Monday, July 30, 2007

ابن حلال مصطفي

كتب يوسف معاطي
ابن حلال مصطفى

حينما يكون المكان‏..‏ مقهي‏..‏ أو جلسة ودية‏..‏ لابد أن يتكلم الجالسون‏..‏ وإذا لم تكن موجودا فلا أروع ولا أحلي من الكلام عن هذا الغائب الذي هو أنت‏,‏ إن الكلام عن الغائبين شيء ممتع حقا‏..‏ والكلام الذي ستقرأونه حضراتكم الآن‏..‏ هو ما قاله صديق لصديق آخر عني‏..‏ وحتي لا يصبح مقالي شخصيا أو نرجسيا‏..‏ فتأكدوا أن هذا ما يقال عن حضراتكم في غيابكم‏..‏ وهذا أيضا ما تقولونه حضراتكم في غياب الأصدقاء الآخرين‏..‏قال‏..‏ الحقيقة هو إنسان كويس‏..‏ دي لا يمكن حد يشكك فيها‏..‏ يمكن يكون أناني شويه‏..‏ مش كده‏!!‏ اوعي تفتكر إني ضده ولا فيه حاجة بيني وبينه‏..‏ وحياة ولادي أبدا‏..‏ ده راجل خيره لغيره‏..‏ وأفضاله علي الناس كلها‏..‏ أنا بس اللي بيضايقني منه‏..‏ إنه يبان لك طيب وفي الوقت نفسه ده‏..‏ ده‏..‏ مصيبة‏..‏ يعرف من أين تؤكل الكتف مضبوط‏..‏ بس هو مش وحش‏..‏ ليه‏..‏ بص علي كتاباته‏..‏ بصراحة كتاباته ما تخرش الميه‏..‏ لما بيكتب بصراحة بيكتب كويس‏..‏ إنما يا أخي‏..‏ كل اللي بيكتبه ما لوش أي قيمة‏..‏ تحس إنه نصب عليك‏..‏ شوف بقاله بيكتب قد إيه‏..‏ ماكتبش حاجة عليها القيمة لحد دلوقت‏..‏ الغريبة بأه‏..‏ إنه بيعتقد في نفسه إنه بيعرف يكتب‏..‏ انت قريت له‏..‏ مش كده‏..‏ مش حسيت إن كل اللي بيكتبه تفاهات‏!!‏ أنا مش عاوزك تفهمني غلط‏..‏ أنا بحبه قوي لعلمك وهو بني آدم كويس‏..‏ كفاية شهامته‏..‏ مش كده‏..‏ راجل عشرة علي عشرة‏..‏ بشرط واحد‏..‏ إنك ما تقربش ناحية جيبه‏..‏ هزر معاه‏..‏ واضحك ونكت للصبح‏..‏ إنما تيجي في الفلوس تشوف بني آدم تاني‏..‏ هو بني آدم مش وحش علي فكرة‏..‏ إنما لو استلف منك فلوس‏..‏ قول عليها يا رحمن يا رحيم‏..‏ ما بيرجعش حاجة ولو عزمك علي ساندوتش فول‏..‏ يخلي مصر كلها تعرف إنه عزمك إنما والله العظيم أنا بحبه‏..‏ وأنا بقول ده عشان بحبه‏..‏أنا لو ليا أخ ما أحبوش زي ما بحبه‏..‏ إنما هو بس لو يبطل السواد اللي جواه ده‏..‏ مش أخذت بالك برضه من الحكاية دي‏..‏ حقودي بشكل‏..‏ أعوذ بالله‏..‏ إنما هو عنده ميزة‏..‏ محدش يقدر ينكرها‏..‏ إنه اللي في قلبه علي لسانه‏..‏ دي حقيقة‏..‏ صحيح هو منافق من الدرجة الأولي إنما والله العظيم أنا بحبه‏..‏ لأن البني آدم الكويس الناس كلها بتحبه‏..‏ كفاية إنه عمره ما اتكلم علي حد من ورا ضهره‏..‏ كفاية دي‏..‏ هوه طبعا ساعات ينم علي الدنيا كلها‏..‏ إنما يكفي إنه بيفكر في مصلحة الغير قبل مصلحته‏..‏ مفيش حد النهارده بيعمل كده‏..‏ إنما برضه عشان نقول اللي لينا واللي علينا هو من ناحية إنه انتهازي‏..‏ انتهازي‏..‏ ما يعرفش أبوه‏..‏ والله أنا ما باشتمه حاشا لله‏..‏ ده حبيبي وانت عارف‏..‏ كفاية بشاشة وشه وابتسامته بالدنيا كلها‏..‏ هو صحيح قدمه مش حلو قوي‏..‏ إنما‏...‏كانت تلك هي اللحظة التي دخلت فيها عليهما‏..‏ فهتف بي صديقي الذي يحبني‏..‏ وقال‏..‏ ابن حلال مصفي‏..‏ بقالنا ساعة مالناش كلام غير عنك‏..‏ ياريتنا افتكرنا مليون جنيه‏..‏ مالك قالب وشك وضارب بوز ليه‏..‏قلت لهما‏..‏ البقية في حياتكوا‏..‏ محمود فتحي تعيشوا انتوا‏..‏قالا‏..‏ في صوت واحد‏..‏ لا حول ولا قوة إلا بالله‏..‏قلت لهما‏..‏ كان جدع طيب قوي‏..‏ أنا كنت بحبه‏..‏أومئا برأسيهما وقد دخلا في مود الحزن بسرعة فائقة‏..‏ثم أردفت‏..‏ هو صحيح كان يموت علي القرش‏..‏ إنما كان راجل محترم‏..‏ قالا‏..‏ أيوه‏..‏ أيوه‏..‏ الله يرحمه‏..‏ثم قال أحدهما‏..‏ الله يرحمه كان صاحبي الروح بالروح‏..‏ أكثر من أخ‏..‏ هوه صحيح كان كداب شويه‏..‏ إنما هو دلوقت بين إيدين المولي عز وجل‏..‏ كفاية إنه كان راجل‏..‏ راجل بمعني الكلمة‏..‏ ثم همس لنا‏..‏ بس انتوا عارفين مراته خلعته ليه‏!!!


Sunday, July 29, 2007

وماذا فعلنا بها؟

كتب يوسف معاطي
وماذا فعلنا بها ؟


من أسخف الأشياء التي أواجهها في حياتي .. تلك الطريقة في الكلام التي يتبعها بعض الناس .. فهذا مثلاً
يقول لي .. امبارح كنت عند أختي .. ثمّ يسألني هو دون أيّ مناسبة : كنت عند مين ؟ فأضطر متثاقلاً أن أردّ..
عند أختك .. يقول كويّس .. لقيتها كده مش في حالة مظبوطة .. مش في حالة إيه ؟! ويجب طبعاً أن أردّ قائلاً :
مظبوطة .. ثمّ يقول : بس قلت .. باين جوزها اتخانق معاها .. جوزها اتخانق إيه ؟! أقول : معاها ..
ولكم أن تتصوّروا هذا القلق الذي يفرضه عليّا محدّثي .. بأن أردّد وراءه كلّ ما يريد .. وبما أنّنا نعيش أيّام
الإصلاح والديموقراطيّة فإنّي أهدّد كلّ من تسوّل له نفسه ويحادثني بهذه الطريقه .. أن أبلّغ عنه وأتّهمه بأنّه
كان أحد الإرهابيّين الذين قاموا بعمليّة 11 سبتمبر .. إيه ؟! سبتمبر.
ولأنّنا نعيش أيّام الإصلاح .. وكلّنا شعوباً وحكّاماً لا حديث ولا عمل لنا سوى الإصلاح .. فاسمحوا لي أن
أذكّركم بأنّ الإصلاح لا يبدأ فعليّاً إلاّ بالمكاشفة .. لنواجه أنفسنا بكلّ صراحة .. ولنعترف أنّنا ـ كمواطنين
عرب ـ تنقصنا دقّة الملاحظة .. دقّة إيه ؟! الملاحظة .. والذي أكّد لي هذا أنّ الوزراء والحكّام العرب ريقهم
نشف وهم يقسمون بأنّ مسيرة الإصلاح هذه ليست وليدة اليوم ، بينما هي بدأت بالفعل منذ سنوات عديدة ..
لم يصدّق أحد ذلك .. وكرّروا لنا كثيراً أنّه لا توجد أدنى علاقة أو ربط بين بين المشروع الأمريكي بالإصلاح
وبين الإصلاح الذي وُضعت أساساته عندنا في المنطقة منذ زمن بعيد ولم يشغر أحد .. ولم يلاحظ ذلك ..
يعني العمارة موجودة بأساساتها .. والبناء شامخ أمامكم ولكن لا يزال على الطوب الأحمر .. يتبقّى فقط
الدهان والشبابيك والأبواب ولكن هل تستطيع أن تنكر أنّك ترى أمامك عمارة .. أمامك إيه ؟! ما تردّ ؟!
عمارة ..
لا يا سيدي .. عندنا ديموقيراطيّة وعندنا حرّية وعلى أعلى مستوى وإذا كنّا أخذنا الأمريكان على قدّ عقلهم
وقولنا ـ قلنا ـ حاضر .. سنسير في الإصلاح فليس معنى هذا أنّنا لا سمح الله لا تتوافر لدينا الديموقراطيّة ..
وإنّما .. خلّيك معايا .. معاك عربيّة .. وماشي بيها على الطريق .. سقفت منّك وقت بأصلها .. وقفت انت
ماذا تريد ؟! تريد إصلاح العربيّة طبعاً .. إنّما في الأساس .. فيه إيه ؟! ما تردّ ؟! عربيّة .. كويس .. بدأت
تفهمني ..المشكلة إنّنا .. زمان ـ حينما حينما وزّعنا الديموقراطيّة على المواطن العربي .. كان لا يزال
حديث العهد بها ..كلّ مواطن استلم ديموقراطيّته ووضعها في جيبه ومشى .. لا يعرف ما هذا .. ولا يعرف
كيف يتصرّف بها .. وهذه غلطتنا .. كان يجب قبل أن نوزّعها على المواطنين أن نعرّفهم بها أوّلاً .. للأسف
لم نلتفت لذلك وقتها .. وكانت مهزلة حقيقيّة .. حاجة تكسف صحيح .. بعضهم أخذها وأخذ يقلّب فيها بين يديه
وقال لزميله ودي نعمل بيها إيه .. تصوّر !! معه ديموقراطيّة ولا يدري ماذا يفعل بها .. والبعض الآخر
استخدمها ليسند بيها رجل ترابيزة .. وأحدهم أكلها !! تصوّر !! أكل الديموقراطيّة !!
هؤلاء الناس لو تركت لهم الرصيف دون حراسة لأكلوه .. وآخر أخذ يلوكها في فمه .. يظنّها لبانة ..أنت تعرف
طبعاً أنّ الديموقراطيّة مطّاطة بعض الشيء .. وكعادتنا نحن الشرقيّين شعوب استهلاكيّة .. و( يقسم ) يا أخي
ديموقراطيّة سنة خلّصوا عليها في شهر !! والآن حينما سمعتم أمريكا تنادي بتوفير الديموقراطيّة للشعوب ..
مشيتم مع الهوجة .. وقلتم آه .. فعلاً .. ما عندناش .. ما شفنهاش ..
آه يا ناكري المعروف .. لم تروا الديموقراطيّة يا ( .... ) ؟! لم تمارسوها يا ظلمة .. وهذه الأطباق التي تعلو
البيوت والأفلام التي تنزل بالكامل مش مقطوع منها منظر من يشاهدها ؟! وروبي ونانسي عجرم وإليسا
وهيفاء وهبي .. ماذا يفعلن أكثر من ذلك !! والقنوات التي تصوّر الحياة اليوميّة لشباب قاعدين على راحتهم
أمامك أربعاً وعشرين ساعة .. هم يتصرّفون بحريّة وأنت تشاهدهم بحريّة .. ماذا تريد أكثر من ذلك .. فعلاً
نحن شعوب تخاف ما تختشيش .. إذا قالوا فيه زيت في الجمعيّة تلاقي أمم واقفة وكلّه بيقول أنا ما خدتش ..
حتّى عبد الحليم .. يغنّي يا مفرّقين الشموع .. قلبي نصيبه فين ؟!
هكذا بعد عشرات السنين .. وحكّامكم يزرعون لكم الديموقراطيّة وأنتم تنزلوز عليها كالجراد حتّى تأتوا عليها
تماماً .. ثمّ بعد ذلك تنكرون .. عموماً أنتم لا ينفع معكم الإيد السايبة .. بطاقات التموين عادت مرّة أخرى
وستنزل الديموقراطيّة على البطاقة .. وأحذّركم من الآن أن تبيعوا الديموقراطيّة المدعومة في السوق
السودا .. مفهوم !! في السوق إيه ؟!!


