قلبك مع حب جديد ))
ونحمد الله على ان زوجتنا لا تؤمن بالأبراج والا لقرأنا فى بختنا .. ان كل شئ قسمة ونصيب .. ولقد قرأت ذات مرة (( مناقشة مفيده مع شخص أكثر منك خبرة ونضجا )) زكان ذلك هو اليوم الذى قضيته بالكامل مع ابنتي التي لم تكمل الخامسة من عمرها بعد ..
ولقد سعيت لمعرفه هؤلاء الذين يكتبون الأبراج .. محاولا ان اكسب صداقتهم وودهم .. حيث أن لى طلبات معينة فى بخت 2007 أكون سعيدا بحق لو كتبوهالى.. واني اناشدهم من هنا أن يتوصوا شوية ببرج العذراء السنة دي .. ولقد علمت ان وزيرا كان يؤمن بالأبراج بشكل كبير .. لدرجةقراراته وإمضاءاته ومزاجه العام كان يتوقف على ماهو مكتوب فى برجه .. وقد استطاع احد الخبثاء فى الوزارة أن يصل بطريقة ما إلى هؤلاء الذين يكتبون الأبراج - كما احاول ان أفعل انا الآن - وان يمليهم بنفسه تلك الجمل التي تسعد معاليه .. من نوعية .. (( تستحق كل التقدير بسبب عطائك الكبير )) (( رؤساؤك راضون عنك تماما )) (( الكل يدوعن لك بطول العمر)) وكان معاليه يبتهج حقا حينما يقرأ ذلك .. وحينما كان الجو العام يبشر بتغيير وزاري وشيك كان معاليه فى قمة القلق والتوتر والعصبية .. وكان البخت دائما فى صفه يحاول ان يسانده .. فكان بخته جملا من نوعية (( لاتقلق أبدا ستحقق ما تصبو إليه )) .. ومرة كتبوا له (( لن يزحزك مخلوق من مكانك )) ومرة أخري.. (( لايوجد أفضل منك فى موقعك )) .. وكانت هذه الجمل بمثابة مسكنات .. تسعده قليلا ثم يعود ويكتئب ويتوتر ... مما جعلهم يكتبون له مباشرة بأه (( معاليك مكمل فى الوزارة الجديدة)) ودخل عليه مدير مكتبه باسما وفى يد الجريدة .. مبروك يا فندم معاليك مكمل فى الوزارة الجديدة , وفرح معاليه كل الفرح .. هما أعلنوا التشكيل ؟ فقال مدير مكتبه .. لأ يا فندم مكتوب فى البخت .. ولكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي الأبراج وأقيل معاليه من منصبة ولم يعد برجه يكتب فيه مثل هذه العبارات بعد ذلك ولكني لاحظت أن جملة اخري مكتوبة فى برج آخر تقول .. انت الرجل المناسب فى المكان المناسب .. وعرفت فورا ... الوزير الجديد برج ايه !!

Thursday, August 9, 2007

نعم حبيبي نعم

كتب يوسف معاطي
نعم حبيبي نعم



لم تذكر لنا البرديات القديمة فيما إذا كان الملك خوفو قد عمل استفتاء للشعب المصري أيام الأسرة الرابعة في الدولة القديمة حول فكرة بناء الهرم الأكبر لكني اعتقد أنه فعلها ولابد أن المصريين القدماء أجدادنا قالوا نعم طبعا‏..‏ ولم يكن أمام المصري القديم ايام خوفو خيار آخر سوي نعم فقد كان الاستفتاء الفرعوني هكذا‏.‏

إذا كنت توافق علي بناء الهرم قل نعم وإذا لم توافق قل نعم برضه أحسن لك‏,‏ وقد كان المصري القديم أيام الدولة الفرعونية يعلم أولاده ويربيهم علي أن يقولا نعم دائما ليضمن لهم حياة آمنة ومستقبل رائع‏..‏ فهذا أب فرعوني يدلل ابنه الصغير سامح‏..‏ قول ياسامح ياحبيبي‏..‏ نعم‏...‏حاول ان تنطقها‏..‏ نعم هذا قبل أن يتعلم كيف يقول بابا وماما‏,‏ وتضحك الأسرة كلها سعيدة بالولد الذي بدا مبشرا بذكاءه الخارق‏..‏ وتشير الأم إلي الأب وتسأل سا ـ رع‏..‏ مين ده ياحبيبي؟‏!‏ ينظر الولد نحو ابيه ويقول بطفولة جميلة‏..‏ ده نعم أجيبب لك تأكل أيه يامتنايا؟‏!‏ يرد الطفل‏..‏ آمل‏.‏ نعم‏...‏ وبنيا الأهرامات المعجزة التي أذعلت الدنيا كلها‏..‏ وظلت كلمة نعم هي الكلمة السرية التي صنعنا بها مجدنا وحصارتنا لآلاف السنين‏..‏ السلطة تحبها‏..‏ والشعب لايحرمها من نعم أبدا وقد اشتق المصري من نعم مفردات أخري تؤدي إلي نفس النتيجة‏..‏ فنحن مثلا نقول حاصر‏..‏ يعني نعم‏..‏ وكلمة حضار بها مغزي مصري عبقري‏..‏ فمعني أن أكون حاضرا معناه نعم علطول‏..‏ ان مجرد الحضور هو موافقة‏..‏ ثم اشتققنا كلمة جديدة‏..‏ أيوه‏..‏ وأيوه طبعا يعني نعم‏..‏ واذا قلت نعم ستجد من يطول لك فورا نعم الله عليك‏..‏ هكذا هذه هي جائزة نعم ان تنهال عليك نعم الله سبحانه وتعالي‏..‏ ثم افرض يعني أنك لا تريد أن تقول نعم‏..‏ ما هو فيه ناس مجانين برضه لا تقل شيئا‏..‏ اصمت‏..‏ والسكوت علامة الرضا‏..‏ يعني إذا حتي لم تقل نعم‏.‏ فأنت تعني نعم‏..‏ ولفظة اخري تعني نعم‏..‏ وهي ماشي لاحظوا معي بلاغة التعبير‏..‏ ماشي‏!!‏ إن المصري لا يريد أن يوقف سير الأمور‏..‏ ماشي ياسيدي ونحن نهز رءوسنا للأمام دائما‏..‏ لتعني نعم‏.‏ ونرفع ايدينا في مجلس الشعب‏..‏ لتعني موافقة‏,‏ ومنذ قامت الثورة ونحن ننتخب رؤساءنا يوم الاستفتاء ونقولها‏..‏ نعم‏,‏ وكانت النتيجة دائما‏99.9‏ في المائة‏..‏ وبنينا السيد العالي وبرج القاهرة وانتصرنا في حرب أكتوبر‏..‏ وحينما قرر الرئيس السادات أن يذهب إلي إسرائيل ويعلن مبادرة السلام‏..‏ هل فعلها هكذا‏..‏ دون أن يستفتي شعبه؟‏!‏ لا طبعا وعمل استفتاء‏..‏ أروح ولا ما أروحش؟‏!‏ وقلنا نعم‏..‏ روح ياريس‏..‏ ولايستطيع العالم أن ينكر أن شعبنا عفريت استفتاءات‏..‏ لهلوبة فعلا‏..‏ عنده حساسية مفرطة تجاه أي استفتاء تعمله الحكومة‏..‏ انه يشعر أن الحكومة تتحرش به أو تختبره‏..‏ نعم ولا لا‏..‏ ما ترد‏..‏ وبصياعة مصرية عبقرية يقولها‏..‏ نعم ياباشا طبعا وأنا اعتقد أن عملية الاستفتاء ترجع إلي عصر بعيد ربما قبل الملك خوفو ايضا‏..‏ ربما تعود إلي أيام الملك مينا موحد القطرين الشمالي والجنوبي‏,‏ والذي عمل استفتاء علي الاستفتاء‏.‏ وقال‏..‏ ؟؟استفتاءات ولا لا‏..‏ وخرج المصريون جميعا وقالوا نعم‏..‏ نعم طبعا يامينا‏..‏ وراح موحد القطرين علطول بأن القطر الشمالي يقول نعم والجنوبي يقول نعمين وعبقرية نعم في كونها كلمة مناسبة لكل أحوالنا‏..‏ في أي زمان ومكان عندك مثلا إذا تعبت شوية وشعرت بآلام مبرحة‏..‏ ماذا تقول‏..‏ تقول آه‏..‏ وآه يعني أية؟ يعني نعم‏..‏ وإذا كنت تكلم أحدا ولم يسمعك‏.‏ انه لا يقول لك انني لم اسمعك وماذا كنت تقول‏!!,‏ وإنما يقول‏..‏ نعم؟‏!‏ حتي برغم انه لم يسمعك ان يقول نعم برحته‏..‏ وإذا كلمت أحدهم علي التليفون يرفع السماعة ويقول نعم‏..‏ إنه موافق قبل أن يعرف حتي من الطالب وإذا اراد العربجي علي العربية الكارو أن يوقف الحمار ماذا يقول له‏..‏ ييس و‏YES‏ يعني أيه؟ نعم برضه بي بالانجليزي عرفتم بأه ياأخواني قيمة نعم‏,‏ وكم هي محفورة في قلوبنا تلك الكلمة السحرية‏.‏ عرفتم أم لا‏..‏ نعم‏!!‏ نعم طبعا‏.‏ كل هذا دار بذهني وأنا ذاهب يوم الاثنين الماضي لأقول نعم في استفتاء التعديلات الدستورية الجديدة‏...‏ولنتأمل أحرف الكلمة حتي نعرف روعتها نعم‏..‏ النون نفسي أقول نعم‏..‏ والعين عاوز أقول نعم‏,‏ والميم ما أن قلت نعم بأه‏.

