Sunday, April 13, 2008

دي نظافة زمان

كتب يوسف معاطي

دي نظافة زمان ..

لم أكره شيئاً فى حياتي قدر ما كرهت الغسيل .. يوم الغسيل .. واللى بدع الغسيل .. صوت الغسالة يا أخي .. صوت بشع .. ويظل يدوي فى دماغي من صباحية ربنا برتابة وملل .. ولأن أمي من النوع الذي يتعامل مع البيت بمنهج التليفزيون ، فهي تعتبر يوم الغسيل هو اليوم المفتوح .. فهو أيضا يوم الطبيخ ويوم المسح والكنس ، ويوم وضع المراتب فى الشمس ، وقريبا جدا سيصبح يوم نقلى إلى مستشفى بهمان للأمراض العصبية .. ولكننى أتحمل الطبيخ والمسح والكنس وكل شئ .. إلا الغسيل . ولذلك لا استطيع أن أصف لحضراتكم سعادتى حينما فتح محل أمام بيتنا مباشرة لغسيل الهدوم وكيها ووضعها فى كيس وشماعة .. قلت لأمي .. أخيرا " اللوندرى " !!! فى البداية هي اعتقدت أنه محل لتغيير العملة ، وحينما أخبرتها .. إنهم يغسلون وينشرون ولا يتحاورون .. اعترضت جدا على فكرة أن تذهب ملابسي إلى انسان كائناً ما كان ليغسلها ، وأنا تصورت فى البداية أنها تري فى ذلك اعتداء على وظيفة أساسية من وظائفها كأم .. ولكني علمت منها بعد ذلك ، أنها تخشي أن أرسل لهم هدومي بعرقها فيعملون لى " عمل " لا ينفك .. وحاولت جاهدا أن افهمها انني لا ارسل لهم حاجة من أطري ، وانما ارسل لهم ملابسي ، وكثيرون غيري يفعلون الشيء نفسه .. فاشمأزت وقالت : وهل تقبل أن يختلط عرقك بعرق غيرك .. فهي كأمي تتصور أن ابنها يعرق عسل نحل أو عصير فراولة ، بينما أبناء الآخرين يعرقون هذا العرق المملح البشع .. وبدأت علاقتي بالمغسلة الميكانيكية منذ تلك اللحظة .. وارتحت من صوت الغسالة الاستفزازي وعلى رأي المثل الشهير .. هين قرشك ولا تخرم ودنك.

ولكن مع " اللوندرى " ليست الحياة جميلة طوال الوقت كمان كنت أتصور .. فقد حدث مثلا ليلة رأس السنة الماضية أن ارسلت الجاكت الكحلى " الحتة الزفرة " بتاعي إلى المغسلة ، وحينما ذهبت لأخذه بعد التنظيف .. أعطوني جاكت آخر .. لم اتبين أنه ليس الجاكت بتاعي إلا حينما وصلت البيت .. هو كحلى .. ولكنه ليس الكحلى الذى أفضله .. وعدت مسرعا إلى اللوندرى .. كان قد أغلق أبوابه .. ورجعت البيت والجاكت معي .. الطقم كله قدامي لا ينفع سوى الجاكت الكحلى .. هل أرتديه ؟! مابدهاش .. وذهبت إلى الحفل وأنا عندي احساس انني لست أنا .. وكل رجل يرتدي جاكت حكلى فى الحفلة أفصحه بعناية كأنني مخبر سرى .. وباظت الليلة ..

طبعا هذه الأشياء لم تكن تحدث إطلاقا أيام غسالة أمي .. على أقصي الظروف كان أحد بنطلوناتي يطير من ع الحبل .. أو أن جارتنا العزيزة .. تلقى بجردل ماء قذر علي الغسيل .. مشاكل من هذا النوع لا أكثر .. وحدث ذات مرة جينما كنت انتظر فى محل التنظيف الجاف أن رأيت سيدة تدخل وهي ترتدي ثوبا ضيقا ، يلتف حول جسمها فى احكام شديد وغريب ، واتجهت كل الأنظار إليها وهي تشق طريقها نحو عاملة المحل وتقول فى غيظ : بماذا تغسلون ؟ لقد عاد ثوبي من عندكم وقد انكمش انكماشا شديدا ، حتي أنني أشعر كأنني عارية وأنا أرتديه .. هل يصح ذلك ؟ فقالت العاملة وهي تنظر إلى الثوب الضيق الذى ترتديه السيدة : أنا آسفة جدا يا سيدتي.