Friday, July 27, 2007

عنده متينيج .. !

كتب يوسف معاطي
عنده متينيج .. !

كان متوتّراً للغاية .. متعجّلاً للغاية .. يربط الكرافاتة وهو في الطريق ..
ويشدّ سوستة البنطلون التي نسيها من فرط عجلته .. ويركض ركضا .. كان
يردّ سلامات الآخرين بسرعة واقتضاب .. أهلا .. معلش .. أصلي مستعجل
قوي أهلا .. أنا آسف جدّا .. عندي ميتينج !!
استوقفته سيّدة غلبانة في الكوريدور وقالت في أسى : يا بيه ربّنا
يباركلك .. بقالي ست شهور رايحة جايّة ومش عاوزين يقبّضوني المعاش .. قال
لها بسرعة وهو يركضحاضر .. حاضر يا ستّي .. تعاليلي يوم السبت ..
حاضر .. عنيّا .. ( كان حينما قال لها عنيّا قد ابتعد عنها 20 مترا على الأقلّ )
في نفس اللحظة التي اقترب منه عمّ بشيوني العامل القديم بالمصلحة وهتف
به : عملتلنا إيه يا بيه في الحوافز ؟!
قال صاحبنا بسرعة .. يوم السبت يا عمّ بسيوني .. ابأه كلّمني
في الموضوع ده يوم السبت .. مش فاضي .. سيبوني بأه يا جماعة..
(
كان حينما قال يا جماعة قد صعد إلى الدور الثاني وعمّ بسيوني لا يزال في الدور
الأسفل ) .
قال للسكرتير الذي انتفض حينما رآه .. الباسبور ..
ادّيني الباسبور .. بسرعة .. أنا طالع المطار دلوقت .. عندي ميتينج !!
تلقّف الباسبور بسرعة وخرج كغزال يثب بسرعة والسكرتير يلاحقه ..
فيه شكاوى كثير قوي من المواطنين والموضوع وصل لمجلس الشعب ..
قال صاحبنا الذي لم يطق صبراً على انتظار الأسانسير ونزل السلّم على
رجليه .. يوم السبت أجّل كلّ حاجة ليوم السبت انت مش شايفني .. مستعجل
فيه ميعاد طيّارة .. وقبل أن يدخل سيّارته جرى السائق ليفتح له الباب
فصرخ فيه .. اطلع ياسطى عبده .. دور .. ياللا .. مفيش وقت وفجأة وجد
يداً تسقط على كتفه في ودّ ..
على فين يا باشا .. إنّه حلمي .. صديقه القديم .. مين ؟ حلمي !! لمؤاخذة يا حلمي
أصلي .. ولكن حلمي قاطعه قائلاً .. شفت وكستنا مع الجزائر .. في كأس الأمم
الأفريقيّة .. عاجبك اللي حصل ده ؟! هنا نسي صاحبنا كلّ شيء .. نسي الطيّارة
والموعد والميتينج وقال لحلمي بعصبيّة همّا بيعملوا فينا كده ليه يا حلمي ـ ينزل
هادي خشبة ازّاي فهمّهاني !! هو بيهاجم ولاّ بيدافع .. يا عمّ دول كانوا بيلعبوا عشرة
ـ عشرة !! همّا غاويين يحرقوا دمّنا .. أنا ضغطي علي با حلمي ـ يقسم ـ قايس الضغط
بعدها لقيته 180 / 90 .. طيب حازم ما نزلش ليه ؟ قوللي انت يا حلمي .. ده أنا من
قبلها بيوم قاعد ومستنّي وادّيت الموظّفين أجازة وعاوزين نفرح يا حلمي .. وكلّ ما
يجيبوا الكاميرا على محسن صالح أقول له فكّها يا محسن .. من أولّ الماتش وهو
ضارب حتّة بوز .. كأنّه شايف الماتش قبل كده .. غاويين عياط احنا .. وميلودراما
تحسّ انّك مبتشوفش ماتش .. بتشوف مسلسل حديث الصباح والمساء ـ واللاعب من
عندنا لو اتضرب ووقع .. يا ساتر يا ربّ !! كأنّ حدّ ضربه بخنجر في بطنه يقع على
الأرض ويتلوى ويبصّ للحكم والدموع في عينه تقطّع القلب... شايف يا كابتن
بيضربونا ازّاي !! ده ظلم .. دي مش كورة حرام عليكو يا ظلمة !! ولو لاعب من
عندنا بأه ضرب لاعب من عندهم يخبطه الشلّوت المحترم من دول ويرزعه المقصّ
ويوقعه على الأرض ويقوم رافع إيديه وباصص للحكم بكلّ براءة وكأنّه معملش حاجة ..
أهو .. أنا ملمستوش يا كابتن هو اللي وقع لوحده ولو الحكم انطسّ في نظره وحسب
فاول علينا ولاّ حاجة .. يا ساتر يا ربّ .. تلاقي اللاعب بتاعنا وهو بيخبط في الأرض
برجليه وبيرفع إيديه وبيدعي على الحكم ..
كلّهم عندهم عقدة الاضطهاد .. أنا خلاص يا حلمي حلفت ميت يمين ما أشوف كورة
تاني ـ وعلى إيه مش ناقصة أمراض .. ده أنا كان بُقّي ح يتعوج في الماتش الأخراني ،
المدرّب بيعيّط واللعيّبة بتعيّط .. واحنا بنصوّت هنا .. ولازمته إيه ده كلّه ؟!
والله اللي يشوف كورة بعد كده يستاهل اللي يحصل له .
وظلّ صاحبنا هكذا يتكلّم بحماس وانفعال لأكثر من ساعة كاملة .. ثمّ سأل حلمي .. وانت
على فين دلوقت يا حلمي معلش أصل أنا مستعجل ورايا طيارة عندي ميتينج !! فأجابه
حلمي .. رايح القهوة أشوف ماتش مصر والكاميرون .. هنا صرخ صاحبنا هو النهاردة
التلات ؟! أنا فاكره الاتنين !! وح يلعبوا الساعة كام .. نظر حلمي في ساعته وقال ـ كمان
ربع ساعة فصرخ صاحبنا وقال لسكرتيره .. الغي الطيارة .. أجلّ السفر ليوم السبت ..
أجلّ مواعيدي كلّها لو حدّ سأل عليّا قول له .. عنده ميتينج .. وتأبّط ذراع حلمي وقال له
..
يا ربّ بأه يفرجها النهاردة .. ألا يا حلمي بيقولوا إنّ كعبنا عالي على الكاميرون ..
صحيح يا حلمي !!!




Monday, July 23, 2007

الطريق الى البنك

كتب يوسف معاطي
الطريق الى البنك

كان لسابع مرة يصف لي عنوان البنك بدقة شديدة وبتفاصيل دقيقة للغاية ولم أكن قد ارتكبت جرما حتي يفعل بي كل هذا سوي انني ألقيت سؤالا عابرا علي الجالسين‏..‏ ولم أخصه هو بالسؤال‏..‏ هو البنك الفلاني له فرع بالمهندسين؟‏!‏

وبعيد عن السامعين اتفتح صديقي في وصف عنوان البنك‏..‏ بادئا اجابته بسؤال‏..‏ فين جامع مصطفي محمود ؟‏!‏ أكيد عارفه طبعا‏..‏ هوه اصل له اربع نواصي‏..‏ ناصية علي شارع جامعة الدول العربية وناصية من ناحية المدرسة والناصية الثالثة بتاعة الصيدلية‏..‏ وضهر الجامع عند الفكهاني‏..‏ بعد الصيدلية بأه فيه كوفي شوب‏..‏ باقعد فيه علطول‏..‏ عارف مين بيقعد فيه كمان‏..‏ فهمي سليمان‏..‏ فهمي سليمان يا جدع اللي كان معانا في المدرسة عارف ده اتجوز مين ؟‏!‏ بنت بيومي عطا‏..‏ بيومي عطا يا جدع بتاع المقاولات‏..‏ اللي تلاقي اعلاناته علي المحور‏..‏ أيوااه‏..‏ قبل منزل المريوطية وانت رايح علي كرداسة‏..‏ شفت المنطقة هناك ولعت ازاي؟‏!‏ كانت بتراب الفلوس دلوقت المتر فيها بأه بالشئ الفلاني‏..‏ وحمدت الله علي ان الحوار اوصلنا الي كرداسة وانتهي موضوع البنك ولكنه عاد وتذكر انني كنت أتساءل عن عنوان البنك‏,,‏ وقال البنك‏,,‏ بأه ح تسيب البقال اللي علي الناصية واول ناصية بعد البقال ح تلاقي بتاع فضة‏..‏ عارفه‏!!‏