Wednesday, August 8, 2007

الشاطرة ... تخبز

كتب يوسف معاطي
الشاطرة تخبز


لا اجد مبررا لهذه العلاقة العكسية بين ان يتقدم بي الزمن وتزيد سنوات عمري وبين ان يقل قطر رغيف العيش وحجمه ومساحته بهذه الصورة واني اسجل هنا للتاريخ وللأجيال الجديدة انني (( حضرت )) رغيف عيش كان قطره 30 سم يمكن تقسيمه بسهوله أربعة أرباع محترمه يصلح كل منها لكي يحتضن بسهولة قرصين طعمية كاملين بالسلطات.
أما أن يصبح رغيف العيش فى حجم القطايفاية فهي دعوة خبيثة لتحميره فى السمن وحشوه بأي حاجة لتحويله الى نوع من انواع الحلوي .. ولا استبعد ان تلتف حول رغيف العيش فى عيد ميلاد المحروس ابنهم .. عشاط يطفوا العيش..
ولم تكن المشكلة فى اى حقبه من حقب التاريخ المتوالية مشكلة عيش وانما كانت مشكلة غموس .. ويقول ابن بطوطة .. ان براميل العسل كانت فى كل مكان كأسبلة المياه يأخذ الفقير رغيف العيش الساخن من الفرن - بلامقابل - ويلقى بيه في برميل العسل .. ويتعشي وكان الفقير ايامها .. ابن محظوظة !!
وهذا الانكماش الذى حدث للرغيف من شأنه ان يجعلنا نلتفت للتجربة الايطالية الرائدة فى صناعة البيتزا .. ويصبح الرغيف بالطلب .. رغيف سمول .. ورغيف ميديوم .. ورغيف لارج ويجب علينا بأه .. أن نرشد استهلاكنا من العيش وان نتوقف عن هذا السفه والتبذير فى التعامل مع الرغيف .. فهذا يعمل اللقمة (( ودن قطنه )) وينزل بها الى طبق الطبيخ لكي يلمسه فقط ويصعد بها الى فمه قبل ان تنال من الطبيخ أكثر من المسموح لها به .. وهذا يعمل اللقمة مركبا شراعيا ويعوم بها فتتهادي على سطح الطبيخ .. وهذا يعمل فتة فتراه وهو يقطع العيش كأنه يفرق كوتشينه ويلقى بيها فى الشوربة وعليها الارز .. خلاص لنقف وقفة مع انفسنا .. ولنفكر جيدا قبل ان تمتد ايدينا نحو رغيف العيش .. وماذا سيضيرك يعني لو شربت الملوخية شربا أو عملت الفتة بدون ان تفت العيش او الارز او حتي بدون لحم من أصله وعليه فانا افترح الغاء هذا التعبير العامي الذى نستخدمه حينما نود ان نقول يعني اننا نعمل او نشتغل .. فنقول .. اكل العيش .. ولنبحث عن مفردات جديدة تعبر عن المعني .. دون الاغراق فى الخيال والمبالغة ..
ومع ذلك لاتزال حكومتنا تدعم الرغيف . وقديما كان الدولار يجيب له بتاع عشرين رغيف. اليوم صار يجيب له بتاع 140 رغيف .. مما جعل بعضهم يحول فلوسه كلها عيش ويهرب به خارج البلاد .. البعض قال انه متعثر .. والبعض الآخر قال انه متعجن او متحجر .. وقد اكد بعضهم ان فكرة الرغيف هي فكرة فاشلة من اساسه.. وقد عملت احدي شركات المياه زجاجة مياه صغيرة جدا .. اطلقوا عليها (( بوء مية )) وهي تناسب مواطنا تائها فى الصحراء أكثر مما تناسب مواطنا يعيش فى بلد يمر فيه نهر النيل من أوله لاخره.
واني اقترح على الافران فكرة جديدة .. وهي ان ينتج الخبز باللقمة وليس بالرغيف ولنسرع بهذا قبل ان تقوم الحكومة بتعويم الرغيف فقفز سعره فجأة الى خمسة جنيه .. وليكن شعار المشروع لقمه لكل مواطن .. ربما ان لقمة هنية تكفى ميه .. فيمكن تقسيم اللقمة أيضا الى مائة وحدة توزع فى عبوات مثل الكاندريل والسكرين .. تضغط عليها ضغطة واحدة فتنزل حباية العيش فوق طبق الفول .. ونبأه اتعشينا وبارك الله فيما رزق ..
ويتساءل البعض أين القمح المصري هذا الذى كانت مصر تفاخر به الدنيا كلها .. والذى كانت الامبراطورية الرومانية تعتمد عليه اعتمادا اساسيا حينما كانت مصر هي مخزن الغلال الذى يأكل من خيره كل الشعوب القديمة ..بل ان اغاني الفلاحين كلها كانت تغني للقمح .. القمح الليلة ليلة عيده يارب تبارك وتزيده .. والآن اختفت اغاني الحصاد وحلت محلها اغاني نانسي عجرم واليسا بعد انتشار زراعة الكانتالوب وخيار الضوبة .. وانا لا اعترض على الكانتالوب بصفة شخصية فليس بيني وبين الكانتالوب اى ضغينة فقط انا افكر بصوت عالى .. هل يمكن ان يفكر علماؤنا فى ان يصنعوا خبزا من الكنتالوب طالما انه متوافر بهذه الصورة .. ارجوكم لا تسخورا من افكاري .. فقد فعلنا ذلك ..فمن كات يصدق ان يسرب المواطن شيشة تفاحة .. أو شيشة كانتالوب لو فكر احدهم فى ذلك القرن الماضى لاتهم بالجنون .. لندرس الفكرة بهدوء ودون عصبية .. عيش كانتالوب نعم .. انا اعني جيدا ما اقول .. لقد قام احدهم بقلى قشر البطيخ فى الزيت وباعه على انه سمك فيليه واكله الناس .. واذ يعني لم يعجبكم الكانتالوب .. فكروا فى الموز ..ألم تلاحظوا انه صار طعمه ومذاقه بالضبط مثل لبابة العيش ..لنفكر فى الموز انهم يفعلون ذلك فى بلاد افريقيا .. عيش موز .. المهم الا نيأس .. ان نبحث عن حلول وقديما قالوا .. ان الشاطرة تخبز برجل حمار .. اه والله .. رجل حمار .. فكروا فى الموضوع

