Saturday, June 16, 2007

الغلط فين

الغلط فين

كاد أن يقتلني‏!!‏ والله العظيم كاد أن يخلصكم بحركة طائشة من مقالي الاسبوعي هذا حينما انحرف بسيارته فجأة ودون أي سبب واضح وقفز بها فوق الرصيف الذي كنت لا أزال اعتقد أنه مخصص للمشاة‏..‏ ولا أعلم حتي الآن كيف قفزت أنا أيضا بمهارة عجيبة فاتحا سبرنت غريب وقد لبستني روح ابوتريكة مبتعدا بحلاوة الروح عن السيارة الطائشة تلك المسافة الصغيرة جدا التي انقذتني من أن يكتب اسمي في سجل الوفيات‏..‏ محافظا علي بقائي معكم محتفظا برقمي القومي‏..‏ كيف حدث هذا؟‏!‏ ولماذا حدث؟‏!‏ وماذا سيحدث بعد جريمة شروع في قتل تتم علي قارعة الطريق أمام عدد لا بأس به من الشهود؟‏!‏ كل هذه الاسئلة انسكبت من عيني متمثلة في نظرة وعيد أو لوم أو اعتراض سددتها بكل قوة نحو قائد السيارة المجنون والذي كانت التهمة ثابتة عليه تماما وكل القرائن ضده‏..‏ خصوصا وان هناك نقطة استراتيجية مهمة وهي أن صاحبنا كان يقود السيارة في عكس اتجاه الطريق‏..‏ كان رأسي قد ارتطم بالعمود حينما حاولت أن أهرب من السيارة المتجهة نحوي بكل قوة كان الارتطام بالعمود قويا حتي أنني قلقت علي مستوي كتاباتي في المرحلة القادمة‏..‏

مما يجدر بالنقاد أن يقسموا حياتي الأدبية إلي مرحلتين‏..‏ مرحلة ما قبل العامود‏..‏

ومرحلة ما بعد‏!!‏ لم أقل لكم ماذا كان رد فعل قاتلي نحو تلك النظرة التي سددتها نحوه بعد فعلته الشنعاء‏..‏ الحقيقة انه سدد نحوي هو الآخر نظرة أخري‏..‏ ولكن نظرته أغاظتني أكثر من فعلته حيث كانت نظرته تعني‏..‏ والله‏!!‏ فيه أيه ياعم الحاج‏!!‏ انت ح تستموت فيها‏!!‏ والله العظيم أنا لا اتجني عليه‏..‏ هذاما كانت تحمله نظرته من معني‏..‏ وأنا أفهم في النظرات جيدا‏..‏ وكان يجب أن تتوقف تلك العلاقة الصامتة بيننا المتمثلة في تسديد النظرات ونفتح صوتنا بآه‏..‏ قلت له‏..‏ ينفع كده يعني ماشي غلط وفي العكسي وكنت ح تموتني‏!!‏ هل فيما قلته يا أعزائي أي إهانة بالنسبة لشخصه المحترم‏..‏ أنا كنت أقر ما حدث هذا كل شيء‏..‏ كنت أحكي له الحادث باختصار فما الذي يجعله يفتح الباب وينزل مسرعا وكأنني شتمته ثم يفتح جعورته ويصرخ‏..‏ نعم يابا‏!!‏ عاوز ايه‏..‏ آه ماشي غلط‏..‏ أنت ح تحاسبني‏..‏ وبعدين انا لمستك‏!!‏ لو عاوز تتخانق أنا معاك للصبح‏..‏ وريني بأه ح تعمل ايه‏..‏

ثم خلع الجاكيت والقي به في السيارة استعدادا للمعركة‏..‏ تدخل أولاد الحلال في الشارع‏..‏ يهدئونه‏..‏ يهدئونه هو‏!!‏ خلاص يا كابتن‏..‏ معلشي يا كابتن‏..‏ حصل خير‏..‏ كانت محاولاتهم لتهدئة تزيدمن عصبيته وجنونه وهو يحاول بكل قوة أن ينفلت منهم لكي يضربني‏..‏ وكانت جملا من نوعية‏..‏ طيب أنا ماشي غلط بأه وحياة أهلك‏..‏ وح أوريك ح اعمل ايه‏..‏ ووقف الشارع كله تماما‏..‏ السيارات من خلفه كانت تئن‏..‏ والبعض يقول يا أخوانا عندنا مصالح‏!!‏ كنت مصرا علي أن أعمل محضرا‏..‏ يا جماعة ده ماشي غلط‏!!‏ همس لي أحدهم‏..‏ يا عم هو يعني لوحده اللي ماشي غلط‏..‏ ما كل حاجة حوالينا ماشية غلط‏..‏ ح تمسك في دي‏!!‏ لم تزحزحني تلك النظرة الفلسفية وتجعلني اتنازل عن أن اعمل له محضرا‏..‏ مادام ماشي غلط لازم يتحاسب‏..‏ ولو سكتنا علي الغلط البلد ح تضيع‏..‏ همس لي رجل آخر‏..‏ ياعم محضر ايه مش ح تاخد لا حق ولا باطل‏..‏ ومش ح ينوبك غير العطلة أنت شايف عربيته ارقامها عاملة ازاي‏..‏ اربع أرقام متجوزين‏3100‏ يجيب نمرة زي دي يبأه واصل ياعم الحاج‏..‏ ما تضيعش وقتك‏..‏ نصف ساعة كاملة مرت ونحن في هذا الموقف‏..‏ بدأ بعض قائدي السيارات يحاولون التخلص من هذه الوقفة‏..‏ فيلفون ويديرون سياراتهم ويعودون‏..‏ كانوا جميعا يمشون غلط‏.‏

قال لي سليمان عبدالفتاح حسنين شفت يا ابوحجاج‏..‏ أهوه‏..‏ كله ماشي غلط‏..‏ بالمناسبة‏..‏ سليمان عبدالفتاح حسنين هو ذلك الرجل الذي همس لي في بداية المشهد أن أفوت الموضوع وقد صار صديقا عزيزا بعد أن طالت وقفتنا‏..‏ انتهي المشهد‏..‏ وعادت السيولة المرورية ولم يتبق من المشهد سوي اصداء لصراخ قائد السيارة في وجهي‏..‏ وبذاءاته وتعليقات الواقفين‏..‏ وجبهتي التي كانت متورمة بعض الشيء بسبب ارتطام رأسي بالعمود اللي كان واقف غلط‏..‏ ثم نصائح‏(‏ سولوم‏)‏ سليمان عبدالفتاح لي‏..‏ والتي تؤكد أنني لا أفهم الدنيا جيدا‏..‏ وأنني محبكها بعض الشيء‏..‏ وأنني‏..‏ أنا‏..‏ اللي ماشي غلط‏.‏

ملحوظة‏:‏
شيء آخر قد حدث وكان ينبغي أن اطلعكم عليه‏..‏ إذ أنني اكتشفت بعد أن غادرت المكان انني فقدت حافظة نقودي‏..‏ وعذرا‏..‏ يارب سامحني‏..‏ أنا أشك في أن الذي نشلني هو سولوم‏!!!‏

2 comments:

break said...

يعينى سليمان يعمل ايه دلوقتى لو قرا المقال دا !!


ان بعض الظن اثم

ودا بيفكرنا بحماتك ظنانة
شفت انا رابطة المواضيع ببعض ازاى

Unknown said...

ههههههههههه
اكيد هيضحك على نفسه من اسلوب يوسف معاطي
ميرسي على ردك بريك