صرخت في غيظ‏..‏ خلاص عارفه واللهي‏..‏ قال صديقي‏..‏ عنده تشكيلة حلوة قوي علي فكرة ح ابأه اخدك مرة ونروح له‏..‏ اصله بيعمل لي خصم جامد قوي‏..‏ ح نروح ناخذ اللي عاوزينه ونمشي‏..‏ بص ومدلي اصبعه وقال الخاتم ده من عنده شايف الشغل اللي فيه‏..‏ واخذنا صديقي في رحلة عن عالم الفضة وانواعها حتي مات موضوع البنك تماما‏..‏ وكنت قد اقسمت فيما بيني وبين نفسي الا اسأل عن اي شيء في وجوده مرة اخري‏..‏ ولكنه وبمهارة شديدة بعد ان انهي المرحلة الفضية من حديثه قال‏.‏ قلت لي يا سيدي بأه عنوان البنك‏..‏ ده سهل خالص انت عديت محل الفضة وماشي‏..‏ خش اول يمين وادي ضهرك للجامع وبص قدامك ح تلاقي ايه‏..‏ قلت له وان اتنفس الصعداء اخيرا البنك‏..‏ قال‏..‏ لأ المدرسة انت موش مركز معايا علي فكرة‏..‏ مش قولنا فيه مدرسة علي الناصية ؟‏!‏ انت ايه يا عم‏!!‏ ما تصحي معايا‏!!‏ ح تلاقي المدرسة بتاعة اللغات‏..‏ وحتي ح تلاقي العيال عاملين هيصة جوه المدرسة‏..‏ ونازلين جري ولعب وزعيق‏..‏ جيل آخر زمن بأه‏..‏ ده احنا ما كناش نقدر نفتح بقنا في المدرسة‏...‏ فاكر يا جو‏..‏ لما مدرس العربي ظبطك بتتكلم مع اللي جنبك ومدك علي رجيلك‏..‏ يا ااه‏..‏ كانت ايام يا أخي‏..‏ كنا بنترعب من المدرسين دلوقت العيال لا هاممهم مدرسين ولا اولياء امور‏..‏ ما هو التعليم عمره ما حينصلح حاله إلا لو رجعت هيبة المدرس تاني‏.

‏ وأخذنا صديقي هذه المرة في رحلة كلامية عن التعليم وما صار اليه وما كان عليه‏..‏ هنا لم اطق صبرا وانفجرت فيه‏..‏ فين البنك فين البنك يا جبار يا مفتري‏..‏ حرام عليك دوختني معاك‏..‏ قال مندهشا ما انا بقولك‏..‏ قلت له بتقول ايه يا أخي‏.‏ انا باسألك ع البنك مالي انا بالمدرسة‏..‏ سيب المدرسة‏.‏ قال مستغربا‏..‏ ما سيبت المدرسة من الصبح‏..‏ انت اللي واقف عندها معرفش ليه انت مالك‏..‏ بتزهق علطول كده ليه ده احنا ما صدقنا وصلنا‏..‏ بعد المدرسة بناصيتين ح تلاقيه في وشك قلت له البنك ؟‏!‏ قال لأ‏..‏ الفكهاني‏..‏ صرخت فيه وانا اكاد اجن‏..‏ وانا مالي بالفكهاني؟‏*!‏ مالي بالفكهاني‏..‏ قال راجل بقاله تلاتين سنة في المنطقة وعارف كل شبر فيها‏..‏ تروح تسأله علي البنك ح يقولك اهوه‏..‏ امسكته من زوره وسألته في غيظ مكتوم بقي انت مش عارف عنوان البنك ؟‏!‏ قال وهو يخلص نفسه بصعوبة من قبضة يدي‏..‏ يا سيدي عارفه‏..‏ بس انا بحاول اختصر المشوار‏..‏ وبعدين اصل هناك مفيش ركنه انا عاوزك تركن عند الفكهاني وتمشي الكام متر دول لغاية البنك‏..‏ فهمت‏!!‏ وذهبت في اليوم التالي حسب خريطة صديقي‏.‏ وانا استرجع ما قاله عن فهمي سليمان وبيومي عطا وكرداسة‏..‏ والكوفي شوب والمدرسة ومحل الفضة حتي وصلت للفكهاني وسألته البنك فين واللهي‏..‏ اجاب الفكهاني‏..‏ بنك ايه ؟‏!‏ ما اتنقل يا باشا‏..‏ الفرع كله راح ميدان لبنان‏!!‏ هنا قررت ان اتصل بصديقي واقول له كلمة ابيحة في التليفون‏..‏ وإذا به هو الذي يطلبني من نفسه‏..‏ هه‏..‏ عملت ايه‏..‏ الوصفة ما تتوهش طبعا‏..‏ الفرع اتنقل ميدان لبنان؟‏!‏ بس‏..‏ بس‏..‏ بس عارفه‏..‏ انما اقول لك تروح ازاي‏..‏ ح تنزل الميدان‏..‏ فيه واحد بتاع حمام مشهور في الميدان في شارع النيل الابيض‏..‏ أيواااه هو ده‏..‏ انا من كام يوم كنت بآكل عنده‏..‏ بيعمل شوية حمام محشي‏..‏ حكاية تعرف قابلت مين بياكل عنده‏..‏ سارة‏..‏ بنت منتصر مع جوزها‏..‏ ما شاء الله البنت كبرت قوي‏..‏ شوف دي كانت قد إيه‏..‏ العيال كبرونا يا جو واللهي‏..‏ والواد شريف جوزها واد ابن حلال قوي‏..‏ تصور كان عاوز يحاسب لي علي الطلبات‏..‏ عامل فيها راجل قلت له يا واد ده أنا عمك عيب المهم خليته يحاسب في الآخر عشــان ما ازعلوش‏.................


وضاع العمر يا وطني

كتب يوسف معاطي
وضاع العمر يا وطني


فعلا‏..‏ لقد تحولنا جميعا إلي كائنات ريموتية‏..‏ حيث ينجعص كل منا علي كنبة ممسكا بالريموت كونترول‏..‏ ويظل يغير في القنوات دون أي تركيز علي شيء معين وكأننا نبحث عن شيء لا نعرفه أصلا أو ليس له وجود‏..‏

تتلاحق الصور والعبارات مع كل ضغطه علي الريموت‏..‏ ولأصحبك معي يا عزيزي في رحلتي الفضائية بين المحطات‏..‏ فهذا شيخ يبكي من فرط الخشوع والإيمان‏,‏ وهذه مذيعة في الجزيرة تلقي ببالغ الأسي خبرا عن انفجارات في بغداد والجزائر وهذا سعد الصغير يغني البلح‏..‏ البلح ودينا ترقص بجواره‏..‏ وهذا هدف يحرزه رونالدينهو ويجري مبتسما وهذه فتاة واقعة تتمايل وهي تسأل المشاهدين اسئلة في غاية التفاهه والتليفونات تنهال عليها‏..‏ وضاع العمر يا وطني‏..‏ ساعات طويلة يلتهمها الإعلام من عمر الوطن وزكي رستم في فيلم نهر الحب يقول لفاتن حمامة ـ قال أيه ـ دقيقة تفرق في حياة شعوب يا آمال‏!!!‏

كل هذا وشعب الصين الشقيق نازل حرت شغال ليل نهار مابيونش ياليتنا نملك ريموتا نتحكم به في مشاهد حياتنات‏..‏ عموما‏.‏

لا تحمل هما‏..‏ كل مشكلة مهما كانت مستعصية‏..‏ لها حل‏..‏ فقط أجلس أمام التليفزيون والريموت في يدك‏..‏ وكل الأمور مقضية بعون الله‏..‏ والحلول كلها دليفري‏..‏ تأتي لك حتي باب بيتك ويضاف عليها فقط سعر الشحن‏..‏ أنت مثلا تعاني من مرض السكر ودايخ السبع دوخات بين الأطباء والمستشفيات‏..‏ وعلي أيه ده كله‏!!‏ كل أدوية السكر والأنسولين هي من صناعة الغرب الكافر المنحل‏..‏ والله يا أخي لو الشفا ييجي علي أيديهم يغور من وشهم‏..‏ عسل السدر الجبلي خلص مع الموضوع‏..‏ يتساءل أحدهم وكيف نعرف عسل السدر يرد الخبراء عسل السدر ح تلقاه لون شجر السدر وبالظبط‏..‏ يتساءل آخر وما هو لون شجر السدر فيرد الخبير‏..‏ ح تلقاه لون عسل السدر بالظبط‏..‏ ويطلع أحدهم في نهاية الإعلان ليحكي عن تجربته مع عسل السدر‏..‏ ويقول أنا كنت بأحس بدوخة وأطرافي منملة علطول‏..‏ لغاية ما ابتديت آخد عسل السدر‏..‏ دلوقت بآكل كل حاجة‏..‏ هذا بالنسبة للسكر‏..‏ أما بالنسبة للضغط الذي استفحل وأنتشر هذه الأيام‏..‏ تعلاجه من أبسط ما يكون‏..‏ عليك وعلي الشيخ جمال بتاع أمبابه والشيخ جمال يمسك مريض الضغط من قناة مسكه ما يمسكهاش مخبر‏..‏