Monday, August 6, 2007

من البالطو بتاعي

كتب يوسف معاطي
من البالطو بتاعي



أغنية قديمة تتداعى لمسامعي دون أي مناسبة .. والأغنية
مرتبطة عندي بمرحلة الطفولة وبالشتاء القارس .. تقول
الأغنية بشجن غريب : الدنيا برد .. الدنيا برد .. وعم خليل
بيسقي الورد .. الدنيا برد يا عم خليل .. وبتسقي الورد ياعم
خليل .. كنت أسمعها فأتأثر جدا .. وأنا أتخيل عم خليل ذلك
الكهل النحيل وهو يسقي الورد في عز البرد وأنا أغوص بين
البطاطين والألحفة فأرثي لحاله .. برغم أنني لم ألتق بعم خليل
أبدا إلا انني قررت ألا أحذو حذوه .. وألا أفعل أي شيء في
الشتاء مستخدما كل الوسائل البدائية والتكنولوجية في التدفئة
.. من الخشب إلى الفحم إلى الدفايات والتكييفات .. حتى أصبح
شهر يناير بالنسبة لي من أكثر شهور السنة ارتفاعا في درجة
الحرارة .. وكنت أسميه شهر ( يانايم ) تعبيرا عن الحالة التي
أنا فيها طول الشهر .. وإذا حدث ـ وهذا لا يحدث إلا نادرا ـ
وخرجت لسبب قهري فالأشياء التي أرتديها تؤهلي بجدارة
لأن أذهب في بعثة إلى الاسكيمو كخبير في التدفئة .. وكنت قبل
خروجي أؤمن نفسي .. أكلم المكان الذي سأذهب إليه وأرتب كل
شيء .. أتأكد أنني سأجلس في ركن دافيء ليس به تيار هواء ،
وأنهم بدأوا بالفعل في إشعال النار كإجراء طبيعي لاستقبالي ..
وما أن أصل إلى المكان وأنزل من السيارة .. تتحول المسافة
بين السيارة والركن البعيد الدافيء .. إلى صراع حقيقي مع الطبيعة ..
ألف الكوفية على وجهي وأنزل الطاقية الصوف على جبهتي ..
وأقطع المسافة جاريا .. ما أروع الدفء .. إن استمتاعي بالحرارة
وتلذذي بها يجعلني أعتقد أن قيس بن الملوح حينما ذهب لليلى العامرية
لم يكن في نيته لا حب ولا جواز ولا ليلى كانت في دماغه .. ده
راجل بردان ولابرد في الجزيرة العربية بعيد عنكوا سم بيدق في
المفاصل علطول .. ولذا فقد فهمه أبو ليلى .. وقالها له بصراحة
في وشّه .. جئت تطلب نارا أم جئت تشعل البيت نارا ؟! والذي
يؤكد كلامي أن قيس بمجرد ما أخذ ( المنقد ) فيه النار والعة
وموهوجة راح مادد إيديه ـ أنا بعمل كده ـ وفاردهم على النار ..
وصرخت ليلى .. ويح قيس تحرقت راحتاه.. وما شعر !!
ولذا فأنا أبدأ الاستعدادات للشتاء من شهر سبتمبر أنزل الشتوي
وأحطه كده قدامي وأقعد ألقط فيه كده على خفيف .. النهاردة
أخطف بلوفر ع القميص .. بكرة أشقط جاكيت .. ويندهش من هم
حولي بلوفر في عز الحر !! ولا أعبأ بسخريتهم .. فانا مثل هيئة
الأرصاد .. أشعر بالموجة الباردة وهي آتية من أوروبا قبل أن
تصل إلينا بشهور .. تستطيع أن تقول إن بيني وبين القطب الشمالي
عمار .. وبين كل البلوفرات والجاكيتات والشرابات الصوف ..
لا أعتزّ ولا أقدّر سوى ذلك البالطو الصوف العظيم الذي أحتفظ
به منذ سنوات طويلة .. صوف إنجليزي عتيق كان تشرشل يرتدي
أخوه أيام الحرب العالمية الثانية .. وقد فشلت كل محاولات زوجتي
للتخلص منه لأنه موضة قديمة .. وكم حاولت أن أقنعها أن البرد
مافيهوش موضة .. وأنني حينما أرتديه يخفيني تماما حتى أن أحدا
لا يعرفني .. ولكنها أكدت لي أن الناس لا تعرفني إلا بالبالطو ده ..
لأن منظره يكسف .. فقلت لها إنني لم أخدعها .. لقد تزوجتني وأنا
بهذا البالطو .. وعليها أن تتقبلنا نحن الاثنين معا .
يا أخي ما أن يدخل الشتاء .. حتى تبدأ المشاكل .
ولقد أيقنت دائما أن علاقة كبيرة تربط بين عاطفتنا نحو المرأة وبين
الطقس وقد استعار الحب تعبيرات مناخية طقسية حتى أن لفظ الحبيبة
استعاض عنه العشاق بتعبير ( الجو ) وظل هذا التعبير ( شغال ) ربما
حتى نهاية القرن لاماضي .. قبل أن يستبدله عشاق القرن الواحد والعشرين
بتعبير ( ... ) .. وتلك العلاقة بين الحب وهيئة الأرصاد هي التي جعلت
فيروز تصرخ صرختها المدوية .. حبيتك بالصيف .. ثم تعود وتصرخ
حبيتك بالشتى .. وهو نوع من الذل تذل به حبيبها وتعايره لأنها أحبته
في الصيف بحرّه وعرقه .. وفي الشتاء ببرده وزكامه .. بينما يختلف
الموقف مع سعاد حسني التي أحبت في الربيع والجو بديع وقالت له
ببساطة .. بوسه ونغمض وياللا .. وقد ظلت هذه العلاقة العاطفية المناخية
الغنائية ظاهرة ثابتة في حياتنا .. رغم أن أغانينا ـ ما أكذبها ـ أحيانا تميل إلى
المبالغة .. فلا أعلم ما الداعي لأن يكتب أحدهم .. حلاوة شمسنا وخفة دمّنا ..
والجو عندنا ربيع طول السنة .. هل يكتب ذلك لكي يفرس واحدا مثلي ؟!
هل يكتب ذلك مثلا لأنه يعيش خارج البلاد أم أنه من شعراء المهجر .. أخذنا
النوة في الإسكندرية فوق راسنا وقالوا إنها نوة قاسم .. وتحملنا الرياح الشديدة
والمطر الغزير والرعد والبرق .. ورزع الشبابيك وانقلاب الدواليب .. وقلنا
كما قالت فيروز .. في أيام الشتى .. ثم فجأة وبدون أي مناسبة وأنا قابع بداخل
البالطو الصوف بتاعي ـ لما تيجي فرصة ح أعرفكم بيه أكتر .
خيل إلي أنني أسمع صوت زوجتي آتيا من بعيد .. وهي تصرخ .. انت مجنون ..
حدّ ييجي اسكندرية في عز الشتاء !! يعني هيه الكتابة ما حبكتش معاك إلا في
التلج ده !! ما قلت لك نروح شرم .. و .. مالي لا أسمعها بوضوح برغم أنها
جالسة في المقعد المجاور ؟! يمكن قاعدة في حتّة مافيهاش إرسال ..
ولكنها قامت وفتحت أزرار البالطو العظيم الذي أرتديه وشالت الياقة المرفوعة
على أذني وقالت إنت سامعني .. قلت لها أيوه كده سامعك كويس .. قالت : لازم
نروح شرم .. قلت لها .. حاضر . لكن من الذي سيخرج من البالطو في هذا
الصقيع ويذهب ليحجز لكم .. قالت اتصل بالتليفون فصرخت فيها .. انت
اتجننتي .. انت عاوزاني أطلع ايدي من جيوبي كمان .. وكالعادة قامت
المدام بكل الإجراءات وسافرنا إلى شرم .. وما كدت أنزل من الطيارة ..
بعيد عنكو .. إيه ده .. درجة الحرارة تصل إلى درجة الغليان .. ما هذا ..
جهنم !! كانت الحرارة قد ارتفعت بصورة غريبة والتهبت الشمس كأننا
في عز أغسطس وقالوا إنها الموجة الحارة القادمة معرفش منين .. خلعت
البالطو العظيم بتاعي ـ معلش مش وقته أحكيلكم عنه ـ ولبست فانلة نصف
كم وشورت ومش طايق نفسي .. قال خبراء الأرصاد .. إن يوم السبت والأحد
كانا شتاء قارسا جدا يصل إلى درجة الصقيع .. ونصحونا نلبس ونتقل .. أما
يوم الاثنين من بعد الساعة تسعة كده صيف حار جدا وحذرونا من ضربات
الشمس ونصحونا أن نتخفف .. إنما يوم التلات من 8 إلى 12 .. ما نضمنش
ح يحصل إيه يبأه ما نخففش احتياطي .. أما يوم الأربع فهو جو خريفي كئيب ..
بلاش تقعد في البيت منعا للمشاحنات العائلية .. يوم الخميس بأه .. تراب وعفرة ..
وزعابيب .. هكذا .. فصول السنة كلها في أسبوع ..
أخذنا برد اسكندرية وحر شرم الشيخ .. كنت أنوي أن أعرفكم بالبالطوبتاعي
ومدى اعتزازي به برغم سخرية الآخرين منه .. إلا أنني أعتذر لأن موجة
البرد عادت مرة أخرى وأنا أكتب لكم الآن .. من داخل البـــالطو ..

Sunday, August 5, 2007

وطي صوتك انت فى مارينا

كتب يوسف معاطي
وطي صوتك انت فى مارينا

حاضر‏..‏ خلاص‏..‏ فلقتوني‏..‏ و‏..‏ ذهبنا الي مارينا‏..‏ ولأنني لست مارينيا اصيلا كنت مضطرا الي التنكر في هيئة مارينية حتي لا أكسف المدام والاولاد أمام المارينز أعني المارينيين‏..‏ ارتديت شورت بلو بتلتميت جنيه‏(‏ والنعمة الشريفة‏)‏ علي تي شيرت روز‏..‏ مع شبشب ستايل ونضارة‏..‏ وكاسكيتة‏..‏

باختصار الطقم الذي ارتديته هذا كلفني ما يوازي بالضبط راتبي في الاهرام عن كتابة مقالات لمدة سنة ونص‏..‏ كان الشاطيء الذي قبلني علي مضض شاطئا خاصا يقف علي بابه بودي جاردات يتأملون الداخلين‏..‏ ودخلت المدام بكل ألاطة‏..‏ وخلفها ابنتنا‏..‏ والاصدقاء‏..‏ وما ان جاء دوري أنا حتي وجدت يدا تنزل أمامي‏..‏ ويسألني صاحب الذراع القوية‏..‏ الباشا داخل لمين ؟‏!‏

يبدو ان شكلي برغم التنكر كان يبدو عليه البيئة برضه‏..‏ الراجل ده عبيط ولا ايه هو مش شايف الشورت‏,‏ ولم ينقذني من الموقف إلا البودي جارد الآخر الذي كان عنده خبر بي‏..‏ وقال لزميله سيب الباشا ده تبع شريف بيه‏..‏ وشريف بيه صديقي الذي عزمني هو ماريني قديم غارق في مارينيته يحب دائما ان يلم حوله صفوة المجتمع‏,‏ ويبدو أنه اعتبرني ولا اعرف لماذا اعتبرني واحدا من الصفوة فدعاني إلي الشاطيء الخاص‏..‏ وسمعت البودي جارد الذي منعني من الدخول يقول لزميله مندهشا‏..‏ ده يوسف معاطي‏!!‏ أنا معرفتوش‏..‏ يبدو أن تنكري الذي تصورت انه سينفعني هو الذي كان العقبة في دخولي‏..‏

والحقيقة‏..‏ الشورت ما كانش بتلتميت جنيه هو كان في حدود متين وخمسين‏!!‏ قالت لي المدام وهي سعيدة بالمكان كان بيقولك ايه البودي جارد‏,‏ قلت لها لا بس كان عاوز يتصور معايا انتي عارفة المعجبين ورذلتهم بأه‏..‏ نظرت نحوي بغيظ ثم قالت‏..‏ طلع الفانلة برة الشورت‏..‏ قلت لها‏..‏ بس عشان ماركة الشورت تبان‏..‏ ده انا دافع دم قلبي فيه‏..‏ جلسنا تحت الشمسية وانخرطنا بسهولة بين المارينيين حتي لو انك كنت معنا لم تكن تستطيع مهما أوتيت من قوة الملاحظة ان تفرق بيني وبينهم‏..‏

لا اريد أن أذكركم ان الشورت لوحده بمتين جنيه فهذه معلومة وصرتم تعرفونها جيدا‏..‏ كانت المايوهات البكيني تمر أمامنا‏..‏ كأسراب الحمام واحدة تلي الأخري في ايقاع متناغم وكأن جاد شويري هو اللي قال لهم يعملوا كده‏..‏ قالت زوجتنا‏(‏ وهي مارينية التوجه‏)‏ متأففة وهي تنظر حولها‏..‏ لأ‏..‏ الشاطيء ده لم خالص‏..‏ بأه بيئة قوي‏..‏ حدجتها بنظرة من طرف المبروكة‏(‏ عيني‏)‏ إذ لا أعرف لماذا شعرت انني المقصود بتلقيح الكلام ده‏..‏ واطمأن قلبي حينما وجدتها تنظر نحو بعضهم وقالت‏..‏ لبسهم رخيص قوي‏..‏

