Friday, April 25, 2008

كان يوم أصفر

كتب يوسف معاطى
كان يوم أصفر
ماذا حدث للبنت؟‏!‏ ياساتر يارب‏..‏ البنت وشها أصفر كالكركم‏..‏ أخذت اتحسس جبهتها التي بدت كجبهة عصفور كناري‏..‏ وصرخت كالعادة في زوجتنا التي هي مسئولة طبعا عن أي حاجة تحصل في البيت ده‏..‏ يامدام‏..‏ ياستي‏..‏ البنت وشها أصفر كده ليه ودخلت زوجتي‏..‏ وياللمفاجأة‏..‏ كان وجهها أصفر من وجه ابنتنا‏..‏ ماذا حدث لكم‏..‏ ماهذا الاصفرار العائلي المفاجيء‏!!‏ أخذت أتأملها في رعب‏..‏ وأنا أري أمامي صفارين لبيضتين مسلوقتين بلا بياض ولكن ماهذا؟ السرير أيضا أصفر‏!..‏ والستائر‏!!‏ وكل شيء من حولي‏!!‏ قمت مفزوعا واذا بي أنا شخصيا أمام المرأة أصفر صفار مشمشي‏,,‏ هرولت الي الحمام‏..‏ كان القيشاني الأبيض قد تحول الي اللون الأصفر أيضا‏..‏ فتحت الحنفية الصفراء النحاسية‏..‏ التي كانت فضية بالأمس القريب‏..‏ ونزل الماء منها‏..‏ كأنه حلبه حصا‏..‏

وكان يجب أن أتمالك أعصابي في تلك اللحظة الصفراء المصيرية في حياتي‏..‏ وفتحت النافذة‏..‏ وياللهول‏(‏ علي رأي يوسف بك وهبي‏)‏ كان كل شيء أمامي أصفر تماما‏..‏ كانت مصر كلها صفراء‏..‏ وشها أصفر‏..‏ الشجر أصفر والمباني صفراء‏..‏ وكأنها ـ لاحول الله يارب عيانه‏..‏ ألف سلامة عليكي يامصر‏..‏ ألف سلامة مالك؟‏!‏ لم تكن تستطيع الرد حينما سألتها‏..‏ فالتراب الأصفر كان يطبق علي المراوح ويكاد يخنقها‏..‏ كان الله في عونها‏..‏ ارهاب‏..‏ فتنة طائفية وانفلونزا الطيور ومشاحنات‏..‏ واحتقانات لقد تحملت فوق طاقة البشر والدول الست دي والله جبل ونزلت مسرعا الي الشارع‏..‏ كان البواب جالسا يشاهد التليفزيون‏..‏ عم يونس الأسمر وأولاده كانوا جميعا صفرا صفارا عجيبا وكان التليفزيون يعرض فيلما قديما‏(‏ أبيض وأصفر‏)‏ وكان عبد الحليم يغني أصفر ياأصفراني مين قساك عليا‏..‏ الشوارع كلها كانت ملونة بهذا الغبار الذي أحاط بكل شيء‏..‏ وقال مسئول الأرصاد ـ وهو دائما مايقول في مثل هذه الظروف ـ ان هذه رياح موسمية آتية مش عارف منين؟ وقال رجال الدين في الجوامع والكنائس أن هذا غضب من الله‏..‏ وقال مسئول الداخلية ان مختل عقليا هو الذي وراء ذلك بالتأكيد وقال الحاقدون‏..‏ واشمعني احنا يعني اللي يصفر وناس ثانية قاعدين في التكييف ولاحاسين بحاجة‏..‏ ولاهو الصفار مكتوب علينا احنا‏.‏ وقال المتفائلون‏..‏ ده اختبار وان شاء الله ربنا هيفرجها وح تندع أهي‏..‏ أجمل مافي شعبنا هو ذلك الأمل العجيب الذي يملؤنا في أحرج اللحظات‏..‏ ان شعبنا يستطيع الحياة لسبعة آلاف سنة لايمكن أن ييأس‏..‏ وفعلا بدأ المشهد يتغير في تحول مفاجيء‏..‏ من الأصفر الي الأحمر‏..‏ كل شيء صار مصبوغا باللون الأحمر بشكل مرعب الشجر أحمر والمباني حمراء وقال عم بدوي الجالس علي المقهي يشد انفاس المعسل‏..‏ وقد صار وجهه في لون الرمان‏..‏ ماتقلوش ياخواننا‏..‏ ح تندع‏..‏ أكيد ح تندع ده ربنا لطيف بعباده‏..‏ وأخيرا‏..‏ فعلا ندعت‏.‏ قطرات من الماء بدأت تنزل من السماء بالتدريج‏..‏ نقطة‏..‏ نقطة‏..‏ ويعود المشهد في النهاية لصورته الطبيعية وتزدحم المقاهي وتشتغل قنوات الأغاني‏..‏ ومعاكسات البلوتوث‏..‏ لذا‏..‏ أرجوكم ألا تنزعجوا‏..‏ ولاتقلقوا علي مصر‏..‏ مهما سمعتم‏..‏ ومهما عانيتم‏..‏ فهي في النهاية‏..‏ بالتأكيد‏..‏ ح تندع‏..‏
أعزائي‏..‏ حد عاوز حاجة مني قبل ماأمشي‏!!‏

4 comments:

mostafa rayan said...

ithink he want say many thinges in this boet
think you man

Unknown said...

ثانكس يا جميل
نورت البلوج

Anonymous said...

link popularity top seo backlink service high quality backlinks

Anonymous said...

yousfmaaty.blogspot.com important link زمان بازپرداخت قاب فوق العاده از آن است که از شش ماه تا ده سال کشیده شده