حتي ينزل الدم الفاسد الأسود وهي طريقة معروفة اسمها الحجامة‏..‏ تفوق بعدها علطول‏..‏ ولا صداع بأه ولا وجع دماغ تاني‏..‏ ظبطنا السكر والضغط‏..‏ نخش علي المفيد بأه‏..‏ أنا عارف أنت أيه اللي تاعبك‏..‏ إنما بعون الله سهلة‏..‏ عليك وع الشيخ العطار‏..‏ عامل خلطة أعشاب تقوم قطر‏..‏ تخليك لا مؤخذة واحد تاني شكلا وموضوعا‏..‏ نيجي بأ لحكاية الرزق‏,‏ اطلع ع الشيخ ابراهيم ابو العيون ودا استاذ السحر بالقرآن بس ياريت تروح له من طرف حد من حبايبه عشان ده الطوابير عليه بالكوم‏..‏ جلستين معاه‏..‏ وع الخير اللي ح ينزل عليك زي المطر‏..‏ خلاص يا عم‏..‏ فيه أي مشاكل‏..‏ روح نام بأه وأشبع نوم‏..‏ شفت أيه في المنام؟‏!‏ حلمت أنك قال راكب مركب في عرض البحر‏..‏ والموج عالي وراح جاي طير كبير ماتعرفش ده نسر ولا رخ‏..‏ وراح وأخدك من وسطك‏..‏ وطاير بيك لحد ما وصلت البر وراح عامل لاند ينج ونزلت بالسلامة‏..‏ وروحت قايم من النوم‏..‏ تعمل أيه‏!!‏ تطلب الشيخ سيد حمدي علطول‏..‏ أصل الأحلام دي مش عاوزه اللي يهملها‏..‏ أحسن تتطور بعد كده‏..‏ لازم تلحقها من الأول‏..‏ وهكذا يا عزيزي‏..‏ هل تري أي مشكلة أمامك؟‏!‏ ألم أقل لك أنها سهلة‏..‏ سهلة خالص‏..‏ ماذا يتبقي؟‏!‏

آه‏..‏ أنت خايف من بكره‏..‏ اطمأننت علي الحاضر‏..‏ ولكن ماذا عن المستقبل؟ اطلب الألوسي الفلكي ح يقولك علي كل حاجة وح يطمنك والشيخ علي خليفة يعمل لك حجاب يخليك تفوت في الحديد‏..‏ وقد اتصل أحد المشاهدين ذات مرة بالبرنامج‏..‏ الحقني يا سيدنا الشيخ‏..‏ الحقني فجأة دلوقت وأنا بأتفرج علي البرنامج الدنيا ضلمت في عيني وأنا مش شايف مش شايف‏..‏ أرتبك الشيخ والمذيعة التي بجواره‏..‏ سأله الشيخ دي أول مرة تحس بفقدان البصر أجاب الرجل مذعورا‏..‏ أيوه يامولانا‏..‏ قال الشيخ ده عمل معمول لك يا أخي‏..‏ خد حجاب الشفاء من العمي أهوه قدامك علي الشاشة‏..‏ قال الرجل‏..‏ بقولك مش شايف يا عم الشيخ شاشة أيه‏!!‏ قال الشيخ‏..‏ إذا قول ورايا‏..‏ وبدأ مولانا في تلاوة تعويذه الشفاء من العمي‏..‏ وسبحان الله بقدرة قادر صرخ المشاهد فرحا‏..‏ هييه‏..‏ هييه أنا شايف‏..‏ النور جه‏..‏ قال الشيخ‏..‏ نور أيه‏!!‏ قال المشاهد‏..‏ أصلهم كل يوم يقطعوا الكهرباء في الوقت ده ماتجيش الا تاني يوم الصبح‏..‏ ربنا يباركلك يامولانا‏..


Friday, July 20, 2007

فوزي‏..‏ بتاع زمااان

كتب : يوسف معاطي
فوزي‏..‏ بتاع زمااان

هذه رسالة من صديق‏..‏ انقلها لحضراتكم كما أتت لي دون تغيير أو تعديل‏,‏ يقول فيها‏:‏ الكاتب الجميل الذي أشعر كلما قرأت اسمك علي صفحات الجرائد أو علي أفيشات الأفلام بسعادة غامرة لا أستطيع أن أصفها لك‏..‏ وسعادتي للحق ليست نابعة من متابعتي لكتاباتك أو أعمالك الفنية‏..‏ وانما لمتابعتي فقط لانتشار اسمك وكبر حجمه وبنطه طوال السنوات الماضية ـ دول حتي ساعات بينشرولك صورة كمان جنب المقال‏..‏ ولا تؤاخذني علي عدم قراءة مقالاتك أو مشاهدة أعمالك‏..‏

إنما أنا أسمع انها حلوة‏..‏ فتقبل عذري فلا وقت عندي لأي نوع من أنواع الترفيه‏,‏ فدوامة أكل العيش تجعلنا ندور ونلف حول أنفسنا‏..‏ انت طبعا لم تتذكرني بعد ولك كل العذر كان الله في عونك‏..‏ أنا يابوحجاج أبأه فوزي‏!!!‏ فوزي بتاع زمان‏..‏ زميل التختة في مدرسة أم المؤمنين الابتدائية المشتركة‏..‏ أوعي تقول انك مش فاكرني‏..‏ أحسن أزعل‏!!‏ مش عارف ليه كل اللي بيوصلوا ويتشهروا يابوحجاج بينسوا أصحاب زمان‏..‏ بأه تنسي فوزي‏!!!‏ ده احنا اتمدينا علي رجلينا سوا ياراجل يوم ما ظبطونا في المدرسة واحنا طالعين علي شجرة النبق‏..‏ وفاكر ساندوتشات الفول يا أستاذ ولا نسيتها؟ طيب مين اللي علمك سواقة العجل؟‏!‏ بأه ياسيدي أنا شفت لك صورة من كام يوم منشورة في الأهرام عليا النعمة كأنك لسه قاعد جنبي في التختة في سنة أولي تالت ولا كأن أربعين سنة عدوا ياجدع‏..‏

قعدت أبص لك وأضحك‏..‏ أضحك‏..‏ افتكرت يوم ما اديتك علي قفاك وجريت وانت قعدت تعيط في الحوش‏,‏ أوعي تكون لسة شايل مني يابوحجاج‏!!‏ وافتكرت كمان لما قفلت عليك الحمام بتاع المدرسة من برة وانت قعدت تخبط وتصوت ومحدش كان سامعك‏..‏ كانت أيام حلوة يا أخي‏!!‏ وعلي فكرة المقلمة اللي ضاعت منك وقلبت الدنيا عليها وأبوك رنك علقة سخنة علشان ضيعتها‏..‏

بصراحة أنا اللي أخذتها منك‏..‏ أصلها كانت جديدة كده وعاجباني‏..‏ وفضلت لحد ما خلصنا ابتدائي ضميري بيعذبني وعاوز اعترف لك انما خفت أحسن تجرسني في المدرسة كلها‏..‏ يااااه‏..‏ يا يوسف‏..‏ الواحد لو فتح في الكلام عن الأيام دي مش ح يخلص‏..‏ عموما أنا عارف وقتك يا أستاذ‏..‏ مش ح أطول عليك‏..‏ أنا ياسيدي مش عاوز منك أي حاجة أنا بس حبيت أقولك اني فرحان بيك‏..‏ وأنا دلوقت عندي ثلاثة عيال‏..‏ فتح الله‏..‏ وده ياسيدي اتخرج في الجامعة السنة دي وقاعد في ارابيزي ومش لاقينله شغل وأنا قلت له ياد يافتح الله مش ح يشغلك غير عمك يوسف‏..‏ الوسطانية بأه عفاف‏..‏ دي صوتها حلو قوي‏..‏ أحلي من شرين آه يالليل‏..‏ ياريت لو بس تقعدها مع واحد ملحن ولا منتج زي محروس ده يمكن يعمل لها شريط ولا حاجة ما أنا عارف كلهم حبايبك‏..‏ الواد الصغير بأه مرسي‏..‏ عنده‏15‏ سنة ومش فالح في الدراسة انما تشوفه وهو بيلعب كورة في الشارع يابوحجاج تتخض‏..‏ ماردونا قدامك بيلعب‏..‏ وأنا كنت شفت لك صورة قاعد مع زيدان اللي بيلعب في ألمانيا ده وشايفك محتضنة قوي ما تخليه يشوف الواد مرسي يابوحجاج يمكن ياخده معاه ألمانيا ولا حاجة‏..‏ أنا عموما كاتب لك الجواب ده محبة والله العظيم ولا عاوز منك أي حاجة غير اني اسمع عنك كل خير‏..‏

هوه بس فيه طلب كده‏..‏ المدام عندي أصلها موظفة في وزارة المالية‏..‏ لو عندك حد ينقلها لنا تشتغل في الضرائب ح يبأي جميل عمري ما حاانساهولك‏..‏ وأنا باعتلك صورة من أوراقها والدرجة الوظيفية اللي هي فيها‏..‏ أما بالنسبة لي أنا ياحبيبي عمري‏..‏ أنا مش عاوز أي حاجة أنا طلعت معاش مبكر وسويت معاشي وفتحت قهوة صغيرة كده علي قدي ومستورة والحمد لله بس بتوع الحي مطلعين عيني يا أستاذ‏..‏ لو تليفون صغير منك للحي أو للمحافظة‏..‏ ح تخلص‏..‏ أنا عارف‏..‏ ماكلهم حبايبك‏..‏ وأنا عارف أن انا ليا معزة خاصة عندك وأنا فوزي بتاع زمان‏..‏ والنعمة الشريفة فرحان لك ياخويا يا يوسف كده لوجه الله ولا عاوز من وراك أي مصلحة‏..‏ بالمناسبة ـ وأنا معدي في شارع الهرم لقيت اسمك علي مسرحية لعادل امام‏..‏ بتاعتك دي يابوحجاج؟‏!‏ طيب لو بتاعتك عاوزين بون بتسع أفراد عشان محاسن اخت المدام وجوزها وعيالها‏..‏ عاوزين نتبسط ونتفرج وندعيلك‏..‏ سيبك يابوحجاج‏..‏ كل حاجة في الدنيا دي فانية‏..‏ المحبة اللي بجد‏..‏ هي اللي بتدوم‏..‏
أخوك فوزي بتاع زمان
وعشان تفتكرني‏..‏ أولي تالت‏..‏ مدرسة أم المؤمنين الابتدائية المشتركة

واه يا كوفى من آخر المشوار

كتب : يوسف معاطي
واه يا كوفى من آخر المشوار


كنت كثيرا ما أشعر بسعادة غامرة لأنني خلقت انسانا‏..‏ أفكر وأحلم وأغني وأكتب واقرأ‏..‏ فلو كنت لا سمح الله حمارا‏,‏ بالتأكيد لم أكن سأشعر بهذا الزهو الآدمي‏..‏ والناس كانوا سيركبونني ويرفسونني بأرجلهم‏..‏ الحمد لله انني لست منتميا الي دولة الحمير‏..‏ التي ينعتونها بالغباء وبأنها أنكر الأصوات ولا تجد لها نصيرا ولا مدافعا‏..‏ أما أنا‏..‏ فهيئات كثيرة محترمة تهتم بي‏..‏ وتدافع عني‏..‏ خذ عندك من أول‏..‏ هيئة الأمم المنتحرة‏..‏ الي مجلس القمل‏..‏ الي منظمة حروق الإنسان‏..‏ وكنت كلما شاهدت علي الشاشة‏..‏ أخونا الفاضل كوفي عنان‏..‏ شدني إليه بسماره الذي يشبه سماري وبشعره الأبيض الذي يشبه شعري وعيونه السود التي تشبه عيوني‏,‏ كنت أحس دائما أن هذا الرجل ح يطلع في الآخر يا خالي يا جوز خالتي ولابد وأنه يحمل همومي فوق كتفيه‏..‏