قلت لها‏..‏ هو فين لبسهم ده‏..‏ أنا مش شايف حد لابس اي حاجة‏..‏ قالت‏..‏ ما انا باتكلم عن المايوهات‏..‏ مر بائع الفريسكا‏..‏ وهتفت ابنتنا كالعادة‏..‏ عاوزة فريسكا‏..‏ وجاء الرجل من نفسه كده دون ان أدعوه واعطاها للبنت كأنه بابا نويل‏..‏ و‏..‏ لكن بابا الحقيقي الذي هو أنا يجب ان يدفع‏..‏ كام يابابا ؟‏!‏ ثلاثين جنيه‏..‏ قبل ان أهم بان افاصل الرجل الحرامي‏..‏ زغرت لي زوجتي وهمست في غيظ‏..‏ خللي بالك‏..‏ انت في مارينا‏..‏ حاضر‏..‏ ومر بائع البطاطس‏..‏ وعهتفت ابنتنا‏..‏ عاوزة بطاطس‏..‏ وفي ثانية كان من نفسه كده يدس قرطاس البطاطس في يد البنت‏..‏ و‏..‏ عشرة جنيه‏..‏ ثم ساندوتشات سوسيس‏..‏ وخمسين جنيه‏..‏ هكذا‏..‏ ولا تأكل ابنتنا سوي قضمة صغيرة من كل حاجة ثم تنفلت بحركة مارينية اصيلة وتترك كل هذا او تجري علي البحر‏..‏ وأنا كان دوري أن آكل بقايا المفعوصة مش نعمة دي‏!!‏

فيه ناس مش لاقية العيش الحاف‏..‏ همست زوجتنا في اذني بحدة وطي صوتك‏..‏ أنت مش قاعد ع القهوة‏..‏ انت في مارينا‏..‏ وفجأة مرت أمامنا امرأة ومعها رجل ماريني‏..‏ قالت زوجتنا‏..‏ دي سوزي‏..‏ صاحبتي‏..‏ وما ان رأتها سوزي حتي عانقتها‏.‏ وأزيك‏..‏ وعامله أيه‏..‏ وكله كويس‏..‏ وانجوي بأه‏..‏ وموبايلات والحاجات دي‏..‏ ثم قدمت لنا الرجل الماريني‏..‏ الذي كان مرتديا شورت نسخة طبق الاصل من شورتي ابو مية وخمسين جنيه وقالت لنا اشرف جوزي‏.‏ ولما كانت سوزي في العام الماضي قد قدمت لنا رجلا آخر بنفس الصفة‏..‏

همست لزوجتي‏..‏ هي مش كانت متجوزة واحد تاني طلع امتي ده‏..‏ فنظرت نحوي بغيظ وقامت‏..‏ وطي صوتك‏..‏ انت في مارينا‏..‏ جاءت ابنتنا تجري من البحر وخاطبتني بانجليزية سليمة متأثرة بالجو المحيط بها‏..‏ بابي آي ونت بي نت‏..‏ يعني عاوزة فول سوداني‏..‏ وردت عليها امها بانجليزية اغاظتني قليلا‏..‏ اوكيه دار لنج‏..‏ لاحظوا اني كل ده قافل بقي‏..‏ ثم فجأة مر بنا رجل ماريني ومعه امرأة رائعة‏..‏ وجاء نحوي وسلم بحرارة انت مش فاكرني‏..‏ أنا عصمت جوز سوزي‏..‏ اللي قابلتك السنة اللي فاتت اقدم لك هايدي مراتي‏..‏

همست لزوجتي‏..‏ هو عصمت وسوزي بيصيفوا هما الاثنين في مارينا وكل واحد معاه فردة جديدة‏..‏ صرخت زوجتي وقالت‏..‏ وبعدين‏..‏ انا قلت أيه‏..‏ وطي صوتك‏..‏ انت في مارينا‏..‏ وأخيرا جاء الرجل بتاع البي نت اللي هوه السوداني ليأخذ حسابه‏..‏ كام ياعم‏..‏ قال أربعين جنيه‏..‏ صرخت فيه بأه ما انا كاتم في قلبي من الصبح شوية سوداني قد كف البت بأربعين جنيه ليه كيلو السوداني لما يضربه الدم يعمل كام ياعم الحاج‏!!‏

والتف حولنا المصطافون وأنا كأني ماسورة وانفتحت‏..‏ توترت زوجتي‏..‏ وأخذت تشدني من الشورت ابو اربعين جنيه ولما فاض بها الكيل‏..‏ صرخت‏..‏ قائلة‏..‏ فضحتنا‏..‏ اقعد بأه ـ وامسك لسانك ده‏..‏ أنت ايه‏..‏ هنا‏..‏ همست لها بحدة‏..‏ وطي صوتك‏..‏ انتي في مارينا‏..‏ و‏..‏ عدنا

Saturday, August 4, 2007

قصة حياة يوسف معاطي

قصة حياة يوسف معاطي

أولا قبل ما انزل قصة الكاتب الساخر يوسف معاطي بتوجه بالشكر نيابة عنكم وعن نفسي
لحبيبه قلبي واختي وانتيمتي ايمان ( قطر الندي ) ورغم ان مليون
شكر ميكفوهاش .. لكن دي اقل حاجة بنقدمها ليها
بعد اما كتبت لنا قصة حياة يوسف معاطي
اللى اكيد ناس كتير وانا منهم
كانوا محرومين من القصة دي
ربنا يخليكي لينا يا ايمو وميحرمناش منك ابدا
********
انا عارف انكم زي مشتاقين نعرف قصة حياته
وانا مش هطول عليكم
وياللا نبدأ

يقف يوسف معاطى على قمة الادب الكوميدى والكتابه الساخرة منفردا..اضاء المسرح المصرى

بمسرحياته الكوميدية التى فجرت الضحك فى قلوب الناس,بعد أن شققتها الهموم والبطاله وجازر النازية فى فلسطين

هذا الكاتب الساخر لا يحب الضحك الغبــــــــي

وقد تلخص حلمه فى شيئين .. لقاء عادل امام , والكتابة فى الاهرام

يسافريوسف معاطي الى الجذور ويتحدث عن ينابيعه الأولى وفجرحياته:

ولدت فى السويس25 اغسطس سنه 1963 واتاح لى ذلك ان اشهد فى طفولتى المبكرة اثار حرب يونيو1967,حين اندلعت الحرب تركنا السويس وهاجرنا الى بورسعيد والهجرة كانت عنصرا اساسيا فى تشكيل وجدانى.

اذكر اننى وعمرى 14سنوات كان بيتنا فى منطقه المثلث وقد وعيت كل ماجرى حولى ورايت الحيرة فى عيون ابى وامى واخوتى وهم يفكرون فى الهجرة والمدهش اننى كنت اتدخل برأيى فى الحوارفكانوا يضحكون على افكارى الغريبة

ذهبنا الى بيت عمتى وبيت خالى فى بورسعيد ولم أكن سعيدا اننى اعيش فى بيت غير بيتى.

أبى كان موظفا فى المطافىء وكان مثقفا يستهين بثقافته ويتحدث بسخرية عن نفسه وكان يكافئنى علىتميزى باهدائى كتاب وليس لعبة

كنا اصحاب وكنت اجرأ اخوتى عليه فكانت الأسرة تستخدمنى فى ابلاغه الاشياء التى كانوا يخافون مواجهته بها

بعد النكسة استضافتنى أمال فهمى فى برنامجها الشهير (على الناصية) وعمرى خمس سنوات,لإلقاء قصيدة كتبتها ونشرت إحدى الصحف عنى ريبورتاجا عنوانه :طفل معجزة فى السادسه من عمره ونشروا قصائدى التى كتبتها فى ذلك الوقت.

أبى لم يشهد فترة نجاحى وشهرتى لكننى فى احيان كثيرة حين أصعد على المسرح لتحية الجمهور

ارى وجهه بين الناس واحس بوجوده معهم.

لم اعش طفولة جميله جميلة فى النادى والحدائق ولكننى عشت طفولة مليئة بالخوف من اصوات الطائرات ودوي المدافع عرفت ان هناك عدوا اسمه اسرائيل أجبرنى على الهجرة وعمرى 4سنوات كانت الدانات الفارغة هى اللعب التى ألهو بها ورأيت امى تطعم جرحي الحرب فى منزلنا

حدثنى اكثر عن العلاقه العائلية التى كنت جزءا من نسيجها؟

اعتبر اننى عرفت امى متأخرجدا فقد كنت عميلا لأبى وامى كانت امرأة بيضاء طيبة تطهى لنا الطعام وتغسل الملابس

لم اعرف حقيقة معدن امى الا لحظه وفاة ابى ,كان ابى قد اشتد عليه المرض وذهب فى غيبوبة وفجأة سمعته ينادينى فذهبت

مسرعا اليه وكنت انا مضحكه الاول وكوميديانه المفضل فمد يده ليعبث بشاربى عام 1985 ثم قال لى:

خلى بالك من ماما ,وفارق الحياة فورا.