فأكدت على كلام السيدة قائلا : إنت معاكي حق وماكانش لازم تلبسيه عشان يعرفوا غلطتهم ، الفستان باين .. ولكن السيدة صاحت قائلة وهي تفتح حقيبتها وتخرج منها ثوبا آخر ، شوف يا استاذ الفستان بقى عامل إزاي – كانت تقصد فستانا آخر غير الذي ترتديه .

18 comments:

كاميليا بهاء الدين said...

انا داخلة اعلق علي قصة ريدل وبهية
لانىلاحظت انها نشرت من فترة طويلة
ولعلك لاتفتح المدونة الاخرى

القصة رائعة
واسلوبك جميل
وخفة ظل غاية فى الروعة

أنا ارى انها تستحق النشر
يمكنك الاتصال بدار الشروق
فهى بدأت سلسلة بعنوان مدونة آت شروق
تصدرها للمدونات المتميزة

وأتمنى أن اقرأ إنتاجك قريباً بإذن الله
لان قلمك يستحق

دمت مبدع

تحياتى

كاميليا

Unknown said...

ميرسي ليكي كاميليا لردك الجميل
انا متابع جدا هنا الوضع
وبدخل كل يوم تقريبا على بلوج ريدل ونبوية مش بهية
وان شاء الله هيكون فيه جديد ان شاء الله

كلمتى said...

هههههههههههههههههههههههه
يعنى هما ماغلطوش
ظبطوا لها الفستان ذى فساتينها التانيه
الناس تشكر والله
اما بالنسبه ليك فمعلش الحلو مايكملش
ياغسالة مامتك بصوتها المزعج الطبيعى
يالمغسله بقرفها ولخبطتها
انت واختيارك
تحياتى

Unknown said...

ميرسي ليكي كلمتي
ردك جميل قوي
نورتى البوست
والبلوج كله

الباحث عن الحقيقة said...

جميل فعلا
استمتعت وانا بقراه
اسلوبك جميل
كنت بقرأ وكأني بشاهد حلقه تلفزيونية
شكرا على المتعة الجميلة

كاميليا بهاء الدين said...

معلش سورى انى اخطأت فى ذكر اسم بطلة القصة
أصل قرأت القصة وبعدها ذهبت لزيارة
مدونة احد الاصدقاء
رئيس جمهورية نفسى
وكان كاتب قصيدة بعنوان
قيدى النور يابهية
وبهية لها قصة معنا اصلا
:)

معذرة مرة آخرى

تحياتى وتقديرى

Unknown said...

الباحث عن الحقيقة
اسعدني بجد ردك على البوست
واستمتعت جدا بردك وبمجاملتك
ميرسي ليك نورت البلوج

Unknown said...

ولا يهمك يا كاميليا وعموما انا كنت عايزك فى موضوع مهم ياريت لو فيه على وسيلة للتواصل لأن الموضوع مهم جدا

سارة درويش said...

هههههههههههههههههه

على فكرة بجد جاااااااااااامدة جدا جدا

انا فى الاول كنت فاكرة انها بتاعة يوسف معاطى فعلا

بس حسيت ان الاسلوب غير اسلوب يوسف معاطى

تسلم ايدك بجد

ويارب دايما مبدع

كاميليا بهاء الدين said...