وكنت أشعر بمتعة وأنا أنطق اسمه‏..‏ أصل اسمه حلو بصراحة‏..‏ كوفي؟‏!..‏ وعنان كمان؟‏!..‏ يا سلام‏..‏ يامحاسن الصدف‏..‏ الي أن افقت علي الحقيقة المرة وهي أن كوفي عنان ليس خالي أنا ولا عمي أنا‏..‏ وانما طلع خال كوندوليزا رايس وجوز خالة كولين باول‏..‏ والعيلة دي كلها شغالين في البيت الأبيض أبا عن جد‏..‏ كسفرجية‏.‏ وأونكل كوفي‏..‏ حينما استلم الوظيفة في الأمم المتحدة كان يعلم جيدا أنه رجل وظيفته أن يوقع علي أوراق ليس له أي رأي فيها‏..‏ وانها وظيفة طبق الأصل من وظيفة محجوب عبدالدايم في فيلم القاهرة‏30..‏ وياقوت افندي في مسرحية السكرتير الفني‏..‏ وكان أونكل كوفي يعلم أيضا‏..‏ أن اللي ما يعملهمش وهو في الخدمة لايمكن يعملهم أبدا‏..‏ واثناء الحصار علي العراق‏..‏ وبرنامج النفط مقابل الغذاء‏..‏ وجد كوفي لقمة عيش حلوة لابنه في هذه اليغمة‏..‏ وروح يابني كل عيش‏..‏ هيه جات عليك انت‏..‏ وكوفي عنان يقبض راتبا كبيرا بالدولار من الأمم المتحدة‏..‏ تدفعه له الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة‏..‏ والدولة تدفع لكوفي عنان‏..‏ من أموال الشعب طبعا‏.‏

وبما انني إنسان كما قلت في بداية المقال‏..‏ ولست حمارا‏..‏ فيخصم مني ضرائب ومن ضرائبي هذه يدفعون لكوفي أنان‏..‏ ربما تصل حصتي التي أدفعها أنا فقط الي حوالي جنيه وربع‏..‏ معلش‏..‏ أنا عاوزهم ياجماعة‏..‏ مفيهاش احراج أصل الحاجات دي ماتزعلش ياكوفي ياخويا‏..‏ مادامت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كلها في الكلتشة وفنجرة بق‏..‏ احنا أولي بالفلوس دي مش ح تبأوا انتوا والحكومة‏..‏ ولقد كنت غبيا طول حياتي حينما تصورت انني انسان ولست حمارا‏..‏ مادام الكل يركبونني‏..‏ ويرفسونني بأرجلهم ويعتقدون انني أغبي المخلوقات‏..‏

ومادام ان صوتنا في الأمم المتحدة هو أنكر الأصوات‏..‏ مادمتم لا تسمعون سوي صوت الفيتو‏..‏ وانا بصراحة ياكوفي بأيت باتشاءم منكوا واول مااشوف عربية من بتوعكوا مكتوب عليها‏UN‏ في أي حتة أقول خلاص ح تولع‏..‏ اذا كنتوا قبلتوا الضرب علي نفسكوا ياكوفي ومات أربعة منكوا بصاروخ اسرائيلي‏..‏ ومازعلتوش وطلعتوا تدافعون عنها‏..‏ وقلتوا‏..‏ ما تقصدش‏..‏ يا عم ابوس ايدك‏..‏ حل عني‏..‏ وابعت الجنيه وربع‏,‏ ومش عاوز من وشكوا أي حاجة‏..‏ ياعم‏..‏ خلاص‏..‏ اعتبرني فنزويلي‏..‏ ياسيدي انا ايراني‏..‏ أنا كوري‏..‏ ما تخنقنيش ياعم كوفي‏..‏ محبش حد يمسكني وأنا متعصب‏..‏ أمم ايه دي اللي متحدة ياعم؟‏!‏ متحدة علينا‏!!‏ ما أنا مش عاوز أغلط بأه في الكلام‏..‏ هات يابا الاثنين جنيه اللي عليك وغلطة ثانية واديلك خمسة وسبعين قرش‏..

Thursday, July 19, 2007

البلوزات طالعه .. والبنطلونات فى النازل

كتب يوسف معاطي
البلوزات طالعة .. والبنطلونات فى النازل

يبدو من العنوان أنّ مقالي هذا عن الأسعار .. لا هذا ليس مقالاً عن الأسعار .. وأحبّ
أن أطمئن في البداية السيّدات اللاتي يرتدين البلوزات والبنطلونات أنّ ارتفاع أسعار الثياب
الحريمي لا يمثّل مشكلة إطلاقاً .. لأنّ الله سبحانه وتعالى من نعمته على النّساء أن
خلق لهن كائنات تسمّى الذكور هم الذين يدفعون ثمن هذه الأشياء للنساء ..
وقد يتصوّر البعض من عنوان المقال .. أنّه مقال رمزي على أساس أنّنا ـ نحن ـ الكتّاب نحبّ
دائماً أن نقول أشياء ونحن نعني أشياء أخرى على سبيل الفلسفة يعني.. والكلام الكبير لا
يصبح كبيراً إلاّ إذا كان يحمل معنيين أو كان لا يحمل أيّ معنى .. إنّما مقالي هذا وبوضوح
شديد عن مساحة الحرّية التي نمارسها ..
ربّما لألفت نظركم إاى أشياء شاهدتموها ولم تستوقفكم فقد انتشرت يا أعزّائي في هذه
الأيّام ظاهرة شبابيّة .. حيث ترتدي الفتيات بلوزات طالعة لفوق خالص كاشفة عن البطن ونصف
الظهر !!
أمّا إذا أسعدك حظّك واضطرت صاحبتنا أن تلتقط شيئاً من على الأرض .. أو حتّى مالت يميناً أو شمالاً
.. تستطيع أن تحدّد بدقّة لفّة كاملة 360 درجة من هذه المنطقة من جسدها .. التي على ما يبدو لم
تعد عورة ولا حاجة .
ويصاحب هذه الظاهرة العجيبة ظاهرة أخرى وهي ظاهرة نزول البنطلونات إلى أسفل بطريقة توحي
أنّ البنطلون لا مؤاخذة ح يقع .. فلا حزام ولا كَمَر ولا حدّ قال لها اقلعي السفالة اللي انتي لابساها دي.
وهكذا .. إذا كانت البلوزة في طلوعها تقدّم لنا مساحة ما مكشوفة من الجسد وإذا أضفنا لها المساحة
الناتجة من نزول البنطلون فكأنّك تحصل على قطعة محترمة من الأرض بوضع اليدّ أعني دون أن تدفع شيئا ..
وإنّي كنت لأتعجّب من المرأة الهنديّة وهي ترتدي الساري الهندي عارية البطن وظللت لفترة طويلة أعتقد..
أنّها نسيت أن تلّف الرداء جيّداً عليها فانكشف وكنت أحاول أحياناً أن أنبّهها بالإشارة طبعاً أنّ بطنها باينة .. ولكن
لغتي الهنديّة لم تسعفني ولغتي الإنجليزيّة لم تطاوعني .. إنّما أن يصبح هذا المنظرمصريّاً ودون خلفيّة
فلكولوريّة فهي مسألة تدعو للدهشة حقّاً .. فلا نساء الفراعنة في مصر القديمة كنّ يمشين عاريات البطون
ولم تسجّل النقوش الفرعونيّة على أيّ من الجدران .. صورة لفتاة ترتدي بلوزة طالعة على بنطلون نازل ..
ربّما باستثناء الصورة الشهيرة للعازفات الثلاث التي تراها في مقبرة الشريف ( نخت ) وبجوارها صورة أخرى
لبنات كثيرات غيرهنّ يتمايلن في خلاعة على الجدران في فيديو كليب فرعوني .. ممّا يؤكّد أنّ الشريف نخت
وهو رجل أعمال فرعوني قديم .. لم يلحق باختراع اسمه السي دي .. ومع ذلك كانت الفتاة المصريّة القديمة
قمّة في الأدب والأخلاق والحشمة .. فماذا حدث لنا ؟!
إنّ فتاة تخرج بهذا الشكل من بيتها لتجلس في مكان عام وتضرب لها حجرين معسّل ـ شيشة ـ يعني أنّ
آباها رآها ولم يتكلّم .. وأمّها ما فتحتش بقّها .. وأخوها ضرب طناش جامد .. ممّا يؤكّد فعلاً أنّ البلوزات طالعة
والبنطلونات في النازل .
حينما فازت إيطاليا بكأس العالم لكرة القدم خرجت النّساء عاريات في الشوارع ابتهاجاً بالنصر الكبير ، وكنت
هناك وقتها وشاركت الشعب الإيطالي فرحته وقد كان لعريهم سبب .. فرحانين بأه .. إنّما احنا بنتعرّى على
إيه ؟ ده احنا واخدين صفر !!