لماذا اختارنى انا وانا اصغر اخوتى ليقول لى ذلك؟

لا ادرى فاخذت امى فى احضانى وهى تبكى احسست انها لم تعد امى فقط..صارت حبيبتى وابنتى وصديقتى

صارت كل شيىء بالنسبة الى فعملت لها برنامج (الست دى امى) وعملت لها كتابا كنت انفذ وصيه ابى

اذا وجدت فى برنامج حياتى اليومى راحه اهرول اليها كي اراها سمعت ابى يقول لعمى الذى جلس يعاتبه لانه لم يترك لنا مالا ولا عقارا قال له :انا عندى 4 عمارات واشار علينا ثم التفت نحوى وقال له يوسف دا عمارة كبيرة جدا

كان يمتلك قدرا كبيرا من الاحساس بما سأحقق دون ان يرى الشواهد التى حققتها

انا لم اتكلم عن ابى وهذه هى المرة الاولى التىاتحدث فيها عنه لقد تماسكت شهرا كاملا بعد موته ثم انفجرت بعد ذلك فى بكاء مرير عليه ظللت ابكيه بكاء متواصلا من العاشرة مساءا حتى العاشرة صباحا

الشيىء الاخر الذى اثر فى وجدانى اننى فقدت اختا عمرها 24سنه كانت خفيفه الظل وشديده الحب لى نتخانق ثم تقول لى

عند خروجى من البيت البس فانله داخليه عشان هتاخد برد..بعد موتها كلفتنى الاسرة بابلاغ ابى بالنبأ الحزين قلت له اعلم انك ستتماسك لكن انا خايف على امى من الانهيار فتماسك وصمد

ذات مرة راني اقرأ روايه الذباب لسارتر فقال لى :اليس هذا هو الكاتب الوجودى الملحد؟ ثم اضاف

اقرأه.. لكن حذار من اعتناق افكاره او غيره,احرص على اعتناق افكارك انت.

ماذا عن هواياتك المبكرة فى تلك المرحلة؟

هوايتى المبكرة كانت القراءة كنت قارئا نهما كان عم حمام بائع الجرائد والمجلات يمر فى العاشرة على البيت كنت انتظره من الثامنة صباحا

كنت احرص على الا تترك بصمتى علامة ورقه المجله او الكتاب لان عم حمام سيستردها منى بعد قراءتها لبيعها لشخص اخر

وكان يحصل منى على مبلغ زهيد مقابل استعارتى لما اقرأ

كان دماغى هو مكتبتى كنت اقول : انا ماصدقت اتولدت ,عايز الحق اقرأ كل حاجه

الحب الاول

المرأة فى حياتك كيف تفتح وعيك على فتاه احلامك؟

اول قصه حب فى حياتى كانت وانا فى المرحله الابتدائيه احببت زميله لى ولم افصح لها عن حبى كان بيتها يقع فى منطقه بعيده عن بيتى فكنت امشى وراءها صامتا حتى تدخل بيتها ثم اعود الى بيتى

وقد احس ابى اننى اتاخربعد خروجى فسالنى عن السبب لكننى لم اصارحه الا ان سافرت هذه الفتاه مع اهلها الى احدى دول الخليج

وبقيت محطما عاطفيا بسبب بعدها عنى وقد تمنيت ان يخبرها اى انسان انى احبها فطلبت من صديق لى ان يحدثها فى امر حبى فذهب اليها واخبرها انه هو الذى يحبها

المدهش فى الامر اننى لم اشعر بالغيرة واتفقنا ان يحبها هو ثلاثه ايام وانا ثلاثه ايام فى الاسبوع وهكذا اقتسمنا المشى وراءها طوال ايام الاسبوع كانت مشاعر طفوليه جميله.

فى المرحلة الاعداديه كنت حريصا على التفوق فى الدراسه وقد بكيت فى احدى السنوات لانى حصلت على مجموع96% ولم احصل على 100%

فى المرحلة الثانويه احببت فتاه اكبر مني وكتبت عنها اشعارا كثيرة لكنى لم اعترف لها ايضا وقد تزوجت هذه الفتاه من ثرى عربى وحضرت فرحها لم تكن هناك تجربه حب حقيقى كانت تجارب شبه الحب.

اود ان اشير الى ان كل تجربه عاطفيه مررت بها كانت تجربه مستحيله وكاننى كنت اختار التجارب المستحيلة حتى لا تتم.

بـــــــــذرة شـــــــــاعر

هل مارست السياسه خلال سنوات الدرسه بالجامعه؟

مارستها وانا فى ابتدائى قبل حرب اكتوبر73

وكتبت قصيده اعلنت فيها رغبتى فى ان احارب لكن مشكلتى كانت كيف احارب؟

ومن اين احصل على بندقية استخدمها فى الحرب؟

لم تكن مخيلتى تعى سوى ان البنادق موجوده فى اقسام الشرطة فجمعت حشدا من اصحابى وانا فى سنة ثالثه ابتدائى

وتوجهنا الى قسم الشرطة ..دخلت على الضابط وقلت له : احنا عايزين نحارب .. فضحك من كلامى فقلت له بجدية :

لا. انا مبهزرش . احنا عايزين بنادق من للى فى القسم علشان نحارب.فقال لى: انت مابتعرفش تضرب بندقية قلت له:

هانتعلم... كان الضابط سعيدا بنا .

فى الجامعة .. كانت السياسة ممنوعة وانا دخلت الجامعة سنة 1980 كلية الالسن ومعهد الفنون المسرحية فى وقت واحد

ولأنى لم اكن خريج مدارس أجنبية فقد كنت احفظ القاموس . ولم تكن هناك فرصة للعمل السياسى لكنى كنت اقول شعرا فيه سياسة

وايامها كتبت قصيدة عن مصر , اقول فيها :

وماشى فى حواريكى

ومشتاق لك وانا فيكى

بدور فى عيون الناس

بدور بين قلوبهم لأجل الاقيكى

ومش عارف ..

بتوه فى رحلتى ليكي

واحد ماشى فى مصر يدور على مصر!

السياسة بالنسبة لك كانت وطنا ؟

كانت وطنا .. خصوصا اننى اعرف قيمة ان تترك وطنك وتهاجر.قيمة ان ترحل المعنى كان خطيرا جدا

وحتى فترة قريبة جدا لم اكن اؤمن بالسلام طوال سنوات الجامعة كنت رافضا لها .

لان الذين قبلوا افكار كامب ديفيد لم يهاجروا ولم تصم اذانهم اصوات الدانات

بدأت بهد ذلك حين كبرت انظر بشكل مختلف لهذه الامور.

كيف بدأ يوسف معاطى حياته العملية؟

كيف عاش اربع سنوات من الاحباط والفشل فى الالتحاق بعمل لانه لايمتلك الواسطه التى تجعله مذيعا او مرشدا سياحيا ثم كيف فتحت له الابواب المغلقه دفعة واحده فظل عاما كلاملا يخطف لحظات نومه على مقعد السيارة او بجوار تمثال فى متحف او داخل

مسرح الهوسابير.حين كانت مسرحيتى الاولى "حب فى التخشيبة"

وانطلق قطار النجاح بيوسف معاطى وسط هجوم الحاقدين عليه :فكتب مسرحياته "الجميلة والوحشين" وبهلول فى اسطنبول " و"لأ..لأ.بلاش كده" و "راجل انتيكة" و"عسل البنات و"بودى جارد"

وكتب افلامه الكوميديه "ياتحب ياتقب, والواد محروس بتاع الوزير , والانثى والدبور ,حنحب ونقب.

وكتب وقدم برامجه الشهيرة السنيد والكاميرا الخفية والست دى امى.

يتحدث يوسف معاطى عن حياته فيما بعد التخرج من الجامعه:

حين تخرجت من الجامعة كنت اجيد ثلاث لغات وانا حين ادرس لغة لابد ان اعرفها جيدا

لم تكن لدى نقود لاشترى الكتب فكنت اذهب للمكتبة لانسخها بخط يدى كنت انسخ روايات شكسبير لانى عاجز عن شرائها بالمال

لدرجة اننى حين درست اللغة الانجليزيه والفرنسية فى كلية الالسن التحقت بالمعهد الثقافى الايطالى لدراسة اللغة الايطالية

فكانت كل كلمة انجليزية اتعلمها اهرول لمعرفتها باللغة الفرنسية ثم اذهب للقاموس الايطالى لاعرفها.

عرضت علي وظائف ولم اجد نفسي فيها رغم ان مستقبلها المادى كان رائعا.

قالول لى :

ستعمل فى ريسبشن فى مركب سياحي وقفت يوما واحدا فى الريسبشن وحدث ان رانى زميل يعمل مرشدا سياحيا صافحنى بحرارة, وسألنى عن سبب وجودى فى هذا المكان ولما علم اننى اعمل موظفا بالريسبشن ,بدأ يعاملنى بتعال جرح كرامتي

فحملت حقيبتى وتوجهت الى مدير المركب الالمانى الجنسية وقلت له اننى ساترك العمل فاخذ يناقشنى

ثم قال لى احد المصريين الذين حضروا المناقشة: حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب

وقرر مدير المركب اعفائى من الريسبشن وجعلنى اعمل بان امده بافكارى فقط ! وامر بان تكون مهتمى ان افكر فى كيفية تنظيم

الحفلات التى تقام للسياح على المركب واقوم بتقديمها من خلال الميكروفون ونجحت فى هذه المهمه لاننى قدمت اشكالا مسرحية وكوميدية للسياح خلال هذه الحفلات , كانت لحظة اكتشافى لنفسى ولمواهبى , لانى كنت اعمل ما احب.

وخلال هذه الفتره تعلمت اللغة الهيروغليفية من جدران المعابد, وقرأت كل ما كتب عن الحضارة الفرعونية

ونفعنى ذلك فى كتاباتى الصحفية كنت اطمح للعمل مرشدا سياحيا وكنت امتلك حوالي 1500صورة لاثار مصر.

ووصل بى الامر اننى لو رايت رايت بابا اثريا لقلت لك على الفور ان هذا باب جامع كذا وتاريخه كذا

ولو رايت طوبة من جسم تمثال لقلت هذه من تمثال امنحتب الثالث مثلا.