عزيزى ريدل

أنا فضلت أن ارد على طلبك هنا
لأننى منذ بدأت مدونتى
وردى على التواصل المباشر
هو أننى أفضل أن أظل دوما
فى نفس النقطة .. خلف السطور
ولعلك اذا اخدت جولة فى التعليقات عندى
ستجد أن كل أصدقائى
تركوا لى حرية هذا الاختيار
بحب ووود وتفهم
مما جعلنى أحبهم أكثر جميعا

صديقى
يمكنك ان تخبرنى عن الموضوع هنا
او فى تعليق عندى

وأنا إن شاء الله
معك .. وبجانبك

تحياتى وتقديرى

سلوى said...

فعلا بصراحه يوم الغسيل ده بيكون يوم ممل

أما الست اللي فستانها باظ
كان المفروض تشكرهم يعني

لأنهم ظبطوة من عير ماتطلب ولا تتعب روحها

خالص تحياتي

Unknown said...

سارورة هي فعلا ليوسف معاطي
دي كلها مقالات يوسف معاطي وده اسلوبه فعلا
نورتى البلوج وان شاء الله اشوفك تاني وتالت ورابع ودايما وع طول

Unknown said...

كاميليا أولا ميرسي ليكي لاهتمامك
ثانيا انا بفضل اننا نبقى هنا
الموضوع اللى كنت عايز اسألك عليه
كنت عايز اعرف ازاي اقدر اتواصل مع دار الشروق

Unknown said...

هههههههههههههه
معاكي حق يا سلوي
يالا ربنا يدي لكل واحد على قد نيته
ميرسي ليكي فى اول ظهور على البلوج
ونورتى البوست

canary said...

عموما متزعلش من صوت الغساله اوى كدة اهو الغسيل الوسخ عندكو كلوة اهو . هو يعنى الواحدة تفضل تغسل وتنضف عشان سيادتكو تتقيفو وتبقو بهوات وفى الاخر ميعجبكوش صوت الغساله؟؟
طب خلاص . حقكو علينا وبلاش الست تعمل حاجه تانى عشانكو
والاكل ابقو روحو المطاعم واللبس ابقو ودوة اللوندرى والجواز بالمرة
وابقو خلو الغساله تنفعكو

كاميليا بهاء الدين said...

بس كده؟ اوكى

طبعا انت عايش فى مصر
مش كده؟

هاقولك

دار الشروق
٨ شارع سيبويه المصري
مدينة نصر ، القاهرة
جمهوريه مصر العربية

tel. (202) 24023399
fax. (202) 24037567
e.mail: day@shorouk@com
website: www.shorouk.com

ممكن تتصل بالتليفون وتحدد ميعاد مع احد مسؤلى نشر المدونات
ويكون معاك نسخة مطبوعة من القصة

إن شاء الله
إن شاء الله
سوف تنشر

تمنياتى بالتوفيق

لو كنت فى مصر كنت عملت لك كل الاتصالات وجبت لك كل المعلومات
بس انا للأسف مش فى مصر
عايشه فى ألمانيا
:(

تحياتى

كاميليا

Unknown said...

ميرسي يا كاميليا مش عارف اشكرك ازاي
ربنا يخليكي
بس انا مش هتصل بيهم دلوقتى بقي
غير لما انزل قصة تانية
تكون احسن من الاولى
وميرسي بجد لذوقك
وبجد انا حاسس اني تعبتك معايا جدا
بس مش مشكلة كله فدايا :P
هههههههه بهزر
بجد الف كلمة شكر متكفيكيش
ونردهالك فى الافراح وغير الافراح ان شاء الله

Unknown said...

لألأ مينفعش كده يا كناري
تعالى خدي لك قلمين احسن
الراجل بيبوح عن مكبوتة من مكبوتاته
صوت الغسالة
فعلا حاجة فظيعه
تخيلى عايش مع الصوت ده كل يوم فى مصنعه او شغله
ولما يجي يستريح فى البيت يوم
يعيش مع صوت الغسالة
ماهي ايام الاسبوع كتيرة اشمعني يعني اليوم اللى يرتاح فيه الراجل
ماهي الرجالة مطفشتش من فراغ