Sunday, July 15, 2007

خش ع المليار

كتب يوسف معاطي
خش على المليار

هل جلست مع مليارديرات قبل ذلك يا عزيزي ؟! طبعاً لم تجلس .. وتريد
طبعاً أن تجلس ؟! عذراً للسؤال السخيف السابق .. فلقد طلع منّي دون إرادتي
من كثرة جلوسي مع مليارديرات .. والجلوس مع ملياردير مسألة مثيرة حقّاً
فإحساسك أنّ هذا الرجل الجالس بجوارك .. ( قاعد على ألف مليون ) أشبه
بوقوفك بجوار بركان والصهد طالع على وشك .. ولم يعد جلوسي بجوار ملياردير
عليّا بأيّ نوع من الفائدة تماماً مثل الفرجة على روبي وهي تلعب على العجلة
الثابتة .. ممّا أكدّ لي أنّ المثل القائل بأن من يجاور السعيد يسعد مثل مدسوس
وخاطيء . إلاّ إذا كان وجودي أنا بجوار صديق ملياردير هو الذي يسعده وفرجتي
أنا على روبي .. تسعدها ومن الصفات الثابتة في أيّ ملياردير قابلته أة بالأحرى
قابلني .. أنّه كان يشكو لي !! وكنت أستمع إلى شكاواه . ( كم أنا وغد !! ) بكلّ
تأثّر وانفعال حتّى تكاد الدمعة تفرّ من عيني .. مؤكداً تعاطفي معه أكثر من تعاطفي
مع أيّ فقير زيّ حالاتي تصبح شكواه بالنسبة لي .. شيئاً فلكولوريّاً عاديّاً كما ينادي
الباعة المتجوّلون على بضائعهم .. الأسوأ بأه إذا تفضّل السيّد الملياردير وألقى على
مسامعي بعض النكات الثقيلة والتي ـ ( كم أنا منافق ) أسخسخ على روحي من الضحك
حينما يلقيها صديقي الملياردير .. ثمّ أقسم له بعدها ( كم أنا مبالغ في نفاقي ) أنّه ملياردير
ضلّ الطريق إلى البزنس وكان يجب أن يكون كاتباً ساخراً .. هنا نظر لي صديقي
الملياردير مليّاً ثمّ سألني . وإذا لم أكن مليارديراً وكنت كاتباً ساخراً بالفعل .. هل كنت
ستصادقني هكذا وتتودّد لي ؟! قلت له .. ربّما إذا كنت أنا الملياردير وقتها !!
وإنّى أحب أن أعطي القاريء وصفاً تفصيليّاً لما يكون عليه المليارديرات لأنّه ربّما
يمرّ العمر كلّه ولا يلتقي بأحدهم .. فما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه .. وحتّى لا يشطح
الخيال ويصوّر للبعض أشياء غير منطقيّة .. فالمليارديرات يا أعزّائي .. ناس مثلنا
تماماً لا يزيدون عيناً ولا قدماً يضحكون مثلنا .. ويبكون .. وينفعلون .. هم فقط دائماً
ما يحيط بهم ناس .. سكرتارية وحراسة وشلّة أصدقاء وأتباع ومنتفعون .. وأحياناً ..
كتّاب ساخرون !! ومعظم المليارديرات لديهم فلسفة لا تتغيّر يحاولون إقناعك بها ..
وهي أنّ الفلوس لا تجلب السعادة ممّا يتناقض مع إيمانك الشديد بأنّ جوز جنيهات يفكّوا
الأزمة اللي انت فيها وهم ـ المليارديرات يعني ـ محطّ رعاية واهتمام الجميع .. إذا بدرت
منه أيّ إشارة أو لمحة خاطفة .. يهبّ إليه ويلبّي خمستاشر واحد على الأقلّ وهذا ما لا
يحدث مطلقاً مع الكتّاب الساخرين حينما يجلسون في المقاهي وينادون على الجرسونات
.. لو سمحت يا .. انت يا .. ثمّ أطلق صفّارة من فمي .. ثمّ أصفّق بيدي .. ولا كأنّي موجود في
المقهى من أساسه .. وهذا التجاهل المتعمّد من الجرسونات والقهوجيّة هو الذي أثار
بداخلي ذلك التحدّي لأن أبدأ رحلة البحث عن المليار الأولّ .. ممّا جعلني ـ اختصاراً
للوقت ـ أحاول أن أتعرّف على تجارب الزملاء من المليارديرات الأوائل حتّى أستنير
بطريقهم .. وتجربة ـ فورد ـ مثلاً .. هي تجربة بها الكثير من الجهد والشقاء والحظّ أيضاً
ولكنّها ليست مثلاً يحتذى في العالم الثالث أمّا بالنسبة لأوناسيس فهو راجل بتاع تنطيط
ورحلات ويخوت ـ وده مش جوّي .. تجارة السلاح قرشها حلو ومضمون .. إنّما خطر
ولماذا أرهق نفسي هكذا .. أقصر الطرق هو الخطّ المستقيم .. قرض من البنك بمليار وميتين ..
الميتين يروحوا لصحاب نصيبهم والمليار نقفشه .. والعب يا حسن يا هلالي .. ودائرة الانتقام.

أوّلاً من القهوجيّة اللي ضاربين طناش وما بيردّوش عليّا .. ح اشتري قهاوي مصر كلّها
وع السواد اللي ح يشوفوه منّي وأنا ملياردير !!
ثانياً من الكتّاب الساخرين ـ أمثالي ـ مش عاوز أشوف خلقة حدّ فيهم تاني علشان ما يقعدش
يستظرف بأه ويكتب لي على المليارديرات مقالات .
ثالثاً من الساذجين الذين سيسألونني الآن .. وكيف ســــــتـــــــــســـــدّد المليـــــار ؟

Thursday, July 12, 2007

دي حكايتي مع الزمن

كتب يوسف معاطي

دي حكايتي مع الزمن

اعتاد أمثالنا من ذوي النضوج والخبرة‏..‏ علي أن نعكنن علي الجيل الجديد ونكرهه في عيشته‏..‏ لأنه لم يعش أيامنا الجميلة وزماننا اللي ما حصلش‏..‏ هوه انتوا شفتوا حاجة‏..‏ ولا كلتوا ولا شربتوا‏..‏ هوه انتوا زمانكوا ده فيه حاجة‏!!‏ جتكوا البلا‏..‏ واعتاد أبناء الجيل الجديد‏..‏ أن يستمعوا للحكايات الوهمية التي نحكيها عن الأيام الجميلة التي عشناها‏..‏ والتي لم يعشها هذا الجيل الفقري‏..‏ ويحلو لنا‏(‏ غالبا‏)‏ كآباء وأمهات أن نقدم أنفسنا لأبنائنا‏(‏ المساكين‏)‏ في صورة نموذجية‏..‏ حيث إننا جميعا كنا شبابا ملتزمين‏..‏ مكافحين‏..‏ مؤدبين‏..‏ وأنهم للأسف‏..‏ مش عارفين العيال الجداد‏..‏ طالعين كده ليه بس‏!!‏

واسمحوا لي أن أواجه ابنتي ذات الأعوام الستة‏,‏ أو بالأحري أواجه نفسي بالحقيقة‏..‏ لا يابنتي‏..‏ لم نعش أياما جميلة ولا حاجة وعشنا أياما زي الطين‏..‏ وأني لأحقد عليك أنت وجيلك من كل قلبي‏..‏ ولولا المعزة التي بيننا‏..‏ لكان لي معك شأن آخر‏..‏ الشيكولاتات التي تلقي عند قدميك هذه‏..‏ لم تكن نسمع عنها من أصله‏..‏ والأكل الذي تأكلينه يا عزيزتي‏..‏ محدش في أهلك شافه من أصله‏..‏ وحكاية إن أكل زمان كان بيمري وكان فيه بركة والكلام الفارغ ده ليس صحيحا‏..‏ الشوربة التي أبوس رجلك حتي تشربيها كنت أبوس رجل أمي حتي تتحفني بشوية سخنين بلسان العصفور ولم يكن في استطاعتها‏.‏ آلاف الجنيهات التي أدفعها لحضرتك في كي‏.‏جي‏.‏وان وكي‏.‏جي‏.‏تو‏..‏ لم يدفعها لي أبي منذ يوم ولادتي وحتي تزوجت وأنجبت سيادتك‏..‏ بالنسبة للملابس يا آنسة فأنا لم أشأ أن أفرجك علي صوري وأنا في المرحلة الابتدائية‏..‏ حتي لا تتصوري أن لأبيك جذورا صومالية‏..‏ وإذا دققت في الصورة‏..‏ فستجدي أن القميص الذي كنت أرتديه يبدو فضفاضا بعض الشيء‏..‏ لا لم يكن ذلك علي سبيل الفاشون‏..‏ وإنما لأنه كان قميص الوالد الله يرحمه‏..‏ وكان يتنقل ـ كتر خيره ـ من الأب للابن الأكبر حتي يصل لي وكنت أصغر إخوتي الصبيان مارا بكل مراحل التعليم‏..‏

نأتي لمسألة اللعب‏..‏ لم يحدث أنني اشتريت لعبة في أي يوم من الأيام‏..‏ حيث إن الطفل الذي يطلب لعبة كان يعد في أيامنا من المشبوهين في عالم الأطفال‏..‏

بالنسبة للريموت الذي تمسكين به بيدك وتحركين القنوات‏..‏ وترين الكارتون‏..‏ وسندريللا وتويتي وتوم وجيري‏..‏ معتبرة أن هذا يعد أمرا واقعا‏..‏ أحب أن أؤكد لسيادتك‏..‏ أنني عرفت ميكي علي كبر‏..‏ ولم أكن أقتني المجلة بل كنت أستعيرها وأقرأها‏(‏ بحرص شديد‏)‏ ثم أعيدها لبائعها الذي كان خبيرا في رفع البصمات‏..‏ ولذا يجب أن تعرفي أن زمانك أحسن من زماننا بكثير‏..‏ وأن الباص والميس والبارتي‏..‏ والويك إند‏..‏ كل هذه الأشياء لم تكن في قاموس أبوكي طول عمره‏..‏ أما الصورة النموذجية التي تحاول مامي أن تقولها لكي فيما يختص بالتزام بابي وأدب بابي‏..‏ وأخلاق بابي‏..‏ فهذه أيضا كذبة كبري‏..‏ لا لم أكن مؤدبا يا آنسة‏..‏ ماذا تنتظرين من طفل يلعب طول الليل في الشارع حافيا كرة شراب‏!!‏ أرجوكي لا تسأليني ببراءتك ذلك السؤال الذي يغيظني‏..‏ وليه يا بابي ما كنتش بتروح نادي الجزيرة‏!!‏ أما بالنسبة لحكاية أني دائما كنت من الأوائل‏..‏ فهذه حقيقة‏..‏ ولم يكن هذا نابعا من ذكائي المتوقد أو نبوغي المبكر‏..‏ إطلاقا‏..‏ كان الذي يرسب أيامنا يا عزيزتي‏..‏ ليس أمامه أي فرص أخري‏..‏ الواد مش نافع في الدراسة نشوف له أي شغلانة يتعلمها‏..‏ وأنا إمكاناتي اليدوية كانت محدودة للغاية‏..‏ ولذا لم يكن هذا اجتهادا في الدراسة وإنما كان نوعا من تنفيذ الأحكام‏..‏ أما بخصوص ميس إنجي الخواجاية الجميلة التي تدرس لك‏..‏ وتشترين لها‏(‏ علي حسابي‏)‏ هدية عيد الأم كل عام فيقابلها في حياتي الأستاذ عبدالغفار الذي كان يبدأ حصته دائما‏..‏ بمد الفصل كله علي رجليه‏..‏