عندئذ تركت عملى وعدت الى القاهرة لاتعمق فى رؤية اثار المتحف المصرى كنت اذهب يوميا من التاسعة صباحا الى الرابعة عصرا لاقف امام تمثال لادرس ملامحه وتاريخه وقد رسبت 4 مرات فى اختبارات المرشد السياحي لانى بلا واسطه

كانت حياتى هى ان اذاكر طوال الليل حتى الثامنة صباحا ثم اتوجه الى الغورية وجوامع شارع المعزوالحاكم بامر الله

كنت ادرسها كما لو كنت سامتحن فيها ماجستير ثم اتوجه بعد ذلك الى المتحف المصرى ثم الى سقاره حتى الرابعه عصرا

فاعود الى البيت منهمكا لانام ثم اصحو لابدأ رحلتى مرة اخرى ,سنة كاملة على هذا الوضع ثم ادخل الامتحان لأرسب

والسنة التى تليها هكذا 4 سنوات , وقدمت للعمل كمذيع فى التليفزيون ثلاث سنوات وفى كل مرة ارسب فى الامتحان لأنى بلا واسطة كل عام ارسب فى امتحان المرشد السياحى وارسب فى امتحان المذيع دون أن أيأس

وذات يوم قالت لى زميلة : ان هناك فرصة لسفرى للعمل فى بلد عربى كمترجم وانا كان هدفى ان انجح فى بلدى

كم تمنيت ان احمد زويل او ان مجدى يعقوب او فاروق الباز نجحوا فى مصر, رفضت السفر رغم ظروفى المادية الصعبة وفوجئت بنجاحى فى الارشاد السياحى ونجاحى فى التليفزيون فى وقت واحد.

كيف اكتشفت موهبتك ككاتب مسرحي؟

فى احد الايام كنت امشى فى الشارع فالتقيت باميرسيدهم شقيق جورج سيدهم كان يعلم اننى اخرجت فى الجامعة خمس مسرحيات

قال لى : انه يعد لمسرحيه فقلت له دعنى اخرجها لك فوافق وقال لى : اكتب انت فكرة الرواية ونبحث عن شخص يكتبها.

فعملت فكرة, وكان قد قدم سبعه افكار ل نيللى وحين قدم فكرتى لها قالت له: انا عايزة اعمل الفكرة دى . فاتصل بى وقال : فكرتك فازت .. سالته : من سيكتبها؟ قال لى : اكتبها انت .. قلت له انا اريد ان اخرج , قال : اكتبها اولا ثم نفكر فى الاخراج , وبعد كتابة الرواية فوجئت به يسند الاخراج ل سمير سيف

هكذا كتبت روايه "حب فى التخشيبة" التى لم تمثلها نيللى وحلت محلها دلال عبدالعزيز لكنى اظل مدينا لنيللى بدخولي عالم الكتابة المسرحية

كنت ابدأ يومي صباحا كمرشد سياحي حتى الرابعه عصرا , ثم اسافر الى الاسماعيلية لاقرأ النشرة الانجليزية فى القناة الرابعه باعتبارى مذيعا فيها , ثم اعود لى القاهرة لأتوجه مباشرة الى مسرح الهوسابير,لأحضر بروفات "حب فى التخشيبة" حتى الرابعة فجرأ وهكذا بقيت عاما كاملا لا أنام الا على كرسي لا اعرف طعم الفراش

الانسان المصرى يستطيع تحقيق المستحيل, لو كانت بداخله ارادة حقيقية.

لقد تغيرت تماما

كتب يوسف معاطي
لقد تغيرت تماما


لا أعرف كيف حدث هذا؟‏!‏ كل شيء تم في لحظة‏,‏ لقد تغيرت في لحظة واحدة‏,‏ صرت شخصا آخر‏,‏ أقسم بالله العظيم انني اندهشت من نفسي‏,‏ صرت حتي غريبا كما قال الشاعر العظيم أمل دنقل والحكاية انني كنت أضيق بالنقد‏,‏ أضيق جدا واعترف بذلك‏,‏ كان النقد يخنقني يملؤني بذلك الشعور بالاضطهاد‏,‏ وفجأة صار النقد يسعدني‏,‏ حتي الهجوم علي صار يفرحني جدا‏,‏ أفقت علي هذا الاحساس الرائع فجأة‏,‏ كمن يفيق من نوبة حرارة عالية علي العرق الغزير‏,‏ تخيلت لو انني طوال رحلتي في الكتابة لم يهاجمني أحد‏:‏ ماذا كان سيصبح مصيره‏,,‏ أتأمل بداياتي الركيكة واتعجب‏,‏ ماذا لو كانوا تركوني هكذا‏!‏ بالتأكيد كنت سأصبح الآن لاشيء‏,‏ لقد انقذوني من الهلاك‏,‏ وهل أنا الان صرت شيئا؟‏!‏

لاأعرف‏,‏ ربما لازلت مستمرا في ركاكتي واخطائي وهم لايزالون يهاجمونني إذن هناك أمل في أن أصبح شيئا يوما ما‏..‏ ولنفرض يعني انني عشت ومت دون ان أعمل شيئا له قيمة‏,‏ ألا يكفي انني حاولت؟‏!‏ ان المحاولة نفسها‏,‏ شيء لماذا لم أكن اتقبل النقد؟‏!‏ ان الانسان كائن يتنفس ويأكل ويشرب وينقد‏,‏ ألا نعترض نحن علي السيناريو الالهي الذي رسمه لنا الله سبحانه وتعالي‏!!‏ ألا نقول كان المفروض أن نصبح أغني من ذلك أو أسعد حالا‏!!‏ فما بالك بسيناريوهاتنا الركيكة التي نكتبها بعقولنا القاصرة ولانريد لأحد أن يعترض علي أي شيء فيها؟‏!‏ ألا ننقد نحن الحياة في كتاباتنا؟‏!‏ لماذا إذن نضيق بالنقد؟ حتي أعظم الكتاب ضاقوا بالنقد وبالنقاد‏,‏ شكسبير نفسه قال أهو ناقد؟‏..‏ بل هو حارس ليلي وتولستوي العظيم قال إن شيئا لايعمل علي تشويه الفن كتلك السلطات التي يعطيها الناقد لنفسه لاشك ان الانسان يحب الثناء والأطراء عليه وعلي أعماله ولكن الحديقة الجميلة إذا ظللنا نتأملها بإعجاب دائم دون أن نمد أيدينا اليها ونقلم أشجارها لصارت خرابة موحشة‏,‏ وقبل أن يتلقفني أحد النقاد الآن ساخرا من كلامي هذا متهما اياي بتواضع زائف ماكر أطلب مزيدا من الثناء كما قال الاستاد العقاد عن رفيق مشواره الكاتب العظيم ابراهيم عبد القادر المازني‏,‏ حين قال عنه‏!!.‏ كأنه أراد أن ينزل عن مكانه ليجلسه الناس عليه‏,‏ وأن يجحد حقه ليثبته له الناس‏,‏ وقد رد عليه المازني في كتابه حصاد الهشيم قائلا‏:‏اعلم انك إذا انزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها لم يرفعك الناس اليها بل أغلب الظن انهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك الي ما هو وراءها لان التزاحم علي طيبات الحياة شديد‏.‏

هكذا تأكدتم انني فعلا صرت أحب النقاد وأحب النقد مهما كان عنيفا جارحا أين ذهب انفعالي وأين ذهبت ثورتي؟‏!‏ ما هذا الهدوء الذي يتملكني وأنا أقرأ شتيمتي بعيني بمنتهي السعادة؟‏!‏ ان حياتنا كلها قائمة علي النقد‏,‏ نحن ننقد تصرفات أبنائنا‏,‏ وهم ينقدوننا‏,‏ نحن ننقد لاعب الكرة والسياسيين ورجال الأعمال‏,‏ وحتي أنفسنا‏,,‏ الم تقل لنفسك ذات يوم انا ايه اللي قلته ده‏!!‏ أو أنا ايه اللي عملته ده‏!!‏ ان الكاتب يقف وحيدا بين فريقين النقاد والجمهور‏,‏ وكل منهما يشده بحبل من طرف‏,,‏ النقاد تريده ان يفعل شيئا والجمهور يريده ان يفعل شيئا آخر لو ترك أحد الفريقين الحبل لسقط الكاتب فورا علي الأرض‏,‏ قال لي صديقي الناقد مبتسما في شك‏,,‏ مش عارف‏,‏ أنا حاسس كده ان دي ثقة زيادة عن اللزوم‏,,‏ بداية غرور‏,‏ يعني ايه الشتيمة تسعدك؟‏!‏

يعني مابيهمكش حد؟‏!‏ قلت له مبتسما برضه‏,‏ ياحبيبي حتي في دي عاوز تنقدني كمان‏!!‏ قال ماهو لو ما ضايقكش النقد يبأه مش ح يأثر فيك‏,‏ يبأه مش ح يغيرك يعني كأنه مالوش لازمة‏,‏ قلت له ياسيدي العفو‏,‏كل كلمة تكتب عني أو عن عمل لي صرت أتأملها بكل هدوء وموضوعية‏,‏ هو أنا لازم يجيلي الضغط والسكر ويحصل لي اكتئاب عشان يبأه النقد أثر فيا‏,,‏ وبعدين يا أخي هو انت شايف النقد اللي بنكتبه كله مضبوط‏!!‏ بدأت انفعل‏..‏ بدأت أعرق‏,‏ ريقي نشف‏..‏ بدأ صوتي يعلو‏..‏ ما تقرأ ياأخي اللي كاتبينه‏,‏ اللي مش مستظرفيني لله في لله‏,‏ واللي مش نازل له من زور‏..‏ واللي ما رضيتش اطلع معاه في برنامج وبدأت أصرخ‏:‏ ده حرام ياأخي‏..‏انتو بتهدونا ليه‏..‏ وانفجر صديقي في الضحك‏,‏ وقال‏:‏ بس كده أنا اتطمنت عليك‏,