عيشي يا ابنتي حياتك وتمتعي بها‏..‏ لقد حكيت لك حكايتي‏..‏ فلم يكن زماننا جميلا ولا قطران‏..‏ زمانكم أنتم هو الأجمل‏..‏ وهذا ليس كلامي أنا‏..‏ هذا ما قاله لي أبي الله يرحمه‏..‏ وأنا في نفس عمرك تقريبا‏..‏ حينما كان يتعجب من الإمكانات المهولة المتاحة لطفل مدلل مثلي جاء إلي الدنيا ليجد كل شيء يقدم له علي ملعقة من ذهب‏..‏

وأنا لن أحكي لك حكاية أبي‏..‏ أحسن تطبقيلي بريزة في إيدي وأنا قايم

Tuesday, July 10, 2007

حدث فى الجمجمه

كتب يوسف معاطي
حدث فى الجمجمة


لا بدّ أنّ خللا ما قد أصاب الجمجمة .. لنعترف بذلك ولنصرح به
قبل أن يعايرنا الآخرون .. فحينما تتوالى المصائب والكوارث على
البني آدم منّنا .. لا يجد أمامه سوى ردّ فعل واحد من اثنين .. إمّا أن
يصبح مختلا عقليا .. أو أن يصبح فيلسوفا ..
والفيلسوف هو مختل يحاول أن يجهد عقله ويجهد عقولنا معه ..
أما المختل فهو فيلسوف على راحته .. ومحسوبكم يعاني هذه الأيام
حالة غريبة .. لم أشأ أن أصفها لكم إلاّ بعد أن علمت أنّها صارت
ظاهرة يشكو منها الكثيرون .. إذن لا داعي للخجل .. لنتكلم .. مفيش
حدّ غريب .. الحال من بعضه ..
انت يا عزيزي ـ وبالأحرى أنا أيضا ـ تعاني من حالة التناحة
والشرود غير المبرّر لنكن صرحاء أكثر .. أنت في نصف
غيبوبة دائمة .. صرت تنسى أشياء بسيطة وكلمات عادية جدا
كنت تستخدمها بكل سهولة ويسر في الموقف المناسب دون أن
تجهد عقلك .. ولقد بدأت الأعراض تنطلق عليك حينما ذهبت إلى
عزاء الأستاذ سليمان جاركو .. وحينما مدّ أخوه يده نحوك قائلا :
سعيكم مشكور .. أخذت تنظر نحوه في بلاهة دون أن تترك يده
وقد وقف خلفك طابور المعزين في انتظار أن تجد الرد .. ما هذا !!
هل اتمسح دماغك تماما .. لا تجد أي رد .. يا أخي .. قول له ..
شد حيلك .. أو ذبكم مغفور .. أو يجعلها آخر الأحزان .. إلى هذه
الدرجة .. لم تأت أي من هذه العبارات البسيطة إلى ذهنك ؟!
وعدت الليلة .. ولكنك حينما ذهبت إلى فرح ابنة عاطف صديقك ..
استقبلك الرجل أحسن استقبال وعانقك وهتف بك .. نجاملك في
الأفراح !!
بماذا رددت عليه .. أخذت تحملق فيه كأنه يكلمك باللغة اليابانية ..
ولم تسعفك الذاكرة بجملة بسيطة مثل .. ربنا يتمم بخير .. أو ألف
مبروك .. أو يجعل أيامكو كلها أفراح .. معقولة !! أين ذهب الكلام ؟..
ستحاول أن تبرر ذلك بأنك ترتبك في الأماكن العامة .. ودماغك
(
بتهنك ) .. طيب وحينما كلمتك في التليفون .. وقلت لك ألو .. ولم
أسمع أي رد منك !! بم تفسر هذه بأه ؟ فهل ألو هذه تدعو للارتباك ..
إذن هناك عطل فني .. خلل في الجمجمة .. هذا هو التشخيص
والسبب انت خائف .. ولماذا انت خائف وممن تخاف ؟ .. انت تخاف
من بكره .. فالماضي مهما كان بشعا مرعبا لا يخيف أحدا .. إن
المستقبل هو الذي يملأنا رعبا ـ انت خائف من الزلازل مثلا .. بينما
تجلس مع أصدقائك وتحكي لهم وانت مسخسخ من الضحك عن
زلزال 92 إن الكوارث التي ننجو منها مهما كانت قسوتها تصبح
ذكريات جميلة حينما نحكيها .. أما الكوارث التي نعلم إلام ستنتهي ؟!
هي التي تصيبنا بهذه الحالة من الهلع .. لأن شيئا ما بداخلنا يهمس لنا
أننا لن ننجو هذه المرة.. إذن المسألة مسألة تشاؤم ، فحينما ترتفع
الأسعار هكذا .. ويصبح الدولار هكذا .. وتعاملنا أمركا هكذا .. وتنحدر
الثقافة هكذا .. وينتشر الفساد هكذا لا بد أن تكون النتيجة هكذا وهكذا ..
ولكن .. لنتفاءل برضه .. فما قيمة التفاؤل إلاّ في أحلك الظروف ..
فالقمر لولا ظهوره في الليالي السوداء لما كان له قيمة وما تغزل
فيه الشعراء .. تخيلوا معي حضراتكم قمرا طالعا في عز الضهر !!
كنت جالسا في القطار وسألني أحدهم .. ازاي أمريكا تثبت إن سوريا
عندها أسلحة دمار شامل ؟ .. قلت له : سترسل فرقة تفتيش لن تجد
شيئا .. فترسل بعدها فرقة مدرعة وصواريخ تدمرها .. ثم لن تجد شيئا ..
فيحدث استجواب للرئيس من الكونجرس فيقول الرئيس إن رئيس
المخابرات خدعني !!
فينجح في الانتخابات .. وعاد جاري يسألني : هوه القطر ده مش ح
يقف المحطة اللي جاية ؟ .. قلت له : والله يافندم لو ما وقفش في محطة
مصر اللي جاية دي ح تبــأه حـــادثة فظيـــــــعـــــــــة !!


Monday, July 9, 2007

قليل البخت

كتب يوسف معاطي
قليل البخت

لا أطيق الأبراج ولا كلام الأبراج ولا خبراء الأبراج الذين يطلعون لنا على الشاشات ليؤكّدوا لنا
بثقة متناهية .. أنّ برج الثور برج طيّب عصبي ولكنّه لا يؤذي أبداً .. وهذا الذي خبطني بسيّارته
وحطّم سيّارتي تماماً ونزل منها ليشتمني كنت متأكّداً أنّه عقرب .. فطلع ثوراً رغم أنف الخبير ..
وياليت أهل الخبرة في عالم الأبراج الذي لا أعلم كيف صار علماً بقدرة قادر .. يقتصرون على
الظهور على الشاشات فقط .. بل إنّني أرى الكثيرين من حولي واخدينها جدّ قوي .. فهذه تتنهّد
في حسرة على خطيبها الذي طار .. وهي تقول .. أصل محسن كان ميزان والميزان دايماً
كده ما يحبّوش الاستقرار ولم تقل أنّ سبب فسخ الخطبة أنّه ضبطها مع واحد برج الأسد ، وهذه
أراها لأولّ مرّة .. تظلّ تنظر نحوي صامتة لأكثر من ربع ساعة .. تحملق في وجهي وجايباني
من فوق لتحت .. ثمّ فجأة كأنّها جابت التايهة .. توجّه إصبعها نحوي بكلّ ثقة .. وتقول .. يوسف ..
انت برج دلو .. صح !!
هنا أندهش .. طبعاً لازم أندهش .. كيف علمت يا سيّدتي أنّني دلو .. عذراً برج دلو .. تقول بابتسامة
مليئة بالخبث .. باين عليك خالص .. انت إنسان هادي وذكي .. ومش سهل .. طيّب جدّاً .. بس لمّا
يفيض بيك يا ساتر يا ربّ .. فعلاً .. صحّ .. أنت فظيعة كأنّك تعرفيني من سنين ..وتستمرّ السيّدة
الخبيرة في محاضرتها عنّي انت لك أصدقاء كثيرين جدّاً .. ولكن في الواقع ليس لك أصدقاء .. صحّ ؟!
أهتف في انبهار .. فعلاً .. صحّ .. عرفتي إزّاي .. وتتحوّل صاحبتنا إلى قارئة فنجان فجأة .. فتقول لي ..
خلّي بالك من برج العقرب .. عشان بتوع العقرب بيكرهوا الدلو .. أقول لها يا نهار أسود ده أنا أعزّ
أصدقائي برج عقرب .. أعمل إيه معاه ده بأه .. تقول لي .. ولا حاجة .. بس حرّص منه .. تشتعل
الجلسة .. ويتوهّج الحوار فهذا يهتف بها .. أنا سرطان أعمل إيه .. تقول له بسرعة وخبرة ..
انت حنيّن قوي .. وعندك عطاء لكلّ اللي حواليك بس خد بالك .. أحسن تعوّد اللي حواليك على كده ..
يهتف صاحبنا السرطان .. فعلاً بالضبط .. وتضيف صاحبتنا .. بس حاول ما تسهرش كتير ل
أنّ برج السرطان عدو السهر .. وبرجه برج نهاري .. يعني يتألّق الصبح .. مع الليل يكون فقد تألّقه وبريقه ..
ينظر صديقنا السرطان في الساعة .. ويستأذن عشان ينام بدري وأعرف مديرة كبيرة تشغل منصباً مرموقاً ..
تؤمن بالأبراج إيماناً كبيراً لدرجة أنّها تغلق باب حجرتها عليها موتظلّ من صباحيّة ربّنا لا حديث لها سوى
الأبراج ـ وصفات الأبراج حتّى أنّ الموظّفين الخبثاء عرفوا أنّ هذا هو الطريق إليها فصاروا يقحمون الأبراج
في كلّ حديثها وصار العمل يسير بالأبراج .. فهذا برج جدي بلاش منّه وهذه برج أسد يا أهلاً بها ..
حتّى أنّ أحد الموظّفين من فرط ما عاناه من الاضطهاد .. غيّر برجه كان عقرباً .. فصار حملاً ..
والكلام في الأبراج هو وسيلة توحي لمن نكلّمه بأنّنا نفهمه جيّداً أكثر ممّا يفهم هو نفسه .. والواقع إنّه
مجرّد كلام فاضي يؤكّد إنّ محدّش فاهم حاجة وبالمناسبة .. أعتذر للصديقة التي وجّهت إصبعها نحوي
وقالت لي .. انت دلو .. وأخذت تعدّد في مزايا برج الدلو التي تنطبق عليّا تمام الانطباق .. إذ أنّني في
الواقع برج عذراء .. وإنّما أخذتها على قدّ عقلها .. وأنا أعلم أنّها ستزعل منّي وستؤكّد أنّها كانت على صواب ..
وأنّني عذراء كارف على دلو .. والحقيقة أنّني بعد أن قرأت صفا ت الأبراج وجلست مع الخبراء
المتبرّعين في وصف الأبراج .. اكتشفت أنّني تنطبق عليّا مواصفات ستّة أبراج على الأقلّ ..
فأنا أسد أحياناً .. وعذراء قليلاً .. وثور كثيراً .. وجوزاء يوم بعد يوم .. ويوم الثلاثاء بابأه ـ أكون ـ ميزان ..
ولذا حينما أقرأ البخت المنشور في الصحف أقرأ الأبراج كلّها وأختار ما يعجبني فهذه رحلة سعيدة تنتظرها منذ
وقت طويل .. وهذا مال في الطريق إليك .. وهذا صديق تكتشف أنّه يخونك .. فأسافر كما يسافر الأسد وأحصل على
مال السرطان وأكتشف خيانة صديق العقرب .. وفي متابعتي اليوميّة لبختي الشرعي أعني ما يكتب لبرج العذراء
..
فلم تحدث مرّة واحدو ولفقت معايا .. والأبراج يا أعزّائي هي فكرة نصّابة .. لا تفرّق بين غني وفقير ولا بين مواطن
غلبان مثلي يعيش في العالم الثالث ومواطن يأخذ كلّ حقوقه في العالم الأوّل .. وقد كتبت الأبراج مرّة في برج العذراء ..
أنت تعيش أسعد أيّام حياتك .. قرأتها أنا وسخرت منها في مرارة .. وقرأها مواطن عراقي عذراء برضه
وقعت قنبلة فوق بيته وينام في العراء هو وأولاده .. وقرأها مواطن أمريكي عذراء راخر ـ هو الآخر ـ وهو جالس على
المائدة يتناول إفطاره .. وقرأتها ( صوفيا لورين ) وهي برج عذراء أيضاً .. بعد أن أبلغها الأطبّاء أنّه لم يعد في جلدها
ما يشدّ .. ولتقرأها أنت يا عزيزي العذراء أينما كنت وكيفما كانت حالتك .. وإنّي أقترح على فقهاء الأبراج أن
يخصّصو اأبراجاً للأغنياء .. وأبراجاً للوزراء .. وأبراجاً أمريكيّة وفرنسيّة وإنجليزيّة ..
وأبراجاً عربيّة .. أقترح أن يكتب فيها .. أنت تعيش ( أزفت ) أيّام حيـــــاتك ..


Sunday, July 8, 2007

شريط حياتي يا عين

كتب : يوسف معاطي
شريط حياتي يا عين

لاشك أن الشريط السينمائي ما هو إلا محاولة بشرية لتلخيص الحياة‏,‏ في ساعتين تقريبا‏,‏ وفي خلال الساعتين يتقبل الجمهور العزيز أن تحدث أشياء لو حدثت في الواقع لاستغرقت عشرات السنين‏,‏ فهذا بطلنا يهم بتقبيل البطلة فجأة‏..‏ فتقاومه‏..‏ وتضربه بيديها الطريتين علي صدره القوي‏..‏ لأ‏..‏ ما يصحش‏..‏ عيب يا محسن‏..‏ لأ‏..‏ يا محسن‏..‏ ولكن أمام إصرار الذكر وضعف الأنثي‏..‏ تستسلم بطلتنا فجأة برضه وهي طيبة بالمناسبة‏..‏ لتصبح في المشهد التالي حامل علطول‏,‏ حيث يرفض محسن الاعتراف بالطفل القادم‏..‏ وفي المشهد الذي يليه يأتي الطفل مجهول النسب بالنسبة لكل كاست الفيلم‏,‏ بينما لا يعرف أحد أن محسن هو الذي معها سوي الجمهور والطيبة طبعا‏..‏

ويلي ذلك مباشرة مشهد يبدأ من عند قدمي الطفل لتطلع الكاميرا حيث صار الطفل شابا‏..‏ وقد ظهر الشيب علي شعر محسن أما الطيبة فلا تحدث علي وجهها أو ملامحها أي تغييرات‏,‏ خاصة بتقدم السن لاعتبارات أنثوية نعلمها جميعا‏..‏ يا سلام لو كانت حياتنا فعلا سريعة متلاحقة كشريط سينمائي‏.‏

تأتي ابنتي من المدرسة سعيدة مبتهجة‏..‏ تقول لي اسمع يا بابي الأغنية اللي علموهالنا في المدرسة‏..‏ أنظر إليها بحب أبوي جميل به لمسة حزينة لا أعرف سببها حتي الآن‏..‏ وأربت عليها قائلا‏:‏ غني يا هيا‏..‏ وتبدأ هيا في الغناء‏..‏ ثم زووم إن علي وجهي‏..‏ ثم تعود الكاميرا في اللحظة نفسها لهيا وقد صارت فتاة ناضجة وبقت فرد محصلش ومزة حكاية‏,‏ وقد وفرت عليا سنوات من المصاريف والمشاكل والعذاب‏..‏ أما بالنسبة لرحلة كفاحي وهي في الواقع كانت رحلة سخيفة رذلة‏..‏ استمرت لأكثر من ربع قرن ولا تصدقوا أن التعب والشقاء الذي نلاقيه في حياتنا هو الذي يعطي لها مذاقا‏!!‏

هذا كله تهجيص‏..‏ أتخيل لو كانت رحلة كفاحي بإيقاع السينما‏..‏ حينما تخرجت في الجامعة باحثا عن فرصة لأكتب في أي حتة ثم ذهبت إلي مجلة الكواكب‏..‏ فقابلني الأستاذ رجاء النقاش رئيس التحرير ووضع يده علي كتفي وقال ياللا شد حيلك وورينا بأه‏..‏ يا سلام بأه لو بعد هذا المشهد مباشرة‏(‏ فوتو مونتاج‏)‏ لقطات سريعة لي وأنا سهران أكتب وبجواري كوب الشاي والأباجورة مضاءة‏..‏ للتعبير عن المعاناة‏..‏ ثم كرة أرضية تلف‏..‏ ومقالاتي تنشر هنا وهناك في الدنيا كلها‏,‏ ثم أوراق النتيجة تتغير بسرعة إلي أن أطلع علي المنصة في المشهد التالي وقد شاب شعري قليلا‏..‏ لأستلم جائزة نوبل‏.‏

الشيء الآخر الذي طالما حلمت به ولا يحدث في الواقع‏..‏ تلك الصدمات التي تتلقاها من أقرب الأصدقاء‏..‏ لنكتشف بعد عمر طويل أنهم كانوا أشرارا ويضمرون لنا نوايا سيئة‏..‏ أما في الشريط السينمائي فالشرير واضح من أول لحظة‏..‏ فلا نضيع وقتنا في تصديقه‏..‏ ولقد سرقني أحد الأصدقاء فعلا ورفعنا قضية‏..‏ بقالها في المحاكم خمس سنين ولم نأخذ شيئا‏..‏ لو كان الأمر بيدي كسيناريست‏..‏ لهبطت برجال البوليس عليه في ثانية‏..‏ ورأيته وهم يدخلونه البوكس وهو يأخذ جزاءه‏..‏ ان هذا لا يستغرق في الشريط أكثر من دقيقتين‏..‏ وفي استعراضي لشريط حياتي اكتشفت أنني عشت كل أنواع الدراما‏..‏ الرومانسية‏..‏ والميلودراما‏.‏

وحتي موضوع محسن‏..‏ مررنا به برضه‏..‏ ولكنه حدث في الحياة بعد أن تزوجنا واعترفنا بالطفلة‏..‏ وكان في شريط حياتي مواقف كوميدية خفيفة برضه‏..‏ لولاها لكان الشريط مقبضا جدا‏..‏ وأعترف بأنها لم تكن كلها كوميديا راقية من التي تعجب النقاد‏..‏ وأنما كان بها أحيانا بعض الإسفاف‏..‏ الشيء الوحيد الذي خلا منه شريط حياتي‏..‏ هو الأكشن‏!!‏ وهذه مسألة ضايقتني كثيرا‏..‏ فلم يحدث أن طاردت لصا أو قدت سيارة بسرعة مهولة حينما كانت العصابة تتعقبني في مطاردة مثيرة‏..‏ لم يحدث أن دشدشت عربيات أو تسلقت جبالا‏..‏

أو دخلت في معركة حامية الوطيس كما نري في معظم الأفلام الآن‏..‏ وكثيرا ما أتأمل بإعجاب تلك السهولة التي يتم بها ضرب الخصوم والانتصار عليهم في الشريط السينمائي‏,‏ فلا يلزم البطل لكي يصرع خصمه إلا أن يفاجئه بلكمة قوية علي فكه يسمع صوتها الدولبي في قاعة السينما كلها فتجد علي أثرها الخصم صريعا ببونية واحدة‏..‏

آه لو كانت حياتنا مثل الشريط السينمائي‏..‏ لما كانت هناك أي مشكلة فعلا‏..‏ إذا مرضت مثلا‏..‏ تدخل المستشفي في مشهد واحد ثم لقطة أو اثنتين علي جهاز القلب وتخرج وانت زي الحديد‏..‏ بينما الذين يدخلون المستشفي في الحياة لا يخرجون‏..‏ إذا دخلت السجن‏..‏ هو مشهد في الزنزانة ثم ينفتح باب السجن لتخرج وقد مرت السنون‏..‏ حتي إذا مت في الشريط السينمائي‏..‏ ما هي إلا ملاءة بيضاء يشدونها عليك وانت علي السرير مرتاح قرير العين هانئ البال‏..‏ بل إن مقالا كالذي بين يديك الآن‏..‏ لو كنت أكتبه في الشريط السينمائي ما كان أخذ مني كل هذا الجهد‏..‏ كنت سأكتفي بأن أضع القلم علي أول الصفحة و‏...‏ لا أكتب شيئا‏..‏ ثم في المشهد التالي مباشرة‏..‏ الصراف يعطيني أجري كاملا عن كتابة المقال‏.‏