Monday, July 30, 2007

ابن حلال مصطفي

كتب يوسف معاطي
ابن حلال مصطفى

حينما يكون المكان‏..‏ مقهي‏..‏ أو جلسة ودية‏..‏ لابد أن يتكلم الجالسون‏..‏ وإذا لم تكن موجودا فلا أروع ولا أحلي من الكلام عن هذا الغائب الذي هو أنت‏,‏ إن الكلام عن الغائبين شيء ممتع حقا‏..‏ والكلام الذي ستقرأونه حضراتكم الآن‏..‏ هو ما قاله صديق لصديق آخر عني‏..‏ وحتي لا يصبح مقالي شخصيا أو نرجسيا‏..‏ فتأكدوا أن هذا ما يقال عن حضراتكم في غيابكم‏..‏ وهذا أيضا ما تقولونه حضراتكم في غياب الأصدقاء الآخرين‏..‏قال‏..‏ الحقيقة هو إنسان كويس‏..‏ دي لا يمكن حد يشكك فيها‏..‏ يمكن يكون أناني شويه‏..‏ مش كده‏!!‏ اوعي تفتكر إني ضده ولا فيه حاجة بيني وبينه‏..‏ وحياة ولادي أبدا‏..‏ ده راجل خيره لغيره‏..‏ وأفضاله علي الناس كلها‏..‏ أنا بس اللي بيضايقني منه‏..‏ إنه يبان لك طيب وفي الوقت نفسه ده‏..‏ ده‏..‏ مصيبة‏..‏ يعرف من أين تؤكل الكتف مضبوط‏..‏ بس هو مش وحش‏..‏ ليه‏..‏ بص علي كتاباته‏..‏ بصراحة كتاباته ما تخرش الميه‏..‏ لما بيكتب بصراحة بيكتب كويس‏..‏ إنما يا أخي‏..‏ كل اللي بيكتبه ما لوش أي قيمة‏..‏ تحس إنه نصب عليك‏..‏ شوف بقاله بيكتب قد إيه‏..‏ ماكتبش حاجة عليها القيمة لحد دلوقت‏..‏ الغريبة بأه‏..‏ إنه بيعتقد في نفسه إنه بيعرف يكتب‏..‏ انت قريت له‏..‏ مش كده‏..‏ مش حسيت إن كل اللي بيكتبه تفاهات‏!!‏ أنا مش عاوزك تفهمني غلط‏..‏ أنا بحبه قوي لعلمك وهو بني آدم كويس‏..‏ كفاية شهامته‏..‏ مش كده‏..‏ راجل عشرة علي عشرة‏..‏ بشرط واحد‏..‏ إنك ما تقربش ناحية جيبه‏..‏ هزر معاه‏..‏ واضحك ونكت للصبح‏..‏ إنما تيجي في الفلوس تشوف بني آدم تاني‏..‏ هو بني آدم مش وحش علي فكرة‏..‏ إنما لو استلف منك فلوس‏..‏ قول عليها يا رحمن يا رحيم‏..‏ ما بيرجعش حاجة ولو عزمك علي ساندوتش فول‏..‏ يخلي مصر كلها تعرف إنه عزمك إنما والله العظيم أنا بحبه‏..‏ وأنا بقول ده عشان بحبه‏..‏أنا لو ليا أخ ما أحبوش زي ما بحبه‏..‏ إنما هو بس لو يبطل السواد اللي جواه ده‏..‏ مش أخذت بالك برضه من الحكاية دي‏..‏ حقودي بشكل‏..‏ أعوذ بالله‏..‏ إنما هو عنده ميزة‏..‏ محدش يقدر ينكرها‏..‏ إنه اللي في قلبه علي لسانه‏..‏ دي حقيقة‏..‏ صحيح هو منافق من الدرجة الأولي إنما والله العظيم أنا بحبه‏..‏ لأن البني آدم الكويس الناس كلها بتحبه‏..‏ كفاية إنه عمره ما اتكلم علي حد من ورا ضهره‏..‏ كفاية دي‏..‏ هوه طبعا ساعات ينم علي الدنيا كلها‏..‏ إنما يكفي إنه بيفكر في مصلحة الغير قبل مصلحته‏..‏ مفيش حد النهارده بيعمل كده‏..‏ إنما برضه عشان نقول اللي لينا واللي علينا هو من ناحية إنه انتهازي‏..‏ انتهازي‏..‏ ما يعرفش أبوه‏..‏ والله أنا ما باشتمه حاشا لله‏..‏ ده حبيبي وانت عارف‏..‏ كفاية بشاشة وشه وابتسامته بالدنيا كلها‏..‏ هو صحيح قدمه مش حلو قوي‏..‏ إنما‏...‏كانت تلك هي اللحظة التي دخلت فيها عليهما‏..‏ فهتف بي صديقي الذي يحبني‏..‏ وقال‏..‏ ابن حلال مصفي‏..‏ بقالنا ساعة مالناش كلام غير عنك‏..‏ ياريتنا افتكرنا مليون جنيه‏..‏ مالك قالب وشك وضارب بوز ليه‏..‏قلت لهما‏..‏ البقية في حياتكوا‏..‏ محمود فتحي تعيشوا انتوا‏..‏قالا‏..‏ في صوت واحد‏..‏ لا حول ولا قوة إلا بالله‏..‏قلت لهما‏..‏ كان جدع طيب قوي‏..‏ أنا كنت بحبه‏..‏أومئا برأسيهما وقد دخلا في مود الحزن بسرعة فائقة‏..‏ثم أردفت‏..‏ هو صحيح كان يموت علي القرش‏..‏ إنما كان راجل محترم‏..‏ قالا‏..‏ أيوه‏..‏ أيوه‏..‏ الله يرحمه‏..‏ثم قال أحدهما‏..‏ الله يرحمه كان صاحبي الروح بالروح‏..‏ أكثر من أخ‏..‏ هوه صحيح كان كداب شويه‏..‏ إنما هو دلوقت بين إيدين المولي عز وجل‏..‏ كفاية إنه كان راجل‏..‏ راجل بمعني الكلمة‏..‏ ثم همس لنا‏..‏ بس انتوا عارفين مراته خلعته ليه‏!!!


Sunday, July 29, 2007

وماذا فعلنا بها؟

كتب يوسف معاطي
وماذا فعلنا بها ؟


من أسخف الأشياء التي أواجهها في حياتي .. تلك الطريقة في الكلام التي يتبعها بعض الناس .. فهذا مثلاً
يقول لي .. امبارح كنت عند أختي .. ثمّ يسألني هو دون أيّ مناسبة : كنت عند مين ؟ فأضطر متثاقلاً أن أردّ..
عند أختك .. يقول كويّس .. لقيتها كده مش في حالة مظبوطة .. مش في حالة إيه ؟! ويجب طبعاً أن أردّ قائلاً :
مظبوطة .. ثمّ يقول : بس قلت .. باين جوزها اتخانق معاها .. جوزها اتخانق إيه ؟! أقول : معاها ..
ولكم أن تتصوّروا هذا القلق الذي يفرضه عليّا محدّثي .. بأن أردّد وراءه كلّ ما يريد .. وبما أنّنا نعيش أيّام
الإصلاح والديموقراطيّة فإنّي أهدّد كلّ من تسوّل له نفسه ويحادثني بهذه الطريقه .. أن أبلّغ عنه وأتّهمه بأنّه
كان أحد الإرهابيّين الذين قاموا بعمليّة 11 سبتمبر .. إيه ؟! سبتمبر.
ولأنّنا نعيش أيّام الإصلاح .. وكلّنا شعوباً وحكّاماً لا حديث ولا عمل لنا سوى الإصلاح .. فاسمحوا لي أن
أذكّركم بأنّ الإصلاح لا يبدأ فعليّاً إلاّ بالمكاشفة .. لنواجه أنفسنا بكلّ صراحة .. ولنعترف أنّنا ـ كمواطنين
عرب ـ تنقصنا دقّة الملاحظة .. دقّة إيه ؟! الملاحظة .. والذي أكّد لي هذا أنّ الوزراء والحكّام العرب ريقهم
نشف وهم يقسمون بأنّ مسيرة الإصلاح هذه ليست وليدة اليوم ، بينما هي بدأت بالفعل منذ سنوات عديدة ..
لم يصدّق أحد ذلك .. وكرّروا لنا كثيراً أنّه لا توجد أدنى علاقة أو ربط بين بين المشروع الأمريكي بالإصلاح
وبين الإصلاح الذي وُضعت أساساته عندنا في المنطقة منذ زمن بعيد ولم يشغر أحد .. ولم يلاحظ ذلك ..
يعني العمارة موجودة بأساساتها .. والبناء شامخ أمامكم ولكن لا يزال على الطوب الأحمر .. يتبقّى فقط
الدهان والشبابيك والأبواب ولكن هل تستطيع أن تنكر أنّك ترى أمامك عمارة .. أمامك إيه ؟! ما تردّ ؟!
عمارة ..
لا يا سيدي .. عندنا ديموقيراطيّة وعندنا حرّية وعلى أعلى مستوى وإذا كنّا أخذنا الأمريكان على قدّ عقلهم
وقولنا ـ قلنا ـ حاضر .. سنسير في الإصلاح فليس معنى هذا أنّنا لا سمح الله لا تتوافر لدينا الديموقراطيّة ..
وإنّما .. خلّيك معايا .. معاك عربيّة .. وماشي بيها على الطريق .. سقفت منّك وقت بأصلها .. وقفت انت
ماذا تريد ؟! تريد إصلاح العربيّة طبعاً .. إنّما في الأساس .. فيه إيه ؟! ما تردّ ؟! عربيّة .. كويس .. بدأت
تفهمني ..المشكلة إنّنا .. زمان ـ حينما حينما وزّعنا الديموقراطيّة على المواطن العربي .. كان لا يزال
حديث العهد بها ..كلّ مواطن استلم ديموقراطيّته ووضعها في جيبه ومشى .. لا يعرف ما هذا .. ولا يعرف
كيف يتصرّف بها .. وهذه غلطتنا .. كان يجب قبل أن نوزّعها على المواطنين أن نعرّفهم بها أوّلاً .. للأسف
لم نلتفت لذلك وقتها .. وكانت مهزلة حقيقيّة .. حاجة تكسف صحيح .. بعضهم أخذها وأخذ يقلّب فيها بين يديه
وقال لزميله ودي نعمل بيها إيه .. تصوّر !! معه ديموقراطيّة ولا يدري ماذا يفعل بها .. والبعض الآخر
استخدمها ليسند بيها رجل ترابيزة .. وأحدهم أكلها !! تصوّر !! أكل الديموقراطيّة !!
هؤلاء الناس لو تركت لهم الرصيف دون حراسة لأكلوه .. وآخر أخذ يلوكها في فمه .. يظنّها لبانة ..أنت تعرف
طبعاً أنّ الديموقراطيّة مطّاطة بعض الشيء .. وكعادتنا نحن الشرقيّين شعوب استهلاكيّة .. و( يقسم ) يا أخي
ديموقراطيّة سنة خلّصوا عليها في شهر !! والآن حينما سمعتم أمريكا تنادي بتوفير الديموقراطيّة للشعوب ..
مشيتم مع الهوجة .. وقلتم آه .. فعلاً .. ما عندناش .. ما شفنهاش ..
آه يا ناكري المعروف .. لم تروا الديموقراطيّة يا ( .... ) ؟! لم تمارسوها يا ظلمة .. وهذه الأطباق التي تعلو
البيوت والأفلام التي تنزل بالكامل مش مقطوع منها منظر من يشاهدها ؟! وروبي ونانسي عجرم وإليسا
وهيفاء وهبي .. ماذا يفعلن أكثر من ذلك !! والقنوات التي تصوّر الحياة اليوميّة لشباب قاعدين على راحتهم
أمامك أربعاً وعشرين ساعة .. هم يتصرّفون بحريّة وأنت تشاهدهم بحريّة .. ماذا تريد أكثر من ذلك .. فعلاً
نحن شعوب تخاف ما تختشيش .. إذا قالوا فيه زيت في الجمعيّة تلاقي أمم واقفة وكلّه بيقول أنا ما خدتش ..
حتّى عبد الحليم .. يغنّي يا مفرّقين الشموع .. قلبي نصيبه فين ؟!
هكذا بعد عشرات السنين .. وحكّامكم يزرعون لكم الديموقراطيّة وأنتم تنزلوز عليها كالجراد حتّى تأتوا عليها
تماماً .. ثمّ بعد ذلك تنكرون .. عموماً أنتم لا ينفع معكم الإيد السايبة .. بطاقات التموين عادت مرّة أخرى
وستنزل الديموقراطيّة على البطاقة .. وأحذّركم من الآن أن تبيعوا الديموقراطيّة المدعومة في السوق
السودا .. مفهوم !! في السوق إيه ؟!!


Friday, July 27, 2007

عنده متينيج .. !

كتب يوسف معاطي
عنده متينيج .. !

كان متوتّراً للغاية .. متعجّلاً للغاية .. يربط الكرافاتة وهو في الطريق ..
ويشدّ سوستة البنطلون التي نسيها من فرط عجلته .. ويركض ركضا .. كان
يردّ سلامات الآخرين بسرعة واقتضاب .. أهلا .. معلش .. أصلي مستعجل
قوي أهلا .. أنا آسف جدّا .. عندي ميتينج !!
استوقفته سيّدة غلبانة في الكوريدور وقالت في أسى : يا بيه ربّنا
يباركلك .. بقالي ست شهور رايحة جايّة ومش عاوزين يقبّضوني المعاش .. قال
لها بسرعة وهو يركضحاضر .. حاضر يا ستّي .. تعاليلي يوم السبت ..
حاضر .. عنيّا .. ( كان حينما قال لها عنيّا قد ابتعد عنها 20 مترا على الأقلّ )
في نفس اللحظة التي اقترب منه عمّ بشيوني العامل القديم بالمصلحة وهتف
به : عملتلنا إيه يا بيه في الحوافز ؟!
قال صاحبنا بسرعة .. يوم السبت يا عمّ بسيوني .. ابأه كلّمني
في الموضوع ده يوم السبت .. مش فاضي .. سيبوني بأه يا جماعة..
(
كان حينما قال يا جماعة قد صعد إلى الدور الثاني وعمّ بسيوني لا يزال في الدور
الأسفل ) .
قال للسكرتير الذي انتفض حينما رآه .. الباسبور ..
ادّيني الباسبور .. بسرعة .. أنا طالع المطار دلوقت .. عندي ميتينج !!
تلقّف الباسبور بسرعة وخرج كغزال يثب بسرعة والسكرتير يلاحقه ..
فيه شكاوى كثير قوي من المواطنين والموضوع وصل لمجلس الشعب ..
قال صاحبنا الذي لم يطق صبراً على انتظار الأسانسير ونزل السلّم على
رجليه .. يوم السبت أجّل كلّ حاجة ليوم السبت انت مش شايفني .. مستعجل
فيه ميعاد طيّارة .. وقبل أن يدخل سيّارته جرى السائق ليفتح له الباب
فصرخ فيه .. اطلع ياسطى عبده .. دور .. ياللا .. مفيش وقت وفجأة وجد
يداً تسقط على كتفه في ودّ ..
على فين يا باشا .. إنّه حلمي .. صديقه القديم .. مين ؟ حلمي !! لمؤاخذة يا حلمي
أصلي .. ولكن حلمي قاطعه قائلاً .. شفت وكستنا مع الجزائر .. في كأس الأمم
الأفريقيّة .. عاجبك اللي حصل ده ؟! هنا نسي صاحبنا كلّ شيء .. نسي الطيّارة
والموعد والميتينج وقال لحلمي بعصبيّة همّا بيعملوا فينا كده ليه يا حلمي ـ ينزل
هادي خشبة ازّاي فهمّهاني !! هو بيهاجم ولاّ بيدافع .. يا عمّ دول كانوا بيلعبوا عشرة
ـ عشرة !! همّا غاويين يحرقوا دمّنا .. أنا ضغطي علي با حلمي ـ يقسم ـ قايس الضغط
بعدها لقيته 180 / 90 .. طيب حازم ما نزلش ليه ؟ قوللي انت يا حلمي .. ده أنا من
قبلها بيوم قاعد ومستنّي وادّيت الموظّفين أجازة وعاوزين نفرح يا حلمي .. وكلّ ما
يجيبوا الكاميرا على محسن صالح أقول له فكّها يا محسن .. من أولّ الماتش وهو
ضارب حتّة بوز .. كأنّه شايف الماتش قبل كده .. غاويين عياط احنا .. وميلودراما
تحسّ انّك مبتشوفش ماتش .. بتشوف مسلسل حديث الصباح والمساء ـ واللاعب من
عندنا لو اتضرب ووقع .. يا ساتر يا ربّ !! كأنّ حدّ ضربه بخنجر في بطنه يقع على
الأرض ويتلوى ويبصّ للحكم والدموع في عينه تقطّع القلب... شايف يا كابتن
بيضربونا ازّاي !! ده ظلم .. دي مش كورة حرام عليكو يا ظلمة !! ولو لاعب من
عندنا بأه ضرب لاعب من عندهم يخبطه الشلّوت المحترم من دول ويرزعه المقصّ
ويوقعه على الأرض ويقوم رافع إيديه وباصص للحكم بكلّ براءة وكأنّه معملش حاجة ..
أهو .. أنا ملمستوش يا كابتن هو اللي وقع لوحده ولو الحكم انطسّ في نظره وحسب
فاول علينا ولاّ حاجة .. يا ساتر يا ربّ .. تلاقي اللاعب بتاعنا وهو بيخبط في الأرض
برجليه وبيرفع إيديه وبيدعي على الحكم ..
كلّهم عندهم عقدة الاضطهاد .. أنا خلاص يا حلمي حلفت ميت يمين ما أشوف كورة
تاني ـ وعلى إيه مش ناقصة أمراض .. ده أنا كان بُقّي ح يتعوج في الماتش الأخراني ،
المدرّب بيعيّط واللعيّبة بتعيّط .. واحنا بنصوّت هنا .. ولازمته إيه ده كلّه ؟!
والله اللي يشوف كورة بعد كده يستاهل اللي يحصل له .
وظلّ صاحبنا هكذا يتكلّم بحماس وانفعال لأكثر من ساعة كاملة .. ثمّ سأل حلمي .. وانت
على فين دلوقت يا حلمي معلش أصل أنا مستعجل ورايا طيارة عندي ميتينج !! فأجابه
حلمي .. رايح القهوة أشوف ماتش مصر والكاميرون .. هنا صرخ صاحبنا هو النهاردة
التلات ؟! أنا فاكره الاتنين !! وح يلعبوا الساعة كام .. نظر حلمي في ساعته وقال ـ كمان
ربع ساعة فصرخ صاحبنا وقال لسكرتيره .. الغي الطيارة .. أجلّ السفر ليوم السبت ..
أجلّ مواعيدي كلّها لو حدّ سأل عليّا قول له .. عنده ميتينج .. وتأبّط ذراع حلمي وقال له
..
يا ربّ بأه يفرجها النهاردة .. ألا يا حلمي بيقولوا إنّ كعبنا عالي على الكاميرون ..
صحيح يا حلمي !!!